تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل ما زالوا مصابين بمرض Alexi thymia»»؟

شباب
15 /5 /2011
ماهر أبو حمزة

ربما أصبح يحق لنا مع وصولنا إلى المرحلة الأخيرة من مؤامرة

استهداف سورية بتوصيف من أطلقوا على أنفسهم تسمية خلال الفترة‏‏‏

الماضية بتحليل منطقي بعيد عن الإساءة التي مكث تحتها كلّ من أراد التوقيع‏‏‏

على بيان أو إطلاق العنان لتعليق ما على هامش الأحداث.‏‏‏

إذا ابتعدنا قليلاً عن مسائل قبض المال وبيع الأنفس والكرامة من هذا وذاك‏‏‏

مقابل تصريحات أو بيع (شخطة قلم) نسأل ما التوصيف المناسب لكل من‏‏‏

سقطوا في بؤرة التفاصيل المحاكة والإشاعات الرنانة ثم الانتقال بها في رحلة‏‏‏

تشدق استوقفوا من خلالها سكرة عديمي المواقف أو الاتجاهات ممن لم يختاروا‏‏‏

هوية رسالتهم بعد في رحلة الحياة؟!.‏‏‏

هل نظلمهم إذا وضعناهم بمنزلة المصابين بمرض «Alexi thymia»‏‏‏

وهو العجز عن التعبير عن المشاعر الذي ابتكره الدكتور بيتر سيفنيوس العالم‏‏‏

السيكولوجي في جامعة هارفارد عام 1972؟ حيث يصف مثل هؤلاء بأنهم‏‏‏

يعطون عن أنفسهم انطباعا بأنّهم مخلوقات مختلفة غريبة، قادمة من عالم آخر‏‏‏

مختلف تماما عن عالمنا الذي تهيمن على مجتمعاته المشاعر حسبما أورد دانييل‏‏‏

جولمان في كتابه الذكاء العاطفي.‏‏‏

وبمعنى آخر فهؤلاء مصابون بالقلق ما يجعلهم غير قادرين على تحديد‏‏‏

مشاعرهم وهنا طبعا نلغي قليلاً لغة العقل كون نتائج النقاش فيها أصبحت‏‏‏

بديهية بفعل الواقع ووضوح المشهد السياسي ونصر سورية الكبير.‏‏‏

وأثناء البحث عن تعليل عجز البعض عن تحديد موقفهم مما جرى في سورية‏‏‏

لم أجد أفضل من اقتباس هذه العبارات من كتاب الذكاء العاطفي نفسه‏‏‏

فمرضى «أليكسي ثايميا» ليسوا بلا مشاعر على الإطلاق، بل يشعرون،‏‏‏

لكنهم غير قادرين على معرفة ماهية مشاعرهم على وجه التحديد، خاصة‏‏‏

أنّهم عاجزون عن التعبير عنها بالكلمات، وعلى وجه الدقة، تنقصهم المهارة‏‏‏

الأساسية للذكاء العاطفي، أي الوعي بالذات وهو معرفة مشاعرنا عندما‏‏‏

تزعجنا انفعالاتنا الداخلية، ولكن تبقى المفارقة الوحيدة أنّ المصابين بهذا‏‏‏

المرض ليس بالضرورة أن ينقصهم الذكاء الفكري، ولهذا نضع السؤال‏‏‏

الأخير في متناول تفكيرهم: هل استطعتم فهم لعبة الفتنة بعد انكشافها‏‏‏

وعدتم إلى رشدكم؟ أم ما زلتم تحت سلطة عاطفة عاجزة عن التعبير وبين‏‏‏

هذا وذاك لكل داء دواء.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية