تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ليلة صيفية

شباب
9/5/2011
غزل زريفة

عندما يخطف البحر الملكة الشمس ويخفيها في قصوره المرجانية خلف الأمواج

، عندما يختفي نور النهار ، ويظهر سكون الليل ، تخرج ساحرة الظلمة لتزين ثوب‏

السماء وتجعلها أميرةً للسهر ، فتلوح بعصاها السحرية ليظهر ثوب الليل الداكن ،‏

وتلوح مرة ً أخرى ليتزين الثوب بلآلئ النجوم المضيئة ، ثم يظهر عقد تلمع في وسطه‏

جوهرة القمر 0‏

في ليلة صيفية ، وبعد أن أتمت الساحرة تزيين ثوب الأميرة جلست أرقب نجما ً كان‏

يتحرك ببطء ٍ في السماء ، ثم اختفى وتوارى عن ناظري ، لكنه هداني إلى أجمل منطقة ٍ‏

في ذلك الثوب كانت الساحرة قد عملت عليها بجد وهي : مجموعة نجوم الثريا 0 كان‏

كل نجم ٍ فيها يعزف النور في السماء ، فيبدأ أقربها بنغمات ٍ بسيطة ، لينتهي الحال‏

بأبعدها بأعظم نغمات النور التي تنثر البهجة والفرح على البشر المجتمعين على وشاح‏

الأرض يرقبون النجوم 0 ثم تقودك النغمات البريئة إلى مجموعة الدب الأصغر التي‏

عنيت بها الساحرة لتكون لعبة ً تنام بقرب الأطفال ، ويأتي دور الدب الأكبر ليضيء‏

الدب الأصغر بالحنان ، وليحكي حكاية ما قبل النوم بكلماته المزينة باللمعان 0‏

نحن نجمع كل النجوم في عيوننا بنظرة ٍ إليها ، لأننا نراها بغاية الصغر والخفة والبساطة‏

، لكن الحقيقة أنها أكبر من كل ما نراه ، وأعظم من كل البساطة التي نفتكرها ، فكل‏

نجم منها يتفرد بنوره ، وشكله وحركته ، لكن ما يظهر جلالها بشكل أكبر هو‏

انسجامها وتناغمها ، فهي جسد واحد إذا توقف أحد أفراده توقف الباقون وهذا ما‏

يراه العالم بعيونه الواقعية الدقيقة ، بعيدا ً عن عيون الأحلام ، فهو لا يرى الفساتين‏

والحلي والزينة ، ولا يرى تلك اللآلئ اللامعة ، بل يرى أن ما له ذلك الضوء من بعيد‏

جسم عاتم بارد عن قرب لكن رغم كل ما يقوله العالم ، يبقى الخيال هو الأجمل‏

والأصح في أذهان الناس ، لأن لا أحد يستغني عن حكاية أميرة السهر ، ولا أحد ينام‏

قبل أن يأخذ قطفة ً من حنان الدب الأكبر ، وتذكروا إذا فارقكم النوم في إحدى‏

الليالي الصيفية ، انظروا إلى السماء وراقبوا عصا الساحرة وهي توشي على ذلك‏

الثوب 0‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية