تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البــــــــــراني

الكنـــــــــــز
الاثنين 16-5-2011
حــــــازم شعـــــار

الكثير من التصرفات السلبية التي بتنا نراها وأحيانا تمارس علنا في الدوائر والجهات الحكومية وبخاصة ذات الارتباط المباشر مع المواطن أو التي تقتضي احتكاكا مباشرا بين الموظف والمواطن صاحب « المعاملة» أضحت مع مرور الزمن تكتسب شيئا من «الشرعية» أو الأمر الواقع لدرجة أن هذه الحالة أصبح لها أسماء متعارف عليها تبدأ بالإكرامية ولا تنتهي «بالبراني».

وهذه الحالة تعد من حالات الفساد واسعة الانتشار أفقيا وعموديا, وتكاد لا تخلو معاملة مهما صغرت أو كبرت من الإكرامية الأمر الذي جعل الكثيرون يعتقدون من حيث يدرون أو لا يدرون أن ما يمارسونه حالة صحية وليست فسادا حتى تحولت إلى ثقافة سيطرت على مجتمعنا, وأن الموظف الذي لا يقبل الاكرامية يتم وصفه في كثير من الأحيان «بالدرويش».‏

وأمام هذه الحالة تبدو مهمة اللجنة التي شكلها رئيس الحكومة لتحديد وتوصيف جرائم الفساد وآلية ملاحقة ومعاقبة مرتكبيها ولاقتراح آليات تعزيز النزاهة والضوابط اللازمة للوقاية من الفساد وكذلك آليات إعمال مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة لن تكون سهلة في مواجهة ظاهرة «البراني» ذلك أن القضية مرتبطة بمسارين الأول سد جميع المنافذ المؤدية إلى هذه الظاهرة من خلال مراجعة جميع التشريعات والقوانين التي تحتوي على ثغرات تؤدي لارتكاب بعض التصرفات السلبية والالتفاف على القوانين والتشريعات النافذة وهذا محور يمكن تحقيقه, والحق أن اللجنة ومن خلال ما وصل إلى وسائل الإعلام تعمل بمهنية عالية لسد جميع الثغرات على المستوى القانوني .‏

أما المسار الثاني فهو أخلاقي قيمي ولا يمكن مواجهته بسد الثغرات بقدر ما يمكن مواجهته بالردع والمحاسبة الصارمة وهنا بيت القصيد .‏

H_shaar@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية