تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لموضوع:«الانكلوعربية»..تقليد أعمى..أم وسيلة سهلة للتعلم

شباب
15 /5 /2011
رائد خليل المصطفى

أطلقت عليها الإنكلوعربية لصعوبة تمييزها هل هي إنكليزية أم عربية أم غير ذلك؟، تسمعهم يقولون "hi" مع أن "مرحبا" أو "السلام‏ عليكم" لاتشكو من شيء وليست ثقيلة على اللسان، أو يعتذر بكلمة‏ "sory" وكأن "آسف أو أعتذر" نُسفت من القاموس العربي،

عداك عن‏ "blease" وكأن "من فضلك أو لو سمحت" لا تعبر عن الطلب المهذب،‏‏

لسان بلونين أو أكثر لا هو عربي ولا هو إنكليزي، فما هو إذا؟ نوع من الرقي أم البرستيج أم هو تعبير عن التحضّر كوننا ننظر إلى الغرب على أنهم‏ أكثر تطوراً منا، أم أمر لازم كونه يساعد على تعلم لغة وثقافة الغير؟ أسئلة‏‏

كثيرة تبحث عن إجابة، لكن من سيجيب عليها؟ لا شك هم الشباب،‏ كونهم الفئة الأكثر استخداما لهذه المفردات والأكثر انفتاحا على الغرب في‏ عصر باتت التكنولوجيا فيه لغة العصر، فما هو تبريرهم؟‏‏

التظاهر بما لا تمتلكه‏ مراد الفاضل، حقوق سنة ثانية: لا أعتقد أنها تعبر عن الثقافة العالية أو‏ المستوى العالي في التعليم بقدر ما هي تعبير عن الظهور بمستوى راق‏

لمن‏ يستخدمها وهذا ما ألاحظه على غالبية مستخدميها، وسبب نظرتي هذه أن‏ الغالبية العظمى ممن يتحدث بهذا الاسلوب لا يجيد اللغة الإنكليزية تماما أو‏ غيرها من اللغات، فماذا يمكننا القول سوى أنها نوع من التظاهر بما لا تمتلكه‏ ولا أقصد الجميع فالمسألة نسبية وتعلم اللغة أمر جيد.‏‏

وسيلة سهلة لتعلم اللغة‏‏

مروى يوسف، خريجة أدب إنكليزي ترى: أن استخدام المصطلحات‏ الأجنبية ليس الشر الأعظم في وقت أصبحنا فيه بأمس الحاجة لأن نطلع على ثقافة الغير، ومن الجيد أن نسعى إلى تعلم اللغات بهذه الطريقة السهلة‏ والعفوية، وهذا أفضل من أن لا تعرف شيئاً بالمطلق، فعلى سبيل المثال،‏‏

نصادف الكثير من الأجانب والسياح في بلدنا ومن الجيد أن تستطيع أن‏ تقدم المساعدة بكلمات قليلة يمكنهم أن يقدروها بمعروف كبير.‏‏

سرعة الكلام‏‏

محمد أيمن، تكنولوجيا معلومات، سنة ثانية: أرى أن القصد من وراء‏ الاستخدام هو الإلحاح على تعلم اللغات الأجنبية، بمعنى أننا أصبحنا نخلط‏ لغتنا الأم باللغات الأخرى دون قصد، غير هذا ربما يكون اللجوء إلى اختيار‏‏

الكلام الأسهل والأسرع في الحديث، فكثيرا ما نستخدم هذه المفردات‏ بقصد السهولة والسرعة في الكلام وليس لأجل الظهور بمظهر آخر.‏‏

مظهر‏‏

نور محمد، خريجة قسم المكتبات والمعلومات تقول: خلال دراستي الجامعية‏ بدا لي أن الغالبية العظمى ممن يمزج حديثه بالكلمات الأجنبية هن الفتيات،‏‏

والسبب كما أعتقد هو الظهور بمظهر لائق (برستيج) كما يدعونه، ونظرتي‏ هذه جاءت من أن البعض منهن يتحدثن بتلك الكلمات بنبرة معينة تنم عن‏ دلع أو غنج مزيف، فكثيرا ما كنت أسمع كلمات مثل، "ستايلي أو اللوك‏ تبعي أو الميك أب وغير ذلك من الكلمات المرفقة بلهجة معينة، فماذا يمكننا‏ أن نسميه سوى برستيج كما يقولون؟‏‏

الفهم المغلوط للفكرة‏‏

فارس حميدي، لغة تركية سنة ثانية، جامعة حلب يقول: اصبح التحدث‏ ببعض المفردات الغربية أمراً معتاداً، وهذا سببه أننا نتوجه إلى الآخر مرغمين،‏ بمعنى أن كل شيء في هذه الأيام ولاسيما التوظيف مرتبط بشيء اسمه اللغة‏ وبدونها لن يكون لديك فرصة عمل حتى إن لم تحتج تلك الوظيفة للغة، كما‏ أن طبيعة الحياة والاختلاط ببعض الناس يفرض عليك المجاراة في استخدام‏ تلك الكلمات حتى ولو كنت لا تعرف سواها، وهذا ما فرض علينا التقليد‏ الأعمى للغير بسبب الفهم المغلوط للفكرة، فتعلم اللغة أمر لازم هذه الأيام‏‏

لكن الخطأ في الفهم من وراء ذلك.‏‏

أخيرا لا شك أن ما نتحدث به سلاح ذو حدين بين التشويه للغة الأم نتيجة‏ التقليد الأعمى وبين التعلم بقصد الاطلاع على ثقافة الغير، وبين هذا وذاك‏ يبقى الوعي والادراك لهذا الموضوع هو سيد الموقف بين bye و السلام‏ عليكم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية