تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آخِرُ مـا قالَـهُ الحَـمَامُ

شباب
9/5/2011
محمود الحاج محمد

لا بابَ أدخلُ منهُ لي إلاكِ أنتِ !

ولا مرايا أستعيرُ مَجَازَها‏‏

لأرى إلى ظلٍّ يشيخُ وراءَ روحي .‏‏

الآنَ ، والمطرُ الثقيلُ يُهَدهِدُ الطُّرقاتِ‏‏

هل يجدي الوقوفُ على طلولِ الماءِ‏‏

إنْ شربتْـهُ روحُكِ ثمَّ شفَّــتْ ؟‏‏

هل أجيدُ الحلمَ‏‏

إنْ صدئتْ حوافرُ خيلهِ؟‏‏

أم هل أجيدُ الطِّينَ بعدكِ؟؟‏‏

كانَ ينقصُـنا شتاءٌ آخرٌ‏‏

لنروِّضَ الأيَّـامَ في دربٍ سنمشيهِ سويَّـاً‏‏

نغتدي ، والطَّيرُ في وُكُنَـاتِها تغفو‏‏

وبردٌ طاعنٌ في الذِّكرياتِ يقولنا :‏‏

كم أنتِ أهدأُ من تلاوةِ ياسمينٍ عطرَهُ !‏‏

وأنا المبعثرُ‏‏

تعتريني رِعشةُ الصُّوفـيِّ بعدَكِ سُـبْحَتي من حبِّ رمَّـانٍ تفرَّطَ بينَ ثغرينا‏‏

وعكَّـازي وعودكِ ...‏‏

باردٌ جسدُ المسافةِ بيننا‏‏

والشَّوقُ قد طالتْ أظافرهُ كثيراً .‏‏

كستناءُ لقائنا اتَّـقدَتْ على حطبِ الوعودِ‏‏

وبابُ غرفتيَ المبلَّـلُ كم تثاءَبَ في انتظاركِ؟‏‏

كم سيكفي من رذاذ الضَّوءِ‏‏

كي أبتلَّ فيكِ حبيبتي ؟‏‏

أنا كُـلَّـما أشعلتُ يوماً في غيابكِ‏‏

أطفأتهُ أصابعُ الدَّمـعاتِ !‏‏

وحدي الآنَ أرسِمُ صوتكِ المبحوحَ‏‏

فوقَ زجاجِ نافذتي‏‏

لأسمعَهُ يسيلُ على الأصابعِ‏‏

كُـلَّما غبشٌ تقطَّر فوقها !‏‏

يأسي تُـحنِّـطهُ الرَّسائلُ باصْـفرارِ سطورِها‏‏

ودفاترُ الصُّورِ التي ــ إن أجهشت بالأمسِ ــ‏‏

كفكفتُ ابتسامتكِ البريئةَ !‏‏

لم أزلْ أمشي وحيداً‏‏

باحثاً عن باب ذاتي ...‏‏

فاعبري ــ لو كذبةً ــ يوماً‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية