|
شؤون سياسية وكما نعلم فإن الاحتلال والعدوان والاغتصاب لأراضي وحقوق الآخرين والتدخل في شؤونهم وممارسة الحصار الاقتصادي، ومحاولة تدمير الهوية الحضارية والثقافية والقومية هو أعلى درجات الإرهاب.وهذا ماتفعله الولايات المتحدة الأميركية وابنتها المدللة «إسرائيل» . والمدقق في التطرف والتعصب والحركات الإرهابية في العالم اليوم، يجد أنها صناعة أميركية صهيونية بماركات مختلفة، جاءت نتيجة تغذية الإمبريالية الصهيونية للنزعات العرقية والطائفية في العالم، وخاصة في الوطن العربي كأداة رئيسية لتحقيق مشروعها المشؤوم الشرق الأوسط الجديد الذي دأبت على تحقيقه منذ مطلع القرن العشرين المنصرم، متبعة أساليب شيطانية خبيثة للعبث بالعقل العربي وبالرأي العام العربي والعالمي للخلط بين الإرهاب والمقاومة، ومحاولة خلق العراقيل والمصاعب أمام القوى المقاومة وصولاً إلى حالة الفوضى والخراب والحروب الأهلية في معظم الدول المقاومة لمشروعها الاستعماري. لقد أكدت جرائم الولايات المتحدة الأميركية المرتكبة بحق الشعوب المتطلعة إلى الحرية بدءاً من فيتنام إلى العراق مروراً بمعظم دول العالم على بشاعة الدور القبيح الذي تقوم به الإدارات الأميركية التي تتالت على قيادة الأميركيين حتى الآن. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الحروب التي شنتها هذه الإدارات تحت اسم الحرية وحقوق الإنسان، حربها على الصين 1945-1946 وكذلك عام 1950-1953 حربها على كوبا 1950-1953، ومازالت تمارس الحصار الاقتصادي ومحاولات اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو أكثر من 40 مرة. حربها على غواتيمالا 1954 ثم 1967-1969. حربها على البيرو 1965، وعلى لاوس 1964-1973، وعلى فيتنام 1961-1973، وعلى كمبوديا 1969-1970وعلى غرينادا 1983 وعلى ليبيا 1986 وفي عام 2011 وعلى السلفادور في ثمانينات القرن العشرين، وعلى بنما 1989م وعلى العراق 1991،وعام 2003 وحتى الآن وعلى البوسنة 1995 ويوغسلافيا 1999 والسودان 1991 وتقسيمه عام2010 وأفغانستان 2001 وحتى الآن ، ولبنان 2006 وقبلها 1982 والحرب الدائمة على الشعب العربي الفلسطيني وسورية وكل القوى المقاومة في الوطن العربي ،بالاضافة إلى عقدها الأحلاف العسكرية، وتنظيمها للانقلابات ، فقد دبرت المؤامرات وأنزلت جنودها في لبنان 1983م وبلغ عدوانها لحركة التحرر العربية ذروته الخطيرة في مشاركتها الفعلية تخطيطاً وتنفيذاً وتغطية في عدوان حزيران 1967 وفي سعيها المحموم والمتواصل لاستثمار نتائج هذا العدوان بضرب وتصفية الأنظمة المتمسكة بسيادتها وعروبتها ومصالح شعوبها في الوطن العربي ، وحتى في الداخل الأميركي تمارس قمة العنصرية والإرهاب ، فحتى منتصف القرن الماضي كان الكثير من المؤسسات والنوادي والمقاهي الأميركية تضع يافطات كتب عليها بالخط العريض يمنع دخول الزنوج والكلاب ، وبحسب المفكر الأميركي (نعوم تشومسكي) فإنه من وجهة النظر القانونية فإن هناك مايكفي من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأميركيين بأنهم مجرمو حرب أو متورطون في جرائم حرب ،ويشهد الواقع في المجتمع الأميركي أنها الدولة الأولى التي يوجد فيها مواطنون خلف القضبان وفق كتاب /سكوت كريستاشون/ 500 عام من السجون في أميركا إلى جانب ارتفاع نسبة الجريمة والفقر والاغتيالات . أما الكيان الصهيوني، فقد نفذ 83 مجزرة في 1948و250 مجزرة منذ عام 1967م حتى اليوم فيما وصل عدد ضحايا المجازر الإسرائيلية أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى مابين عامي 1987-1993 إلى نحو 1300 شهيد و10 آلاف جريح، هذا على سبيل المثال لا الحصر ، حيث كل يوم هناك جريمة ومجزرة بحق العرب عامة والفلسطينيين خاصة. ولقد ساهمت واشنطن في العمل على زرع العقل الغربي بمقولة إن كل عربي هو إرهابي ، ولقد بات واضحاً للعالم اليوم مامن حرب مدمرة في بلدان العالم السائرة على طريق النمو إلا وكانت المخابرات الأميركية وكانت واشنطن ومؤسساتها المخططة والممولة لأحداث العنف تلك، بل والعامل الرسمي لتفجرها بالإضافة إلى الحروب العدوانية التي شنتها أميركا على العالم ، ثمة وجه أقبح لها يتجسد في الإرهاب الاقتصادي إذ تستخدم الاقتصاد سلاحاً ماضياً في إخضاع الدول وفرض هيمنتها من خلال استخدامها لحروب الجوع وتدمير العملات المحلية والعبث بالأمن الغذائي، وصولاً للهيمنة على الأمن السياسي والقومي للدول، فهي الدولة الأولى التي استخدمت القمع في السياسة ، ولم تكتف بذلك بل شنت حرباً إرهابية جديدة مستخدمة الإرهاب الإعلامي الذي مارسته على دول العالم من خلال العبث بالعقل البشري، وتشويه الحقائق وبث الفتنة والخوف والفوضى في المجتمعات،فمارست اعتداءً سافراً على حقوق الناس وأمنهم واستباحة لكل حقوقهم ما دفع البعض لارتكاب الجريمة والقتل نتيجة الحقن والحقد الذي حاولت بثه في أوساط الناس، من خلال فضائياتها الناطقة بلغات مختلفة، والتي زرعتها في الوطن العربي والممولة من الاستخبارات المركزية الأميركية والموجهة من الموساد العالمي وهذا ماحصل مؤخراً في القطر العربي السوري ، من خلال الأحداث الأخيرة، ومحاولات العبث بالعقل والمشاعر للمواطن السوري الذي سرعان ماكشفها وعرّاهاوأسقطها. وهذا مافعلته سابقاً في حرب تموز 2006م من خلال الحملة التي شنتها لتشويه المقاومة اللبنانية . إن الإمبريالية الصهيونية من خلال حملتها المسعورة اليوم ضد سورية والمقاومة العربية، ومحاولة الخلط بين المقاومة والإرهاب ، تهدف إلى زعزعة و إضعاف قوى المقاومة وفصل عرى الوحدة والتماسك بينها بهدف تقوية الكيان الصهيوني وهذا ماعبّر عنه / اينمار رافيوفيتش / في ورقة محلية نشرتها ايديعوت احرونوت الصهيونية الذي طالب من خلالها الرصد والمراقبة لمايجري في سورية على أمل أن تؤدي التوترات إلى إضعاف سورية بماسوف يتيح لإسرائيل بالضرورة فرض السيطرة على دمشق وبالتالي على الشرق الأوسط. على أي حال فكما أفشلت شعوب العالم المناضلة خطط الاستعمار في القديم، ستفشله في الزمن الحالي، وأمتنا العربية اليوم ، وشعبنا العربي قد اختار نهج المقاومة سبيلاً للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضده، ولن تفت من عضده ، انبطاح وتكالب بعض القوى أمام القوى الامبريالية والصهيونية، لأنه يمتلك الحق والإرادة العالية والمصممة على التضحية لصون سيادته واسترجاع حقوقه . |
|