|
شباب يقدموا المساعدة للغير, موظفو مركز المعلوماتية للمكفوفين بجامعة دمشق, شباب جامعي من المكفوفين لخدمة الطلبة الجامعيين المكفوفين بالمجان, لم تمنعهم الإعاقة من أن يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم.محسن مقلى, طالب حقوق سنة رابعة وموظف في المركز:» قديما كنت شخصاً مبصراً وعندما بدأ نظري بالتراجع استعنت بالبرامج الناطقة, وعملي يرتكز على خبرة سابقة في الكمبيوتر ولهذا استطعت أن اجتاز الاختبار
الخاص بالوظيفة هنا, الان أعمل على إخراج المحاضرات بالطريقة النافرة (القراءة بتحسس الورق) وبهذه الطريقة ننتج محاضرات الطلاب في اللغات المختلفة (الانكليزية والفرنسية والاسبانية), أما الإعاقة فلاتشكل لي عائقاً بما يخص الحياة العملية وهذا كون العمل اعتيادياً هنا, أما بالنسبة للأمور الحياتية فالمشكلة ليست في الإعاقة ولكن في من يرضخ لها». النسخ الصوتي لسهولة الحفظ بديع خلف, حاصل على إجازتين في الأدب العربي والشريعة, وأحد موظفي المركز, يقول: عملي هو النسخ الصوتي, حيث يأتي الطلاب المكفوفون بكتبهم ومحاضراتهم وأقوم بتحويلها إلى نظم ناطقة على كاسيت أو سي دي, وهذه الطريقة تسهل عليهم طريقة الحفظ, فالبعض غير قادر على التعامل بطريقة «بريل» (الكتابة النافرة), أو غير متعودين عليها كونهم لم يتعاملوا بها أثناء دراستهم الثانوية, كما أن هذه الطريقة يمكن التعامل معها بسهولة عن طريق الإعادة المتكررة حتى يتم الحفظ, بالإضافة أنه هناك كتب غير متوفرة كملفات نصية أو أنها ضخمة جدا ولا يمكن تحويلها إلى بريل, لأن صفحة واحدة تخرج بصفحتي بريل وسوف تكون ضخامة الكتاب كبيرة بعد التحويل, غير هذا فالإعاقة لا تشكل صعوبة لدي, وأنا كموظف أرى أن كل ما يلزم للطالب المكفوف متوفر من خلال ما ننتجه هنا, واعتقد أن الطالب المكفوف في الجامعة لا يرى في نفسه من ذوي الاحتياجات الخاصة بالنسبة لآلية التعليم. توفير في الوقت والجهد والمال معتصم شقير, أدب عربي سنة رابعة, وأحد المستفيدين من خدمات المركز يقول: في الثانوية كنت أفكر في صعوبات الدراسة في الجامعة, وكيف يمكننا أن ندرس ونتعلم؟ وهذا معناه الاعتماد على الآخرين لمساعدتنا, أما بعد دخولي الجامعة تفاجأت بالمركز والخدمات التي يقدمها لنا وأهمها أننا لم نعد بحاجة لأناس يساعدونا, بالاضافة إلى التوفير في كلفة الأشرطة والتسجيل وغيرها وكلها مجانية, وهذا غير التوفير في الجهد والوقت, غير ذلك فالمركز وفر لنا فرصة الحضور في الجامعة وخلصنا من الأشرطة ومساعدة الناس الذين لا يتوفر لهم الفراغ في كل وقت لمساعدتنا, واتمنى أن يكون في كل جامعة مركز للمكفوفين. كيف تأسس المركز وماذا يقدم للمكفوفين؟ شيركوا البوطي مدير المركز: تأسس المركز في 1/10/2008 وهو هبة من سيدة سورية مغتربة وهبت المعدات والبرامج وكافة التقنيات الأخرى, أما الجامعة فقامت بتجهيز المركز بالأدوات والمستلزمات الأخرى والعمل يقوم هنا على خدمة الطلاب المكفوفين في الجامعة, إذ يتم استقبال الطلاب الجدد في بداية كل عام دراسي وتسجيلهم في المركز, أما ما يقدمه المركز فهناك عدة أنواع من العمل ضمن المركز لخدمة الطلبة المكفوفين أهمها: - تحويل المحاضرات من ملفات نصية إلى برايل وتعني كتابة المكفوفين (الطريقة النافرة لتعليم الطلاب المكفوفين بطريقة اللمس), فالمركز يستقبل الملفات التي يقدمها الطلاب على سي دي ثم نقوم بتحويلها. - تحويل المواد المكتوبة إلى ملفات صوتية (سي دي أو كاسيت), وأحيانا توجد كتب غير متوفرة كملفات نصية فيقوم المركز بإرسالها إلى متطوعين لتنضيدها وتسجيلها صوتيا, غير هذا فالمركز يستقطب كل طالب مكفوف في جامعة دمشق ويؤمن له مستلزماته على اختلاف الاختصاصات, وتتم طريقة تقديم هذه الخدمات للطلبة باستقبال المواد من الطلاب على فترات زمنية معينة ليتم تعديلها ومن ثم تقديمها لهم ثم استقبال مواد أخرى. المستفيدون أكثـر من 200 طالب وطالبة عدد الطلاب المسجلين في المركز أكثر من 200 طالب وطالبة, وكل ما يقدم من خدمات للطلبة يكون مجانا, وما على الطالب سوى تقديم المواد للمركز ثم أخذها جاهزة, فالمركز يعمل ما يقارب 10 ساعات يوميا والعمل في المركز مقسم إلى قسمين صباحي ومسائي, بالإضافة إلى أن المركز يستخدم كل ما يستطيع من الوسائل الالكترونية (الانترنت والطابعات والناسخات وطرق التخزين والتسجيل والاسترجاع وغيرها)، وهذا من أجل السرعة في العمل وتقديم ما هو أفضل. عمل لا يتوقف... يتعاون المركز مع مؤسسات مثل الهلال الأحمر, كما يستقبل كل متطوع لديه الرغبة في التعاون حيث يتم تزويده بالمعدات التي تساعده على انجاز هذا العمل التطوعي, والحقيقة لسنا بحاجة للمساعدة فالمركز ممول من الجامعة والعاملون فيه أكفاء يقومون بواجبهم وأكثر ولهم رواتب كأي موظف في الجامعة, مع العلم أن جميع الموظفين في المركز من الشباب المكفوفين ويقوموا بالطباعة والنسخ والتحويل إلى صوت وبرايل وكل ما يمكن أن يقدمه المركز, فهم مجهزون بأجهزة ناطقة تمكنهم من ممارسة عملهم بكل سهولة, ولا يقتصر عمل المركز على خدمة الطلاب أثناء العام الدراسي فقط, إذ يقوم بتدريب الطلاب المكفوفين على الكمبيوتر وعلومه في العطلة الصيفية من خلال دورات تدريبية على برامج الكمبيوتر الناطقة بما يمكن أن يستفيدوا منه لتسهل عليهم آلية التعليم, واليوم يوجد طلاب ماجستير من المكفوفين وكذلك دكاترة في الجامعة استحقوا وجودهم وأماكنهم raed47@hotmail.com "الجامعات. raed47@hotmail.com ">في raed47@hotmail.com "الجامعات. raed47@hotmail.com |
|