تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طريق الحوار

نافذة على حدث
الأثنين 16-5-2011م
عدنان علي

الحوار الوطني الوشيك بين الحكومة وبعض الشخصيات والقوى الوطنية في البلاد بهدف التباحث في سبل الخروج من الوضع الراهن،

يشكل محطة مطلوبة وضرورية لبلورة خارطة طريق وطنية وعملية تستوعب وتعكس طاقات ووجهات نظر جميع المخلصين والإشراف من أبناء سورية الذين يضعون نصب أعينهم المصالح العليا لبلادهم ويقدمون عليها كل اعتبار.‏

وهذا الحوار الذي بدأ على أي حال بشكل أو آخر من خلال اللقاءات الكثيرة التي يجريها السيد رئيس الجمهورية مع وجهاء وفاعليات محلية من مختلف المحافظات السورية، لا يتعارض مع تواصل نقل رزمة الإصلاحات المعلنة إلى حيز التطبيق، سواء ما أنجز وأعلن منها مثل قانون الإدارة المحلية وإلغاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة، أم ما هو في طريقه إلى الظهور مثل قانوني الأحزاب والإعلام، بل ان هذه الخطوات تضع الحوار على سكة عملية ساخنة بحيث لا يكون مجرد نقاش نظري حول أشياء يمكن تحقيقها في المستقبل، بل ناقدا ومصوبا لأشياء يجري تحقيقها على الأرض بالفعل، لتكون نتاجا لحالة وطنية جامعة، وليست قرارا حكوميا موجها من الأعلى إلى الأسفل، وهي الملاحظة الأولية التي يبديها عادة المعارضون بشأن الخطوات الإصلاحية الصادرة عن الحكومة.‏

والواقع ورغم ان الحكومة لا تمثل وجهة نظر واحدة، بل هي تعكس إلى حد ما مختلف القوى المجتمعية والسياسية الموجودة في البلاد سواء من خلال الأحزاب السياسية المشاركة فيها، أم من خلال حزب البعث نفسه الذي لا يمثل خطا فكريا وسياسيا صارما، بل يكاد يكون أقرب لمفهوم «الجبهة الوطنية» التي تضم قوى واتجاهات ذات خلفيات متنوعة يجمعها الخط القومي.. رغم ذلك، فإن الحاجة تظل قائمة ومشروعة ومطلوبة لمشاركة المزيد من القوى الوطنية في رسم صورة سورية المستقبلية على نحو لا تغيب معه أي وجهة نظر أو رأي ايجابي ومسؤول، لأن الوطن للجميع، وتحت سقفه يجب أن تنتظم العقول والقلوب كلها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية