تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عندمـا تتحـول شـبكة الانترنت إلـى سـاحة حرب إلكترونيـة...بعيد إغلاق صفحة الجيش السوري الإلكتروني...شباب سوريون ينشئون صفحة النضال السوري بديلاً

شباب
15 /5 /2011
رين الميلع

دبابات, رشاشات, قنابل عنقودية أو نوويّة, أسلحة دمار شامل، لا يختلف اثنان على أن جميعها تحقق النتائج المطلوبة على أرض ساحات المعارك.. وبالمقابل: «لوحة مفاتيح» يضغط عليها دماغ مبدع و«فأرة» تحركها أصابع واثقة و«شاشة» تنظر إليها عين ثاقبة نحو المستقبل مع بعض التجهيزات الإلكترونية

المتطورة, هي أيضاً عتاد عسكري حربي بات اليوم يحقّق من «خراب ودمار» نتائج مهمّة في العوالم الافتراضيّة تنعكس بقوّة على أرض الواقع وتحسم النزاع لصالح من يمتلك الوفرة الأكبر من الخبرات، ورغم أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن من يتحدّث عن «الحرب الإلكترونية» هو شخص واسع الخيال, فقدَ ثقته بالعتاد العسكريّ واستبدله بعتاد إلكتروني ليس سوى بوابة دخول لعالم افتراضي لا واقعيّ, إلا أن المرحلة الماضية من حياتنا حملت ما يكفي من الأحداث لتغيّر تلك الآراء وتحوّل الأنظار إلى مفاهيم أخرى لكلمة «حرب».‏

كما التطور الإعلامي السريع واللافت للانتباه والذي شهده إعلامنا المحليّ مؤخراً؛ فإن التطور التقني في استخدام شبكة الإنترنت لوحظ بشكل كبير لدى شبابنا الواعي والوطني والذي وظّف مواهبه وقدراته الإلكترونية في ساحة المعركة ضد كل من حاول أن يمسّ قدسية الوطن بأي شكل من الأشكال وما هي إلا أيام قليلة حتى امتلأت الشبكات الاجتماعية مثل «فيس بوكFace Book» الذي يعتبر أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم من حيث عدد المستخدمين، حيث تجاوز عددهم أكثر من 500 مليون، 70% منهم من خارج الولايات المتحدة الأميركية، و21 مليوناً منهم في العالم العربي، امتلأت بعدد هائل من الصفحات السورية التي تنقل الحقائق عما يجري في الداخل بعكس الإعلام المغرض الموجّه من الخارج! وقفنا جميعاً أمام خيارين: إما التسليم بما تبثه بعض القنوات أو مجابهتها وتسليط الضوء على ما يحدث في بلدنا الغالي ليكون المشاهد على علم بما يجري ويحكم على الأمور بنفسه وفعلاً هب الكبير والصغير ومن يهمهم مصلحة الوطن لمقاومة ما يحاك لسورية من فبركات إعلامية ومؤامرات, وبفضل الجهود الجبارة التي بذلت لتغطية هذه الأحداث استطاع الإعلام السوري أن يردم الهوة بينه وبين المشاهد العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص وعرى العديد من القنوات التي لطالما تبجحت بشعارات براقة وردية (كالموضوعية والحيادية والرأي الآخر) من شعاراتها لتظهر على حقيقتها المسيسة!!‏

آلاف من الشباب السوريين انضموا إلى صفوف «الجيش السوري الإلكتروني» على الـFacebook واستطاعوا بالعمل معاً وفق تعليمات المسؤولين عن الصفحة أن يغلقوا عدداً من الصفحات المسيئة منها: «الثورة السورية» وغيرها من الصفحات الأخرى التي شوهت الحقائق وقلبت الوقائع لأهداف عديدة باتت اليوم معروفة للشارع السوريّ و للعالم أجمع بالإضافة إلى حملات توعية على صفحات الإعلام الرسمي الخارجي و دعم لكل صوت سوريّ شريف ينطق بالحقيقة.‏

ورغم أن إدارة موقع فيس بوك أغلقت صفحة «الجيش السوري الإلكتروني» للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد و- بدون أي سابق إنذار- إلا أن هذا لم يمنع من استمرار إنشاء صفحة أخرى تحت اسم « النضال السوري» وأيضاً ">http://www.facebook.com/syrian.struggle‏

وأيضاً من خلال موقع مستقل يتم الآن إنشاؤه على شبكة النت لنفس http://www.syrian-es.com/‏

هم ">الغرض:‏

http://www.syrian-es.com/‏

هم اختاروها حرباً مفتوحة ولكنهم ينسون أن كل سوري وعندما يتعلق الأمر بأمن سورية يتحول إلى مبدع لم يحسب له حساب، المهم اليوم أن الأزمة التي مررنا بها كشفت لنا وجود ثغرات ونواقص تقنية علينا أن نتداركها فالإنترنت وشبكات الحاسب بوجه عام أصبحت تعتبر أحد ميادين الحرب الإلكترونية التي فاقت أسلحتها في القوة التدميرية قدرة الأسلحة التقليدية وفوق التقليدية، فالحرب الالكترونية هي الأعمال المتخذة لتحقيق السبق والأفضلية المعلوماتية عن طريق التأثير على معلومات العدو وأنظمتها والدفاع عن المعلومات الخاصة وأنظمتها في زمن بات فيه انتشار المعلومات سريعاً بما يكفي ليسابق الضوء.‏

علينا أن نوجه اهتماماتنا إلى تلك الآلة العسكرية الجديدة، التي فرضت نفسها وبقوة على واقع النزاعات المسلحة وغير المسلحة منذ نهايات القرن الماضي و تحديداً خلال «حرب البلقان»التي شنها حلف الناتو ضد صربيا من خلال إطلاق « القنابل الإلكترونية » القادرة على تعطيل الاتصالات عبر التشويش على شبكة الاتصالات الهاتفية الرئيسية «الثابتة» والتنصت على المكالمات، وبث معلومات مضللة عبر شبكات الحاسب والهاتف وإيقاف محطات الكهرباء عن العمل، واستهداف شبكات الحاسب بالتخريب عن طريق نشر الفيروسات ومسح الذاكرة الخاصة بالأجهزة المعادية، ومنع تدفق الأموال والعديد من المهمات التخريبية التي تودي بالنظام الأمني الإلكتروني في البلد المستهدف إلى الدمار.‏

واجب علينا أن نعمل على تطوير مهاراتنا وألا نكتفي بـــ «شراء» عتاد الحرب الإلكترونية بل أن نصنعه ونطوّره مما يبقينا خارج نطاق « السيطرة الغربية ».. واجب علينا أن ننتقل إلى مراحل لاحقة لاختراق مواقع العدو وترك رسائل له , علينا أن نعزز قدراتنا في خطي الدفاع والهجوم من الآن وألا ننتظر أكثر.. لأن أفضل مرحلة لبناء القوة الدفاعية هي زمن السلم لا الحرب، واجب علينا أن نقدم الشكر لكل « جندي» سواء في موقعه باللباس العسكري أو خلف شاشة الحاسب، فجميعنا في النهاية مدنيين أو عسكريين جاهزون لأن ننضم إلى صفوف جيشنا الباسل بجميع أشكاله للدفاع عن وحدة وطننا و أمنه و استقراره..‏

و كما كتب على موقع الجيش السوري الإلكتروني: « نحن شباب سورية لسنا مجرد صفحة على الفيس بوك.. نحن قضية حق.. ومن يقف الحق إلى جانبه لن يستطيع أحد أن ينال منه».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية