تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى من يهمه الأمر... صيحة الشيخ إبراهيم اليازجي

ثقافـــــــة
الجمعة 13-5-2011
يوسف المحمود

«تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب فقط طمى الخطب حتى غاصت الركب»، صيحة الشيخ إبراهيم اليازجي، أواخر القرن التاسع عشر، أو أوائل القرن العشرين وتحديداً بسنة 1908م

وقد أسس العرب منتدى القسطنطينية بماهم في القسطنطينية كطلاب، أو كأعضاء في «المبعوثان العثماني» أو أعضاء في مثل جمعيات القحطانية وجمعية العربية ناشطة في الأقطارالعربية، سراً أو علانية إلى لامركزية سنة 1913م في باريس!‏

وكانت صلاح الدين أول مسرحية قدمت على مسرح القسطنطينية ذاك وجعل ريعها لصالح إحدى تلك الجمعيات المرخص لها تحت عنوان المشروطية!‏

وكانت حرب سنة 1914م واتفاقات سايكس - بيكو سنة 1916وماأحدثته من خلل في وعد بريطانيا للشريف حسين باستقلال البلاد العربية من جبال طوروس شمالاً، وجبال زاغروس شرقاً إلى حافة المتوسط غرباً، وباب المندب جنوباً، ذهب كل ذلك هدراً، بإقدام جمال باشا كما دعي السفاح!‏

وتنبه العرب لصيحة الشيخ إبراهيم اليازجي، أم لم يتنبهوا ؟ ولكنهم لم يستفيقوا إلا في صباح السادس من أيار على ثلاث وثلاثين شخصية وطنية وقومية، في ساحة المرجة في دمشق، وساحة البرج في بيروت، يتأرجحون بمشانق جمال باشا السفاح!‏

وأسقط في أيدي العرب جميعاً في ذلك الحين إذ كانت تلك الشخصيات المتقدمة من البلاد العربية جميعاً من سليم الجزائري وعزيز علي المصري ومطران زحلة والصحفي وصاحب كتاب الاستبداد ورزق سلوم في سورية وإلى طالب النقيب في البصرة !‏

ومن تلك الواقعة أو الوقيعة برجال حركة الاستقلال العربية أخذت سورية ولبنان على عاتقهما مسؤولية الكفاح والنضال بدم أولئك الأبطال العرب الذين أعدموا في عاصمتيهما: ساحة المرجة في دمشق وساحة البرج في بيروت وحتى وضعهما تحت الانتداب الفرنسي، ظل الأخوان سورية ولبنان أخوين لم تقسم بينهما الملاعق،كما يقول المثل وعليه استقلت سورية سنة 1946م، وتلتها لبنان سنة 1947م فكانا أول بلدين يستقلان في كل ماامتد إليه الاستعمار الفرنسي والبريطاني في قارتي أفريقيا وآسيا، إلى آخر مااستقلت الجزائر أوائل ستينيات القرن العشرين وظلت سورية على عهدها القومي، لرجالات العرب الذين من كل البلاد العربية أعدموا على أرضها وأرض لبنان في أيار سنة 1916م فحققت في سبيل ذلك أول وحدة عربية سنة 1958 وإذ ماغدرت بالانفصال سنة 1961 ثأرت لها سورية سنة 1963م بمساعي الضابط حافظ الأسد وإذ كانت حرب 1967م وكثرت العراقيل وتعددت المآكل والمشارب فلم ينتظر بها الرئيس حافظ الأسد، إلا الحركة التصحيحية بقيادته لتنتصر به على إسرائيل في أول حرب عربية -إسرائيلية!‏

وإذ أخذ يدعو بالدليل الملموس إلى وحدة عربية صحيحة وسليمة حتى وصل إلى حد التضامن، استطاع الرئيس بشار الأسد أن يتعداه باستراتيجية جديدة مئة بالمئة مضمونة وأكيدة، بادر أعداء العرب، أعداء الوحدة العربية لايطلبون - تبت أيديهم - وأوضح مايطلبون، والعياذ بالله، إسقاط النظام، مطلب إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية! ألابعداً لهم ولمايطلبون فكدهم يابشار بكيد، سورية الله حاميها !(سيلي )‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية