|
المصدر: ففي وقت طالب فيه احد وزراء حكومة نتنياهو بإعادة احتلال الضفة الغربية ، أعلن وزير مالية اسرائيل وقف تحويل الضرائب الى السلطة الفلسطينية ووقف الاتصالات الرسمية معها . ،ودعا شتاينتس لاتخاذ عقوبات اقتصادية ضد السلطة في أعقاب الحلف مع حماس. النائبة ميري ريغف من الليكود توجهت في رسالة عاجلة الى رئيس لجنة الخارجية والأمن مطالبة بالوقف الفوري لنقل أموال الضرائب. وكتبت ريغف تقول انه «لا يحتمل ان تنقل اسرائيل كل شهر أموالا الى السلطة، التي كل انشغالها هو في التحريض والإرهاب ضد اسرائيل». على السلطة الفلسطينية أن تختار ، فبعد عدة ساعات من صدور التقارير من القاهرة، سارع نتنياهو بحسب هآرتس الى الهجوم بشدة على الاتفاق الأولي الذي وقع أمس بين فتح وحماس. وأوضح نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه بان «السلطة الفلسطينية يجب أن تختار – إما السلام مع اسرائيل او السلام مع حماس. لا يمكن كلاهما معا»، وأضاف: لأن حماس تتطلع الى إبادة اسرائيل وتقول ذلك علنا. وهي تطلق الصواريخ على مدننا واعتقد أن مجرد فكرة المصالحة تدل على ضعف السلطة وتطرح تساؤلات حول سيطرة حماس على الضفة الغربية مثلما سيطرت على قطاع غزة». وأعلن المجلس الوزاري المصغر، أن إسرائيل لن تجري اتصالات سياسية أو مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية المقبلة، التي ستشكل في أعقاب المصالحة بين حركتي فتح وحماس.وذكرت يديعوت أحرونوت أن القيادة الإسرائيلية أجرت سلسلة مشاورات سياسية وأمنية بمشاركة رئيس الوزراء،، بنيامين نتنياهو، تقرر في ختامها متابعة التطورات على الساحة الفلسطينية وعدم إجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين. وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية بان الإعلان عن المصالحة الفلسطينية شكل صدمة كبيرة للزعماء الإسرائيليين كافة كما لا تخفي هذه المصادر معارضة الادارة الأميركية للاتفاق المذكور،من خلال رد الفعل البارد من الولايات المتحدة على اتفاق المصالحة بين حماس وفتح ،وبحسب ما أوردته هآرتس فان إدارة اوباما كررت مطالب الرباعية باحترام الاتفاقات السابقة بين اسرائيل والفلسطينيين، والمطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل. «الولايات المتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية بالشروط التي تدفع السلام الى الأمام. ومع ذلك، فان حماس هي منظمة إرهابية تمس بالمدنيين»، قال الناطق بلسان البيت الأبيض تومي فايدور:»كي تلعب دورا بناء في تحقيق السلام، على كل حكومة فلسطينية أن تقبل مبادىء الرباعية، تتخلى عن العنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود»، أضاف. البيت الأبيض ووزارة الخارجية قالا أيضا إنهما يحتاجان الى معلومات إضافية حول الاتفاق المتبلور بين الفصيلين الفلسطينيين. واتهم بعض الوزراء أجهزة الامن الاسرائيلية بعدم معرفتها بالجهود المبذولة للمصالحة الفلسطينية ، كما أوردت صحيفة يديعوت احرونوت :«رغم أن اسرائيل تابعت في الأشهر الأخيرة اتصالات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، قدرت محافل الاستخبارات بأن حماس لن توافق على منح السلطة الفلسطينية موطىء قدم في غزة، وبالتالي فان احتمالات المصالحة طفيفة.ما عزز التقديرات في أن المصالحة بين الفصيلين لا تلوح في الأفق. اللجوء إلى ترسانة كبيرة من الإجراءات بدوره ندد شمعون بيريس، رئيس الكيان الاسرائيلي، باتفاق المصالحة، وقال في بيان إن «الاتفاق بين فتح ومنظمة حماس الإرهابية خطأ قاتل سيحول دون إقامة دولة فلسطينية وسيخرب فرص السلام والاستقرار في المنطقة». بينما صرحت زعيمة حزب «كاديما»، تسيبي ليفني، اليوم إن «حماس حركة إرهابية تمثل عقيدة متطرفة لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود ولا تعترف بالاتفاقيات مع إسرائيل». وأضافت أن أمام الحكومة الفلسطينية الجديدة اختباراً وهو هل ستقبل بالشروط الدولية التي أعلنتها الرباعية للإعتراف بحكومة حماس. وهدد العنصري ليبرمان وزير الخارجية باللجوء إلى «ترسانة كبيرة من الإجراءات» الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية اثر إبرام المصالحة بين حركتي فتح وحماس.وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «تم مع هذا الاتفاق تخطي خط احمر (..) نملك ترسانة كبيرة من الإجراءات مثل إلغاء وضع الشخصية الهامة لأبي مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) وسلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني) ما سيمنعهما من التحرك بحرية» في الضفة الغربية. وأضاف: «يمكننا أيضا تجميد تحويل الضرائب المقتطعة في اسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية». أما وزير الحرب، باراك، فقال إن «الأحداث الأخيرة تقتضي الحاجة إلى الاعتماد حصرا على أنفسنا». وأضاف: «الجيش والأجهزة الأمنية ستتعامل بقبضة حديدية لمواجهة أي تهديد أو تحد». وجه ايجابي لا ينبغي استبعاده من جهة أخرى،ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان محافل سياسية مختلفة في اسرائيل، من خارج مكتب نتنياهو،انتقدت بالتلميح الرسالة القاطعة التي أطلقها نتنياهو نحو السلطة وقالوا إنهم بالذات يرون إمكانية كامنة ايجابية في الاتفاق بين فتح وحماس. وتعتقد هذه المحافل بان للاتفاق المتبلور كفيل بان يكون وجهاً ايجابياً ولا ينبغي استبعاده مبدئيا. «هذا ليس بالضرورة شراً فإحدى المشاكل في المحادثات على التسوية الدائمة مع ابو مازن هي حقيقة أنه لا يمثل سكان غزة. اذا ما خرج الاتفاق الى حيز التنفيذ، فبوسع أبي مازن أن يعرض نفسه كمن له تفويض من الشعب الفلسطيني بالتوصل الى تسوية دائمة مع اسرائيل»، قال أحدهم. وأضافت الصحيفة فكرة مشابهة يمكن إيجادها أيضا في تصريحات دبلوماسيين أجانب يتواجدون في اسرائيل، ممن طرحوا في لقاءاتهم مع مسؤولين إسرائيليين كبار فكرة إقامة قناة سرية مع حماس والشروع معها في محادثات ذات مضمون سياسي. «انتم مخطئون في أنكم تقاطعون حماس»، أوضح الدبلوماسيون لنظرائهم من القدس، «في النهاية هي تسيطر على غزة وشرعيتها تتعزز بالتدريج فقط في العالم العربي وفي العالم الغربي على حد سواء. وعليه فمن المجدي الشروع معها منذ الان باتصالات كي تكونوا مستعدين للحظة التي تصبح فيها جهة شرعية في المنطقة». وفي نفس السياق أوردت صحيفة هآرتس ان اسرائيل تدعو العالم الى مقاطعة الحكومة الفلسطينية :«اسرائيل ستدعو الدول الغربية الى مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية التي ستقوم في أعقاب اتفاق المصالحة، اذا لم تعترف هذه بإسرائيل ولم تتنكر لما أسمته بالإرهاب . رئيس الوزراء بينامين نتنياهو سيسافر الأسبوع القادم الى لندن وباريس حيث سيوضح الموقف الاسرائيلي. مدير عام وزارة الخارجية رفائيل باراك بعث ببرقية الى سفراء اسرائيل في الاتحاد الأوروبي وجههم فيها لنقل رسائل حادة والإيضاح بان اسرائيل تتوقع من الحكومات الأوروبية الا ترحب بالحكومة الفلسطينية بشكل تلقائي. وفي حديث أجراه مع أعضاء كونغرس أميركيين ألمح رئيس الوزراء بأن على الولايات المتحدة أن تفكر بوقف المساعدة الى السلطة اذا لم تعترف حكومة الوحدة بإسرائيل ولا تتنكر للإرهاب. وقال نتنياهو لأعضاء الكونغرس ان «الولايات المتحدة ما كانت لتتحدث مع أي حكومة في العالم لو كان في عضويتها رجال القاعدة». اتفاق المصالحة خطر على إسرائيل وبحسب ما قالت عنه معاريف بأنه تقرير سري صادر عن وزارة الخارجية الاسرائيلية الذي يحذر من المصالحة ويعتبرها خطرا على اسرائيل وقد تؤدي الى انهيار السياسات الأميركية في المنطقة :«اتفاق المصالحة بين فتح وحماس قد يؤدي الى انهيار السياسة الأميركية في المنطقة ومن شأنه أن يفشل مساعي الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين – هكذا يفهم من تقرير سري صادر عن مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية. الخطر الأساس حسب التقرير هو ان دولا مركزية في أوروبا سترغب في إعطاء فرصة لحماس، فتعترف باتفاق المصالحة وبحكومة وحدة فلسطينية وترى في الاتفاق فرصة لاستئناف الاتصالات مع حماس. هذه الاتصالات تؤدي بالتدريج، ولكن بشكل محتم، الى اعطاء شرعية دولية لحماس، رغم أن هذه توصف في أوروبا – حتى الان – كمنظمة إرهابية». وأعرب التقرير عن المخاوف الكبيرة من الدور المصري الجديد الذي تلعبه مصر بعد انهيار حسني مبارك :«ويقدر باحثو مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية «مماد» بان حماس نجحت في الحصول على عدة علاوات من المصريين مقابل توقيعها على اتفاق المصالحة: أولا، تلقت حماس إذنا بفتح مكتب تمثيل مصالح في القاهرة. ثانيا، منذ أمس علم أن مصر صادقت على فتح معبر رفح بشكل كامل لعبور البضائع والأشخاص، الأمر الذي يخلق شقا في حصار اسرائيل على غزة. باحثو «مماد» يقدرون أيضا بأنه من الان فصاعدا سيكون ممكنا ملاحظة غض النظر المصري عن تهريب الوسائل القتالية والأموال. في هذا السياق تجدر الإشارة الى أن مصر أوقفت بناء السور الحديدي على الحدود مع غزة ولا سيما في المقطع حيال رفح، حيث يقع أساس الأنفاق. تحليلات الصحف الاسرائيلية لم تختلف كثيرا عن تصريحات الزعماء الإسرائيليين من حيث الخطورة التي يشكلها هذا الاتفاق من وجهة نظرها على المصالح الأمنية الاسرائيلية على المدى القريب والبعيد ،هآرتس ترى ان الأوضاع التي تمر بها المنطقة سرعت في توقيع الاتفاق بين حماس وفتح:» يخيل أنه ينبغي لنا أن نرى استعداد حماس للوصول الى تسوية على خلفية التطورات الأوسع في العالم العربي. فقد تلقت حماس في الأشهر الأخيرة إشارات على أن استمرار سيطرتها في غزة ليس أمرا مسلما به في نظر الجمهور الغزاوي.المظاهرات في غزة، التي دعت الى المصالحة والديمقراطية ، الا ان مسؤولي المنظمة فهموا بأن شعبيتهم بين الجمهور توجد في مسار تدهور منحدر. اما يديعوت احرونوت فقد اعتبرت الاتفاق على انه مصيبة للإسرائيليين:«اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، اذا ما خرج الى حيز التنفيذ هو حدث سلبي للغاية في تاريخ الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، يضع قيد الشك إمكانية ان تتحقق في أي وقت من الأوقات تسوية سلمية بين الشعبين. حتى لو هذرت حماس بـ «الآيات المقدسة» التي تطالب بها الرباعية، فلن يتغير جوهرها. عندما يصل هؤلاء الأشخاص الى مواقع التأثير في الحكم الفلسطيني، كل شيء سيتغير سلبا: التطرف سيزداد، التوتر سيتصاعد والكراهية ستنمو. اسرائيل ستتشدد في وسائل المنع والإحباط، وحياة الفلسطينيين ستتشوش وتتعرقل، الاقتصاد سيتحطم، الامن والهدوء سيختفيان والإرهاب من شأنه أن يستأنف. في القناة السياسية ، هذا اذا وجدت على الإطلاق، ستطرح على اسرائيل مطالب سياسية غير معقولة، وكل تسوية سياسية ستصبح متعذرة. تطورات مصرية مقلقة وأضافت الصحيفة ،لشدة الأسف، اسرائيل هي الأخرى «ساعدت» في تحقيق اتفاق المصالحة. في السنوات الأخيرة تدهور وضع حماس. مغلقة ومنغلقة في غزة، منعزلة ومقاطعة، حين يبرز بؤس غزة حيال الحياة الطيبة في الضفة الغربية، أخذت حماس في الضعف. سيطرتها التنظيمية والسياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهنت، فيما هي تخضع لمطاردة السلطة الفلسطينية. سعيها الى تسوية مصالحة لا يأتي من موقع قوة؛ الضعف والمخاوف أعادوها الى حضن السلطة. وكتب المراسل العسكري لهآرتس تقريرا حول المواقف المصرية الأخيرة ودورها المباشر في دفع كل من حماس وفتح الى التوقيع على الاتفاق، فتحت عنوان:«مصر لإسرائيل: لا تتدخلوا في مسألة فتح معبر رفح» كتب آفي يسخروف يقول :حذر رئيس أركان الجيش المصري اسرائيل من التدخل في قرار القاهرة فتح معبر رفح الى قطاع غزة. وعلى حد قول سامي عنان، فان «هذا موضوع مصري داخلي وليس لإسرائيل الحق في التدخل فيه». وقال مصدر إسرائيلي كبير لـ «وول ستريت جورنال» ان «فتح المعبر المرتقب والتطورات الأخيرة في مصر يشغل بال اسرائيل وقد يؤثر على أمنها على المستوى الاستراتيجي». في أعقاب التقارب بين مصر وإيران، فان اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي تحقق بوساطة مصرية، والتصريحات عن الفتح القريب لمعبر رفح، يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن يرسل هذا الأسبوع مبعوثا خاصا عنه لإجراء محادثات مع كبار رجالات الحكومة المؤقتة في القاهرة. وسيكون المبعوث هو المستشار الأقرب لنتنياهو، المحامي اسحق مولكو . وأضاف يسخروف:»أعرب نتنياهو في الأسابيع الأخيرة في محادثات مع سفراء أوروبيين وسناتوريين أميركيين عن قلقه من التطرف في التصريحات المصرية تجاه اسرائيل وكذا من التقرب من إيران، مسؤول كبير في جهاز الامن قال ان الأقوال – التي نشرت في صفحة فيس بوك لعنان – «لم تكن قولا رسميا»، ولكنها تشكل تطورا مقلقا. |
|