تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العــــــــــالم وصناعة الجـــــــــــوع القادمـــــــــة

منطقة حرة
الاثنين 9-5-2011
د: حيان أحمد سلمان

هل يتحولّ الجوع إلى سلعة تباع وتشترى كأي سلعة أخرى , وبالتالي تتوجه المواقع الإنتاجية في الدول الغربية لتوجيه مسيرتها الإنتاجية للتحكمّ في أسعار السلع الغذائية عن طريق التحكمّ بانسياب السلع والخدمات إلى الأسواق وخاصة الموجهة للدول النامية ,

ووفقا لمؤشرّ واحد هو تحقيق أكبر ربح ممكن بغضّ النظر عن الاعتبارات الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية... الخ, وفي ظلّ مايدعى زورا وبهتانا (النظام الدولي ) أو ( النظام العالمي ) إلى الكثير من المصطلحات التي تصنع في الدوائر الغربية وتباع في سوق الدول النامية والناشئة مثلها مثل ( الهامبرغر والبيبسي كولا ) , والمشكلة لاتتوقف هنا بل تسعى الدول الغربية الصناعية والتي حققت تراكمها الرأسمالي عن طريق استغلال الدول النامية واحتلالها سابقا وبالتالي نهب ثرواتها وموادها الخام وتصنيعها وإعادة تسويقها في أسواق هذه الدول , وبفارق كبير بين أسعار المواد الأولية والسلع المصنعة منها ووفقا لما يدعى ( مقص الأسعار ), كما فعلت فرنسا في سورية وبريطانيا في مصر والهند والولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان حاليا ..الخ, وهنا تتفنن هذه الدول لإيجاد التبريرات المناسبة لتفسير هذه الظاهرة ويعتمدون على تصديرها إلى بعض الباحثين التابعين لدوائرها للترويج لها, ومن هذه التبريرات نذكر بعضا منها على سبيل المثال لاالحصر ومن أهمها:‏

1- زيادة معدل النمو السكاني في الدول النامية والناشئة وخاصة في الصين والهند ,وتآكل الأرض الزراعية بسبب عوامل مختلفة , وبالتالي تناقص الإنتاج الزراعي الذي يعتبر الأساس المادي للأمن الغذائي, وينسون أو يتناسون سياسة الاستغلال الزراعية المعتمدة من قبلهم في المنظمات الدولية , وخاصة في منظمة التجارة العالمية WTO ولا سيما في رفع الدعم و هم يقدمون الدعم لمنتجاتهم الزراعية والصناعية وبأكبر قدر ممكن و في أعلى مستوياته.‏

2- زيادة البطالة المقنعة في القطاع الزراعي ويتناسون تحكمهم في تأمين الوسائل الإنتاجية الصناعية اللازمة لتطوير القطاع الزراعي وزيادة حلقات التكامل مع القطاع الزراعي لتأمين زيادة القيمة المضافة وتأمين الاحتياجات الاستهلاكية والأمن الغذائي وتقليل حلقات التبعية للخارج .‏

3- تراجع مردودية أو غلة وحدة المساحة المزروعة, ويتناسون توجههم الحقيقي للإساءة إلى البيئة ومساهمتهم المطلقة في توسيع ثقب الأوزون , وهذا ساهم بشكل مباشر في التأثيرات السلبية المناخية والإساءة للأرض الزراعية والبيئة الحراجية وبالتالي تراجع المر دودية و خصوبة التربة.‏

4- غلاء أسعار السلع جرّاء زيادة التكاليف وعامل التضخم , ويتناسون تلاعبهم بأسعار الصرف وخاصة للعملتين الأساسيتين وهما ( الدولار واليورو), والتوقف عن التلاعب في أسعار الصرف العالمي من خلال عدم تقيدهم بمعادلة الكمية النقدية ,وقناعتنا أنه لايستطيع أي باحث اقتصادي حتى في البنك الفيدرالي الأمريكي من التصريح عن كمية الدولارات السائبة في العالم دون أي تغطية إنتاجية أو ذهبية , وهذا مايساهم في ارتفاع معدلات التضخم وانفلات الأسعار.‏

5- إلقاء التهم على الدول النامية من خلال تغير العادات الاستهلاكية, وكأنه متاح لهم أن يوسعوا من دائرة الاستهلاك لمواطنيهم ويمنع عنّا , وهل هناك من عنصرية أكثر من هذا ؟!.‏

إن الدول النامية إذا لم تستعد لمواجهة تداعيات الأزمة الغذائية ( وهي حلقة من حلقات الأزمة المالية العالمية التي انطلقت في 15/9/2008 ) من قلب الولايات المتحدة الأمريكية ومن عصبها الحساس أي بيت المال العالمي ( وول ستريت ), وستؤدي التبعية الغذائية إلى أن يزداد الأغنياء غنى والفقراء فقرا, وستتركز الثروة العالمية بيد الدول الغنية وستتعمق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة , ولذلك من ناحيتنا أي في سورية يجب أن نستعدّ لمواجهتها وبمزيد من الشفافية والصراحة والواقعية , وكما أكدّ السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهية للحكومة وقد حددّ خارطة الطريق للإصلاح وفي كلّ الجوانب من سياسية واقتصادية واجتماعية ...الخ, وبأن نستعدّ لزيادة نمونا لنتأقلم بسرعة مع مايجري حولنا ,وأن نسير بنفس السرعة وأن نسعى لتجاوزها لكي نضمن لنا موقعنا الخاص على الخارطة الاقتصادية العالمية , وبالتالي نحصن مناعتنا الداخلية ونقوي موقعنا التفاوضي في الخارج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية