|
أروقة محلية ويعد بمعالجتها حرصاً منه على أن يبقى وطننا محصناً بوحدته الوطنية التي نتميز عن غيرنا من خلالها. ولا نكون مغالين إذا ما قلنا إن كل ما وعد به سيادته قد نفذ، لكن على ما يبدو أن أصحاب الفتنة «المؤامرة» لم تكن أهدافهم أو مراميهم هي عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، إنما كانت أبعد من ذلك، هم يريدون أن يسير بلدنا في ركب الارتماء في أحضان عدونا، وأن يبعدونا عن نهجنا الوطني الممانع والمقاوم ومع كل ذلك فإن الحكومة بدأت بطرح حوار وطني شامل وعلى مختلف المستويات وفق الأسس التالية: الوطن يتسع للجميع ولكل فرد فيه مساهماته البناءة والخلاقة. عدم المساس بوحدتنا الوطنية لأنها تمثل الإرادة الصلبة التي ترتكز عليها قوتنا ومنعتنا. عدم المساس بأمننا الوطني والقومي لأنه يمثل وجودنا وبقاءنا كقوة ذات فعل في مجريات الأحداث في المنطقة. ما عدا ذلك لا يمكن أن يختلف عليه اثنان اللهم إذا كانت النيات عند المحاورين صادقة وتريد الخير للبلد. المهم في حوارنا الوطني ان نلتقي ونتفق على أن الوطن يتسع للجميع على مختلف رؤاهم السياسية والفكرية وحماية الوطن وأمنه عندها تصبح مسؤولية الجميع . ومن خلال هذا الحوار لابد أن نتفق أيضاً على نبذ الفتنة ووأدها لأنها أشد من القتل، و يجب أن لا ننسى أن السوريين ودودون يحبون الخير لكل أبناء بلدهم، لكنهم في المقابل شعب لا يمكن أن يسكت عن ضيم، أو عن حق من حقوقه والأيام الماضية قد أثبتت مصداقية ما نقول. ولابد ونحن نتحدث عن الحوار الوطني من أن نشير الى أن الوطن بحاجة لكل أبنائه الخلص الأوفياء الذين لم يرتبطوا بمشروع فتنوي خارجي، الوطن بحاجة لكل حبة عرق من عامل، أو فلاح، أو صناعي، أو استاذ جامعي، أو طالب يبني مستقبله فوق أرضه ووطنه، أو معلم يبني الجيل الذي هو مستقبل الوطن... الخ، كل هؤلاء يعملون من أجل إعلاء صرح الوطن انطلاقاً من كونه غال لا تعادله كل أوطان الدنيا، ولنتذكر جميعاً أنه عندما تكون سورية قوية، منيعة، صامدة ، حصينة يكون التاريخ قوياً. ومعه أيضاً الجغرافيا، لأن سورية تمثل التاريخ والجغرافيا والحضارة بكل أوجهها القديم والحاضر والمستقبل. هكذا سيكون الحوار الوطني الذي سيبدأ في كل محافظات قطرنا بعد أن استكمل السيد الرئيس حواراته مع بعض الفعاليات فيها كنقطة انطلاقة لهذا الحوار الشامل.. |
|