|
المصدر:
اليوم سنتحدث عن واحد من هذه التلال التي تجمع المكانتين الأثرية والاستراتيجية وقد تناقلت اسم هذا التل الألسن ومازالت نظراً للمكانة المهمة التي يتمتع بها.. إنه تل الفرس الذي يقع وسط الجولان وهو ناتج عن انبثاق بركاني يبدو من أحد جوانبه كصهوة جواد ومن هنا تم اشتقاق تسميته باسم (تل الفرس) كما قلنا، وهو على شكل فوهة بركان تظهر هذه الفوهة واضحة لمن صعد إلى قمته وهو كباطن وعاء مستدير والأحجار الموجودة فيه هي من النوع الخفاني تملأ فوهته وسفحه الغربي. ونقول بكل صراحة إنه لا أحد يعرف متى تفجر هذا البركان الذي تكون منه هذا التل أو كيف خمد ربما يعود ذلك إلى آلاف السنين أو لعلها ملايين السنين.. وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى ما قبل احتلال الجولان في عام 1967 وحاولنا صعود هذا التل فسوف تطالعنا السفوح والوديان وكذلك الأغوار والتلال والجبال حتى الجليل الأعلى وطرف من بحيرة طبريا وجزء من بحيرة الحولة. وإذا ما اتجهنا شرقاً ونحن نقف فوق هذا التل فسنشاهد سهل حوران ومن ورائه جبل العرب وإذا نظرنا شمالاً فالتلال تتوالى حتى نبلغ جبل حرمون (جبل الشيخ) بتاجه الثلجي.. في وسط التل مغارة ربما كان القدامى يدفنون بها موتاهم حيث تحركت من قمة تل الفرس سلالات أمة منذ آلاف السنين. تل الفرس شهد أعنف المعارك في حرب تشرين التحريرية، حيث دك المقاتل العربي السوري هذا الحصن لهيباً جعل الغزاة المتحصنين فيه يعرفون جيداً ما هي قدرة المقاتل العربي السوري هذا المقاتل الذي يعرف جيداً كل ذرة تراب من جولاننا الغالي على الرغم من كون هذا التل يعتبر من أهم الحصون لكن مقاتلنا استطاع أن يدك تلك الحصون ويجعل الغزاة الطامعين بأرضنا يفرون منه من خلال تفجير ذلك البركان الذي ثار وقد فجرت ثورته صحوة تشرين الانتصار. |
|