|
حدث وتعليق ولكن إحياء هذه الذكرى الأليمة لهذا العام لم يكن كغيره من الأعوام السابقة حيث تعمد تراب الجولان السوري الصامد وجنوب لبنان المقاوم بدماء الشباب الذين زحفوا بصدورهم العارية وبصورة رمزية مملوءة بالدلالات نحو فلسطين الجريحة ليخطوا بدمائهم الطاهرة السطر الأول في رحلة العودة المؤكدة إلى قرى آبائهم وأجدادهم، وإلى البيوت والبيارات التي اغتصبها الاحتلال قبل عشرات السنين. فالكيان الصهيوني المعتدي الذي مارس إرهابه وارتكب مجازره وبنى مستوطناته وغطى نفسه بشرعية زائفة ومصطنعة، وأسند ظهره لدعم وتواطؤ الدول الاستعمارية اعتقد أنه محا ذكرى هذه الأرض المقدسة من قلوب أصحابها، فإذا بأبنائهم وأحفادهم أشد تمسكاً بها وأكثر عشقاً لها، وأكثر استعداداً للذود عنها والتضحية في سبيلها، فباءت كل خططه ومساعيه بالفشل وأدرك أن القادم من الأيام لن يكون كسابقه، واكتشف أن الحروب التي كان يشنها لم تجلب له الأمن بقدر ما جلبت له المصاعب والمتاعب، ورفعت لدى أبناء الأرض المحتلة العزيمة والإصرار على حق العودة ومقاومة المحتل. نعم لقد كان إحياء ذكرى النكبة لهذا العام إحياء يليق بالمناسبة، ويعكس الروح المقاومة التي يتمتع بها أبناء فلسطين والجولان وجنوب لبنان، وهذا ما لمسه الاحتلال وحكامه فلم يجد جيشهم الارهابي سوى الرصاص الغادر ليرد على الصدور العارية، كاشفاً عن الأزمة التي يعيشها هذا الكيان الزائف الذي سرعان ما يهتز ويتهاوى عند أول زلزال، وما جرى بالأمس كان أشبه بالزلزال الذي سيقرر مصير اسرائيل عاجلا أم آجلاً. |
|