|
شؤون سياسية ولم تخطئ رؤية الذين لم يراهنوا على تغيرات جوهرية في سياسة هذه الدول وخاصة الإدارة الأميركية ، خاصة بعد قدوم الرئيس باراك أوباما إلى تسلم الإدارة الأميركية . ورغم مايتبجح به هو وأركان إدارته من أقوال وخطابات وحرصه على حقوق الإنسان والسلم العالمي وغيرذلك . وهذا الأمر ينطبق على قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، فقد ثبت أن الذي تغير في الإدارة الأميركية الحالية هو لون بشرة وجه الرئيس ولون بشرة وزيرة خارجيته فقط، وهذا الأمر لم يكن مفاجئاً لنا لأننا نعلم جيداً أن من يقود الإدارة الأميركية ،هي حكومة خفية مكونة من مجموعة من الأشخاص الصهاينة المؤمنين بالصهيونية والذين يسيطرون على هذه الإدارة منذ عهد ريغان في مطلع ثمانينيات القرن الماضي واستمروا في اختطاف الإدارة الأميركية إلى وقتنا الراهن . وها هي الإدارة الجديدة تمارس لعبة الخداع الجديدة على العالم، ريثما تعيد ترتيب أوراقها التي احترق معظمها في أفغانستان والعراق ومعظم دول العالم، وتعرت وسقط قناعها المزيف فبدأت المرحلة الجديدة من مشروعها الامبراطوري في الهيمنة والتقسيم والتفتيت وهذا مانلحظه اليوم في الساحة العربية في ليبيا والسودان واليمن وسورية ولبنان وغير ذلك. فحركت خلاياها النائمة ومستوطناتها الإرهابية المتطرفة والمتعفنة للقيام بمايسمى ثورات أوثغرات في جسد الأمة ، ليس للنهوض بالأمة بل للقضاء على كل بارقة أمل ومقاومة في الوطن العربي،مستغلة انتفاضة الجماهير العربية في بعض البلدان العربية التي رفضت استمرار أنظمتها في الوقوع في براثن الصهيونية والتبعية للامبريالية وهذا ماكان في تونس ومصر، إلا أنها حاولت التعويض عن خسائرها لهذه الأنظمة فقامت بإيقاظ خلاياها النائمة التي ربتها خلال السنوات الماضية للانتفاض والتحرك لإثارة الفتنة والقتل والإرهاب بهدف زعزعة استقرار النظام الوطني العربي المقاوم في سورية بحجة الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان التي ضربت لنا مثلاً عنها في أبو غريب وغوانتانامو وفي الصومال وفي الكثير من دول العالم، وخاصة دعمها للكيان العنصري الصهيوني المجرم، ودفاعها المستميت عن هذه الجرائم في مجلس الأمن الذي تتخذ منه الأن مطية للدفاع عن شعوب العالم ،إنها مهزلة العصر، والكذبة الكبرى ، التي لم تعد تنطلي على أحد . إن الديمقراطية التي تديرها واشنطن هي التسليم بالاحتلال للأجنبي ، والتخلي عن مقاومة العدو الصهيوني ،والتنازل عن الحقوق الوطنية والقومية للشعب العربي الفلسطيني وعن الأراضي العربية المحتلة ، وأن تستسلم مستوطناتها الفكرية والاقتصادية المفاصل الحساسة في الوطن العربي ،ويسود نهج اللامبالاة ومعاداة المقاومة واعتياد الخنوع والقنوع وثقافة العولمة المتوحشة التي تدمر الانتماء للقيم والحضارة ، ويعم الاستلاب حياة أبناء الأمة ، عندئذ يقال عنا: إننا نطبق الحرية وإننا ديمقراطيون ! وإنها قلقة على حقوق الإنسان، أما إذا قلنا لاللاحتلال ، ونعم للمقاومة لاللتدخل في شؤونا الداخلية ونعم لسيادتنا واستقلالنا الوطني والقومي فنحن ديكتاوريون وإرهابيون ومعادون لحقوق الإنسان؟! وبالتالي تتداعي الدول المتمدنة والمتحضرة وبلدان الحرية لتطبيق العقوبات بأشكالها المختلفة علينا في محاولة لإدخالنا الحظيرة التي زرب بها معظم الأنظمة العربية والإسلامية لكنهم أخطؤوا الهدف والوسيلة ، فشعب سورية الذي أصبح خبيراً في المقاومة الوطنية والانتماء للعروبة والذي عرف جيداً أساليب الاستعمار وأفشلها المرة تلو المرة وانتصر عليها قد اكتسب مناعة ضد جراثيمهم وسمومهم التفتيتية والطائفية والإجرامية، وهواليوم أكثر إصراراً على المضي في نهجه المقاوم وسيخرج منتصراً وأكثر قوة ومنعة بفضل تماسكه ووعيه وتلاحمه مع قيادته وجيشه الذي يمتلك عقيدة العروبة نبراساً له ومهما تلونت الإدارات الأميركية ،سواء أكانت شقراء أم سوداء فإننا في هذا الوطن العظيم متمسكون بقياداتنا البطلة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد حامي حمى المقاومة العربية وحصن العروبة المنيع . وإننا منتصرون مهما امتلك الأعداء من أساليب الخداع والجريمة ، لأننا نملك الوعي الشعبي وروح التضحية والفداء من أجل الحفاظ على وطننا قوياً شامخاً عزيزاً . |
|