|
المصدر: الأب والأم مازالا يريدان لعب دورهما بإتقان، وأبناء وبنات هذا الجيل في حالة انفراد وحرية خاصة، وهكذا يعيش الأبناء حالة الصراع ومعها إحساس بالذنب.. فما الاقترحات التي قد تقرب المسافة وتقلل من الإحساس بالذنب؟ اقتراحات كثيرة ومختلفة اقترحها من التقينا بهم من الشباب والبنات الذين وقفوا وقفة صادقة مع أنفسهم حين قالوا «ربما أهلنا لديهم معلومة وخبرة خاصة، يجدر بنا أن نفهمها، ومن الغباء أن نضيع فرصة الاستفادة منهم». وهناك مسألة مثيرة للغرابة وهي أن الأبناء في كثير من الأحيان وبخاصة البنات يستنكرن نصيحة الأم، ويعتبرنها مبالغة، ولكن كما قالت أكثر من التقيت بهن من الفتيات أنهن تعرفن أو تأكدن من أن كل أم مهما يكن هدفها تستحق أن تسمع، خاصة وأن معظم الأمهات يشعرن بالإحباط، لأن الفتيات لا يعترفن بالنصيحة التي يعطونها، وقد أجمع أكثر من التقيناهن بأنه قد لا يكون ضرورياً تطبيق نصيحة الأم، ولكن حسن الاستماع وتطييب خاطرها مسألة تسعدها، ولا تخسر شيئاً. وبعض الأبناء وخصوصاً الأكثر تعليماً يتعالون على أهلهم إلى درجة عدم الاحترام أيضاً أحياناً، وهذا أمر مسيء برأي الكثيرين من الأبناء، فمهما تكن الفروق العلمية من حق الأم أن تشعر بقدر كبير من الاحترام من قبل أبنائها.. والبعض الآخر يلقي مسؤولية كل فشله على أمه، لكن فحتى لو كان للأم فعلياً سبب لفشل ما في حياة ابنها أو ابنتها، فهذا حتماً من دون قصد، لأن همها أولاً وأخيراً سعادة أولادها ونجاحهم في المستقبل. أخيراً.. صحيح أن الأمومة عطاء، ولكن صحيح أيضاً أن البنوة عطاء أيضاً، ولذا على الأبناء أن يتعلموا أن يعطوا قدر ما يأخدون وأكثر، وليعلموا أن كل أم تعطي بلا حساب وليحاولوا فقط أن يتذكروا عطاءات أمهم فسيجدونها عطاءات ثمينة جداً وبلا حدود، فالأمومة تبدأ عضوية، فأمك هي التي تكونت داخل جسمها ثم احتضنتك سنوات، لذا عندما تحتضن أنت أمك فإنك تفعل أمراً عظيماً، فاحتضن أمك، ابذل كل جهد واستغل كل فرصة، حتى تحيي العلاقة مع أمك، ولا تجعل الوقت يفوت حتى لا تشعر بالندم عندما تغادر أمك هذا العالم الفاني.. ولا تنسى أن من أكثر العلاقات أهمية في حياة الإنسان.. العلاقة بالأم. |
|