|
شباب بالواقع ليبقى مجرد خيال يراودنا !! لكن... ثمة من يجعل هذا الواقع حافزا أكبر لتحقيق مشروعه الخاص وجعل العقبات مجرد دروس يستفيد منها، هذا ما فعلته رنا التي جذبها عالم الاطفال بكل براءته وخصوصيته فاستطاعت بمبلغ بسيط لا يتجاوز العشرين ألف ليرة أن تبدأ مشروعها في تصميم وانتاج الاكسسوارات الخاصة بغرف الاطفال.......... وفي ركن آخر كانت الهواية وعشق الموسيقا هما الحافز الاكبر لمعن رجب الذي احترف العزف على الغيتار أيام الدراسة لتصبح الهواية فيما بعد مشروعه الموسيقي عبر فرقة جين، التي بدأت تشق طريقها في عالم الموسيقا بالبحث عن أنماط موسيقية جديدة وأفكار حديثة.....
فالطموح لا يقيد بزمان أو مكان حسب رأي مندلينا أحمد الحاصلة على الشهادة الاعدادية والتي احترفت مهنة شك النول وبحبها لهذه المهنة ورغبتها بالاستقلالية قررت العمل لحسابها الخاص فاقترضت مبلغا من خلال الصندوق السوري لتنمية الريف وبدأت مشروعها الذي أفسح فرص عمل لست فتيات من قريتها... هذه صور واقعية لعدد من الشباب، ممن لا تختلف ظروفهم المعيشية عن ظروفكم, ولا أحلامهم عن أحلامكم غير أنهم آمنوا بقدراتهم واختاروا أن يصنعوا مستقبلهم بأيديهم معتمدين على أنفسهم في تأسيس مشروع بسيط خاص بهم,وذلك من خلال دعم عدد من الجمعيات والمشاريع الشبابية التي بدأت تتضح معالمها اليوم رأس المال....ليس كل شيء» معظم الشباب اليوم هم إما طلاب يستمدون مصروفهم من أهلهم وإما باحثون عن فرصة عمل تحقق لهم استقلاليتهم وتساعدهم على التفكير بالزواج وبناء اسرة، وعندما تبادرهم بالقول أين هو طموحكم؟؟؟ يكون الجواب /أأأه... مو حتى يكون في بأيدينا مبلغ محترم يخلينا نفكر أنو نعمل شي !!/ فمن أين لهم رأس المال الذي يخولهم البدء بمشروعهم وهي النقطة التي ركزت عليها خلال جولتي ولقاءاتي بعدد من القائمين على المشاريع الموجهة لدعم الشباب. حيث كانت المحطة الاولى في مشروع شباب الذي بدأ نشاطه منذ خمس سنوات واستطاع خلالها أن يصل الى مئة الف مستفيد واسهم بشكل كبير في دعم الكثير من الشباب الراغبين بتأسيس مشروعهم الخاص وذلك عبر تقديم الخبرة المناسبة وتأمين المقر للشركة الناشئة وخلال دردشتنا مع يوسف سليمة وهو مدرب ضمن المشروع رأى أن التمويل شيء أساسي لاي مشروع لكنه ليس الاهم، وأكمل قوله: لدينا شركات تأسست منذ حوالي السنتين وهي اليوم تتعاقد مع كبرى الشركات في سورية وبمئات الالاف رغم أن رأس مالهم كان صفراً أي إنه أقتصر على المواصلات وفواتير التليفون، فعندما يتواجد الشخص الذي يملك فكرة جديدة وشخصية ويدرس خطة عمله بشكل متقن ويبدأبتنفيذها بكل إرادة وجدية يصبح عندها التمويل تحصيل حاصل. فالتمويل مهم لكنه ليس كل شيء خاصة بوجود مؤسسات تقدم القروض الجيدة للمشاريع الصغيرة وبفوائد من 1 الى 3٪. وهو ما أكده أيضا ميشيل عركوش المسؤول عن مشاريع ريادة الاعمال في جمعية سيا التي بدأت عام 2007 على مستوى سورية واستطاعت أن تضع برامج خاصة بكل منطقة حيث قال لنا: الشباب دائما لديهم اعتقاد بأن التمويل هو العائق الاكبر الذي يواجه رواد الاعمال الشباب خلال تنفيذهم لمشاريع ما أنه و أثبتت التجارب أن ذلك غير صحيح، فإذا تواجد اليوم شاب او فتاة أو حتى فريق لديهم فكرة مشروع جيدة ومصداقية أمام المستثمر وقدرة على إنجاح مشروعهم فالمستثمرون موجودون ويملكون المال الذي يرغبون باستثماره في مشروع رابح، فمجال الاستثمار في السوق السورية يقتصر على شراء العقارات أو سوق الاوراق المالية فاذا تواجدت عوامل النجاح عند أي فكرة التمويل موجود، واغلبية الشباب الذين ينظرون الى التمويل على أنه عائق يكتشفون فيما بعد بأنه ثمة هناك صعوبات أخرى تتعلق بالفريق نفسه أو بالفكرة أو بطريقة التنفيذ. اذا التمويل اليوم ليس هو العائق أمام أي حلم يراود شاباً أو فتاة بل المشكلة تكمن بعدم انتشار ثقافة ريادة الاعمال في اوساط الشباب والتي تحتاج الى جهد اكبر من قبلهم. جعلوا الشباب...همهم الاساسي!» فقد اتضحت معالم العديد من الهيئات غير الربحية التي تسعى وبخطوة جادة الى دعم الشباب إما بتنمية مهاراتهم لدخول مجال العمل أو بدعمهم ليبدؤوا بمشروعهم الخاص الذي يتطلب الخبرة والتهيئة المناسبة للدخول الى عالم الاعمال وإثبات وجودهم ومواجهة المنافسة القوية الموجودة في السوق وهو ماتوفره اليوم تلك الهيئات من خلال برامجها الموجهة الى الشباب لتدريبهم حيث أفرد لنا السيد ميشيل الخطوات المتبعة في جمعية سيا لدعم رواد الاعمال فقال لنا: إن المشاريع التي يتم انتقاؤها تخوض عدة مراحل تبدأ بمسابقة فكرة والتي تضم فترة تدريبية يتم خلالها اعطاء محاضرات عن التسويق والدراسة المالية وكيفية كتابة خطة عمل وتقديم المشروع للمستثمرين وذلك ضمن ما يسمى مهارات التواصل ونمنحهم كل الادوات اللازمة ليكونوا قادرين على تقديم فكرتهم بأفضل طريقة ممكنة، وبعد انتهاء هذه المرحلة يتم انتقاء عشرة مشاريع تنتقل الى المرحلة النهائية وهي مسابقة الرواد وهنا يتم تعيين مرشد مهني ودوره الاساسي أن يدعمهم من خلال خبرته في السوق وعلاقاته داخل مجتمع الاعمال فقد يساعدهم في كيفية الوصول الى الزبون إضافة الى إشرافه على تطبيق خطة العمل، فهدف جمعية سيا هي دعم مشاريع الشباب لكي تصل الى المرحلة التي تقنع المستثمر بها. تبادل الخبرات بين الشباب» وهو ما يسعى مشروع شباب إلى تقديمه من خلال اجتماع رواد الأعمال ليسوقوا خدماتهم ومنتجاتهم ويتبادلوا الخبرات فيما بينهم ويتمكنوا من طرح مشاكلهم وهو شيء مهم جدا للاستفادة من تجارب الاخرين في ايجاد الطريقة الافضل للحل. فاستفد من تجارب الآخرين وفكر ببدء مشروعك الخاص مهما كان رأس المال المتوفر بسيطا أو صغيرا وتذكر....أنه لايوجد شيء مستحيل. |
|