|
فضائيات
تضاعف حجمه في وقت لم تكن الخيارات متاحة أمام جمهور التلفزيون كما هو الحال عليه الآن، حيث أصبح من الصعوبة بمكان على المادة التلفزيونية أن تصل إلى أوسع قدر ممكن من المشاهدين المنشغلين عن الدراما بما هو أكثر أهمية من المواد التلفزيونية المرتبطة بنبض الحياة اليومية . إلا أن هذا لم يمنع البعض من إنشاء أقنية تلفزيونية خاصة بالأعمال الدرامية كخطوة أولى تلتها خطوات أخذت تنحو باتجاه حصر هذه الفضائيات بأنواع معيّنة من الدراما فظهرت فضائيات مختصة بالأعمال الكوميدية، وأخرى مقتصرة على الأعمال الأجنبية المدبلجة إلى العربية.. واليوم تظهر فضائية ما زالت في طور بثها التجريبي متخصصة بالمسلسلات البدوية، وهو أمر قد يكون مستغرباً عند الكثيرين لقناعتهم أن هذا النوع من الأعمال الدرامية لم يعد بنفس درجة الأهمية التي كان عليها في السابق وأن جمهور هذه الأعمال قد انحسر وذهب باتجاه الدراما الاجتماعية، ولكن يبدو أن هذا الكلام ليس دقيقاً ولو كان كذلك لما غامر أصحاب هذه القناة الوليدة في دولة عربية خليجية على تخصيص فضائية للأعمال الدرامية البدوية.. وإذا أردنا البحث في أسباب هذا التوجه لوجدنا عدة أسباب قد تكون وراء هذه الخطوة، منها أن مناطق واسعة في العالم العربي ما زالت تعتمد على الكثير من مزايا حياة البداوة في طريقة المأكل والمشرب والعادات والتقاليد الاجتماعية، كما أن هذه الأعمال تعتمد بالضرورة على إبراز بعض الجوانب الإيجابية من أساليب عيش ومعتقدات البيئة البدوية وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية التي ربما ما زالت تحتفظ ببراءة العلاقات المبسّطة في المجتمعات البعيدة عن التعقيد، كما أن هذه الأعمال تقدم عموماً شخصيات مثالية، وخاصة تلك المتعلقة بالشخصيات التي تأخذ الجانب الخيّر والمدافعة عن الحق في وجه قوى الشر التي لا تقصّر هذه الأعمال بإظهارها وإدانتها . ولا ننسى في هذا الإطار أن جمهور التلفزيون العربي ليس نسيجاً واحداً حتى تتوجه تلفزيوناته إليه بنمط واحد من الأعمال الدرامية، فهو خليط حضاري بحاجة إلى كل مفردة من مفردات هذا الخليط دون أن يعني ذلك الانغلاق والتقوقع ضمن حالة محددة كما يحب البعض أن يفعل . |
|