|
المصدر: والارتباط الغربي الأميركي بما يحدث في سورية بدا جلياً وواضحاً عندما تحركت بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية للضغط على سورية في وقت كانت تتجه فيه إلى الهدوء بعد تدخل الجيش، وإلقاء القبض على عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. وجاء التحرك الأوروبي الأميركي كرسالة واضحة لأولئك المغرر بهم للاستمرار بأعمال التخريب والقتل ونشر الفوضى بالتزامن مع تصعيد بعض الفضائيات الإخبارية، وتلك التي تدعي نشر التعاليم الدينية لعمليات التحريض وفبركة الأكاذيب وبث التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والعمل على المتناقضات وتغذية النعرات واستعادة مصطلحات تجاوزها الزمن في سورية، متوجهين إلى شرائح محدودة الثقافة أو عناصر مجرمة لتحقيق مراميهم بالإبقاء على استمرار الأحداث في سورية ونقلها إلى مراحل جديدة من التصعيد المسلح ضد الوطن والشعب الذي يزداد تماسكه يوماً بعد يوم لمواجهة مشاريع الفتنة الخارجية. فعندما أخفقت دول أوروبية معروفة بتاريخها الاستعماري مع الولايات المتحدة في فرض أجنداتها الاستعمارية الجديدة في مجلس الأمن لجأت إلى وسائل قديمة بائدة سبق أن (جربت وفشلت) للضغط على سورية هدفها الأساسي توجيه رسالة إلى الارهابيين الذين مازالوا يعملون على الأرض ولم يلق القبض عليهم لمواصلة أعمالهم التخريبية، أملاً في أن تغير سورية موقفها لكن الوقائع أمر آخر، فالشعب السوري استوعب المخطط وأهدافه ومراميه وهو في طريقه لإجهاضه قريباً. الأشهر القادمة ستكشف كل الحقائق وسيتضح للأدوات الخارجية والداخلية أن سورية لم ولن تساوم على موقعها ودورها أو على الحقوق العربية وخاصة الفلسطينية، بل إن نتائج إفشال هذه المؤامرة ستكون في مصلحة تعزيز هذا الموقع والدور وفي مصلحة استعادة هذه الحقوق. مع الأسف لم تتعلم الدول الغربية من دروس الماضي ولذلك نراها تنتقل من أزمة إلى أخرى والنتائج السلبية لما يحدث في الشرق الأوسط لن تكون تداعياتها بعيدة عن ساحات هذه الدول.. وعلى الأوروبيين أن يتذكروا أنهم أصحاب مقولة إن العالم أصبح قرية واحدة. |
|