|
إضاءات وليفتحوا أبوابهم ونوافذهم للغازي الأميركي الذي دنس أرض العروبة، مستحضرين صورة أبي رغال مع أبرهة الحبشي وهو يطأ أرض مكة المكرمة وكعبتها المشرفة، ولأن سورية وشعبها الذي رضع العروبة والكرامة والعزة من ينابيعها الصافية رفضت أن تكون بوابة الدخول إلى محرمات الأمة وما تبقى لها من رصيد تفاخر وتعتز به، فهي اليوم تستهدف لكل هذه المعاني والمواقف والقيم، إنها تدفع فاتورة الكرامة العربية والدفاع عن حاضر الأمة ومستقبلها، بل وجودها الحضاري والشعب السوري بكل فئاته واطيافه يعي هذه الحقيقة ويدرك إدراكاً تاماً طبيعة وحجم وأهداف المؤامرة التي حيكت ضده وكل أولئك الذين نسجوا خيوطها الأولى وهيؤوا مسرح عملياتها ودعمها اللوجستي والمادي وتسويقها الإعلامي واستطالاتها الإقليمية والدولية . إن سورية تقول ذلك وهي قوية وعزيزة وواثقة من أنها ستنتصر في معركتها المركبة على أولئك الذين اعتقدوا أنهم سيأخذونها على حين غرة، متلطين بعناوين براقة ومخادعة استطاعوا بداية تحريك شرائح من مجتمعنا السوري، مستغلين بعض نقاط الضعف في الأداء والسلوك العام والحاجات اليومية والرغبة في الإصلاح الشامل الذي هو نهج سياسي ومطلب جماهيري لعموم السوريين وهو ما عبر عنه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام مجلس الشعب وفي مجمل لقاءاته مع الوفود الشعبية التي تقاطرت إلى دمشق معلنة رفضها لمشروع الفتنة وولاءها للوطن ولقيادة السيد الرئيس التي تحظى بإجماع الشعب السوري وتقدير الشارع العربي على امتداد الساحة القومية . لقد كان إضعاف الحالة السورية عبر محاولة العبث بورقة الداخل آخر الأوراق التي اعتقد مخططو الفتنة أن اللعب فيها سيحقق أهدافهم المتمثلة بجعل سورية تنكفئ إلى الداخل وتترك الساحات الإقليمية مفتوحة لمشاريعهم الاستعمارية، حيث يتحقق الحلم الأميركي الصهيوني بشرق أوسط جديد على قياس مصالحهم وخططهم التي برعوا في رسمها لمنطقتنا عبر منظريهم ومفكريهم ومستشرقيهم أمثال برنارد لويس وويكل كلير الذي يقول: إن وضع العالم العربي بعد الحرب الباردة يجب أن يكون كوضع لوح من زجاج يضرب فيتحول إلى شظايا صغيرة. إن افتقار بعض الحكام العرب إلى ذاكرة حية ورؤية استراتيجية وقراءة واعية للمسرح الإقليمي والدولي والتغير في موازين القوى يجعلهم يذهبون ضحية غباء سياسي أو سوء تقدير للحسابات ما تعلق منها بقدراتهم وإمكاناتهم أو نقاط قوة وضعف الآخر ولاسيما العدو الصهيوني وحاضنته التاريخية الولايات المتحدة الأميركية، فتراهم يقعون في نفس الأخطاء ويتحولون إلى وقود في محرقة أعدت لهم ولبلدانهم بشكل مباشر أو على التسلسل أو يصبحون أدوات رخيصة للنيل من أشقاء وحلفاء حقيقيين لهم ثم تدور عليهم الدوائر لينطبق عليهم القول المعروف «لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض» . إن سورية، شعباً وقائداً، لم ولن تصاب في يوم من الأيام بعمى الألوان. وهي ومن لم يصب بعمى البصيرة من العرب تدرك أنها استهدفت لأنها تغرد خارج سربهم، ولم تقبل الارتماء في الحضن الأميركي الذي يراه البعض دافئاً فاختارت طريقاً يوصلها للمجد، ونأت بنفسها عن مسار الذل والهوان الذي استمرأه غيرها ليوصله إلى نهايات غير سعيدة يعج المشهد الإعلامي بمشاهدها المخزية كل يوم . |
|