|
البقعة الساخنة التي شهدت مواجهات بين وحدات الجيش والقوى الأمنية والمجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت على الأملاك العامة والخاصة. وبالتزامن مع ذلك برز الموقفان الروسي والصيني المحذران من خطورة التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية ورفضهما الضغوط الغربية والأميركية لمناقشة الوضع السوري في مجلس الأمن، الأمر الذي يؤكد مخاوف الدولتين مما تخطط له الدول الاستعمارية لهذه المنطقة عبر دفعها للفوضى أملاً بإعادة استعمارها وإعادة التاريخ إلى الوراء ولكن بأساليب وأيديولوجيات وسياسات ومزاعم تفضي في نهاية المطاف إلى إحراق المنطقة بأيدي أصحابها. إن مايعزز القناعة الواسعة في أوساط شعوب دول المنطقة بأن قوى الاستعمار الغربية ومعها الولايات المتحدة وخنجرها إسرائيل تسعى إلى إدخال هذه المنطقة في الفوضى هو إصرار هؤلاء على التدخل المباشر في شؤونها وصب الزيت على النار في المناطق المتوترة والأخطر من ذلك تقديم الدعم السياسي والمالي واللوجستي للمجموعات الإرهابية والمخربة وتسخير المؤسسات الدولية وبعض المنظمات في تنفيذ ذلك على أرض الواقع. وبدا ذلك واضحاً في الشأن السوري فبدلاً من أن تهدىء هذه القوى الاستعمارية من ضغوطها وتدخلها في شؤوننا الداخلية مع عودة الحياة الطبيعية إلى المحافظات التي عانت من التخريب والفوضى التي أحدثتها مجموعات مسلحة ثبت ارتباط أجنداتها بالخارج عمدت إلى تصعيد الهجوم الإعلامي والسياسي على سورية لإعادة العجلة إلى الوراء والتغطية على فشلها وإخفاقها في تضليل الشعب السوري ولا يستبعد أن تقوم هذه القوى في الأيام القادمة برمي أوراق جديدة في معركتها لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة . وانطلاقا من ذلك تأتي أهمية الموقفين الروسي والصيني الرافضين للتدخل الغربي في الشؤون الداخلية لسورية وقراءتهما في سياق مايجري في كل دول المنطقة ومحيطها الاقليمي وضرورة التنبه والحذر لدور الأدوات البشرية المتورطة في مشروع تفتيت المنطقة وحديثها العلني عن مقايضة الحقوق العربية في فلسطين المحتلة (بفوضى المشروع الاستعماري الجديد). فما يعد في الدوائر الاستعمارية من خطط خبيثة وتدميرية ليس لدول بعينها بل للمنطقة بالكامل والأهداف باتت مكشوفة وواضحة والغاية منها منع شعوب هذه المنطقة من الانتقال الى مرحلة جديدة تستطيع فيها تعزيز قدراتها وتحصين مجتمعاتها والحفاظ على مصالحها ورسم سياساتها بحرية واستقلالية بعيدا عن التدخلات الأجنبية . إنها حرب استباقية غربية استعمارية بكل معنى الكلمة على حالة الوعي الشعبي في المنطقة لضرورات حماية السيادة والكرامة الوطنية والإدراك المتصاعد لهذه الشعوب على نجاعة القرار الوطني المستقل في حماية المصالح الوطنية ومنع الانجرار إلى الدخول في مشاريع تسود فيها الفوضى وتتحول فيها شعوب المنطقة إلى مجرد وقود حيوي ليس أكثر . |
|