|
منوعات وكأن الأمور في حال من التضاد أو التقابلية أو التوازي وهذا ما كان ليحدث في بلد مثل بلدنا العزيز سورية.. سورية.. بيت الثقافة والسياسة والعمران والحضارة.. بيت العقائد والإلفة والمودات الصافية.
ما يحدث يكاد لا يصدق.. لأن المناداة بالحرية والإصلاح والتغيير.. هي مناداة الشعب بأجمعه، قيادة وحكومة وشعبا.. والحرص على هذه المناداة.. حرص جماعي والرجوع عن أذيات البروقراطية والفساد والمحسوبية وحامضية الواسطات.. هي حرص جماعي أيضا. والإستجابة.. بادية ومقرة وقارة والعمل بها جار.. لكن الدم مازال جارياً، والنفوس تزداد احتقاناً، وحالات الفقد موجعة.. وهذا ليس حلاً ولامنطقاً، ولا توجها.. تقول به أمنا العزيزة سورية.. الحل.. هو أن تتسع صدور الآباء لقولات الأبناء.. وان تظهر العقلانية في كل سلوك، ورأي وتصرف وإشارة.. وان تظل سورية راية.. الجميع يتوازعون المحبة في ظلالها الرخية.. الحل هو ان يظهر امران على غاية من الاهمية والوجاهة.. ظهورا متجليا دونما لبس او غموض.. ودونما تخوين، او استنفار خارجي، ودونما كيد أو شماتة او اقصاء او تهور او شطط. الاول: هو الاخذ السريع السريع برزمة من الاصلاحات التي ينشدها كل بيت سوري، وكل اسرة سورية.. وخصوصا الاصلاحات المتفق عليها، اعني المعلنة للقاصي والداني، وان يشعر بها الجميع، وفي مختلف الحقول الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والتربوية والعلمية.. وبهذا تسقط الذرائع والحجج كما تسقط اوراق الضغط الخارجي.. وتسدد الحقوق. والثاني: اجتماع الناس من اهل الرأي والتعبير.. واصحاب المطالبات بالحقوق المدنية قريبها وبعيدها.. في حوار دائم من اجل الحياة الافضل والاحداث والاجمل والاسمى.. في بلاد تعرف جيدا معنى السمو والكبرياء والعزة.. لتتضافر ضفتا الحياة في سورية العزيزة وضفة المواطن وضفة الوطن.. اجتماعا حول نهر خالد.. ونهر المحبة والرضىالامان.. عندئذ ستعود للمدن سحائبها الماطرات بشرا ومودات.. وتعود للمساجد والكنائس رفرفات طيورها السابحات.. وتعود الى النفوس الزواكي.. هدأتها الشاسعات.. وتعود الى اللهوات ترنيماتها الصادحات.. ما أغلاك ما أغلاك يا وطن.. يا أبو.. الحبايب ما أغلاك |
|