|
علـــــى المــــــلأ أول هذه الأسئلة: لماذا كنا نبحث عن الخبر المحلي لنبرزه فلا نجده، بينما هو متوفر بكثرة اليوم، وما هي دلالات ذلك سواء لجهة الوفرة أو الندرة؟!. فقط محاولة البحث في دلالات الوفرة اليوم والندرة بالأمس ربما تقودنا إلى متوالية هندسية من الأسئلة لا تنتهي، قد تبدأ بالسؤال عما إذا كان ينقصنا -أو ما إذا كان ينتظر- بعضنا أن نتعرض لما نتعرض له اليوم كي نعمل أو نقدم ما هو حقيقي وننأى عما هو افتراضي ونظري. ماذا كنا ننتظر، كيف كنا نقضي أو نمضي ساعات يومنا في العمل، لماذا نواجه زحمة شغل اليوم، ولماذا نكتشف فجأة ألف قصة وقصة، لماذا لم نفعل الامكانات التي جرى تفعيلها خلال الأسابيع القليلة الماضية، لماذا لم نستغل الرصيد التشريعي الذي راكمناه- على الأقل- خلال السنوات الأخيرة؟!. بالتأكيد لن نعجز عن الإجابة عن كل سؤال من هذه الأسئلة وعن غيرها مما يطرح بمرارة، ويعتقد أن الإجابة عن كل منها يحتاج إلى جلسة أو إلى مساحات بيضٍ واسعة سيكون تحبيرها أمراً سهلاً غير أن كتابتها وقراءتها ستولد مقداراً كبيراً من الألم والمرارة. لن نتبنى دعوات عقد جلسات مخصصة لجلد الذات ومحاكمة الأمس انطلاقاً من الرغبة بتبرئة أحد أو إبراء ذمة أحد، لكننا سنتطلع بتفاؤل إلى الحراك الرسمي الحاصل على كل المستويات. صحيح أن تقصيراً كبيراً حصل وأخطاء جسيمة ارتكبت، إلا أن الصحيح أيضاً أن اليوم ينبغي أن يكون للعمل وفقط للعمل على استدراك ما فات وسيأتي بعده أو سيكون متاحاً -عندما تنجلي الأزمة- أمر العودة لفتح دفاتر الماضي. لابد من العودة هذه -لكن ليس الآن- بهدف إحقاق الحق وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية، ولن يكون بمقدور أحد آنذاك أن ينكر التقصير ولا أن يعترض على حقيقة أنه كان يعمل على مبدأ وانقضى يوم آخر. إن كل من يشعر اليوم بزحمة الأسئلة والأفكار ويجد في الـ 24 ساعة وقتاً غير كاف لإنجاز المطلوب يدرك حجم التقصير الحاصل والهدر الذي ربما كان بعضه متعمداً سواء لجهة هدر الزمن أو الأموال أو الطاقات. منطق الأشياء لابد أن يقود إلى استنتاجات من هذا النوع، ذلك أنه لو لم يكن هناك هدر وتقصير لما وجدنا أنفسنا وسط زحمة العمل الحالية، التي تدعو للتفاؤل بأن مارد طاقاتنا تحرر من التعطيل وبأن قطار الإصلاح والعمل الذي انطلق سيواصل مسيرته على مبدأ الترحيب بطلوع فجر يوم آخر. |
|