تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كثــرة ارتياد المقـاهي ظاهرة تستحق الدراسة والبحث!!

شباب
15 /5 /2011
غيث الأحمد

ازدادت في دير الزور خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة افتتاح المقاهي حتى أن الكثير بدأ يطلق على المدينة اسم بلد المقاهي بامتياز ولعل

‏‏‏‏

تلك المقاهي وكثرة مرتاديها من الشباب أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة‏‏‏‏

كونها تعكس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان المدينة وخاصة من‏‏ الشباب الذين تشكل نسبتهم حوالي 90 بالمائة من مرتادي تلك المقاهي‏‏‏‏

‏‏

وكذلك لتحديد ماهية تلك الظاهرة إن كانت سلبية أم إيجابية.‏‏‏‏

عن هذه الظاهرة بدأت باستطلاع آراء عدد من الشباب في المقاهي هناك‏‏ بحثاً في أسباب تلك الظاهرة فكانت آراؤهم كالآتي:‏‏‏‏

وقت فراغ طويل‏‏‏‏

يقول محمد رابع 23 عاماً وهو شاب متخرج حديثاً من معهد المراقبين‏‏ الفنيين بدير الزور أنه يذهب إلى المقهى بشكل يومي ولمدة ثلاث إلى أربع‏‏ ساعات وذلك لرؤية أصدقائه وتبادل الأحاديث والأخبار معهم كما أنه‏‏ يستمتع بالجلوس بالمقهى كونه لايحب أن يبقى في البيت وكذلك لوجود‏‏ وقت فراغ طويل خلال اليوم.‏‏‏‏

أوفر اقتصادياً‏‏ أما نواف العشاوي وهو طالب في كلية الحقوق بدير الزور فيقول إن ارتياده‏‏ للمقاهي يرجع إلى العادة بشكل أساس كما أنه يعتبر أن الجلوس في المقهى‏‏ أفضل من الجلوس في مكان آخر كما أوفر اقتصاديا كون المقاهي الشعبية‏‏ لاتزال أسعارها متهاودة وتتناسب مع شريحة الدخل المحدود وشريحة‏‏‏‏

‏‏

الشباب الذين لايزالون يأخذون مصروفهم من أهاليهم.‏‏‏‏

الملل هو السبب‏‏ وأرجع محمد خضر المهيدي طالب في كلية الحقوق في دير الزور أيضا‏‏ السبب في جلوس شباب دير الزور في المقاهي إلى الملل الذي يصيب غالبية‏‏ الشباب في فترة المساء وأيضا قلة المتنزهات وأماكن الترفيه في المدينة فلا‏‏ يوجد مكان يذهبون إليه سوى المقاهي على حد تعبيره فهي تقدم متطلبات‏‏‏‏

الترفيه والتسلية وإضاعة الوقت بالإضافة إلى ممارسة الألعاب التي يحبها‏‏ الشباب من ورق الشدة والطاولة والشطرنج.‏‏‏‏

قلة فرص العمل‏‏‏‏

بدوره بين أحمد جعفر 30 عاماًَ وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في‏‏ الأدب العربي أن قلة فرص العمل بالنسبة للشباب بالإضافة إلى عدم توفر‏‏ معاهد لتلدرب وتعلم اللغات ورالمهارات ساهمت في تزايد نسبة مرتادي‏‏ المقاهي فالمعاهد الموجودة في المدينة للتعلم تحتاج إلى الكثير من المصاريف ليس باستطاعة غالبية الشباب تحمل عبء هذه المصاريف كما أن المحافظة‏‏ تفتقر لوجود المكتبات الضخمة المليئة بالكتب الحديثة والروايات العالمية‏‏ وهي التي تستطيع جذب غالبية الشباب إليها.‏‏‏‏

حميدي : وبحكم العادة والأسباب الاقتصادية وعدم توفر نواد علمية وثقافية‏‏‏ كافية تقف وراء هذه الظاهرة..‏‏‏‏

الدكتور نجم حميدي عميد كلية الاقتصاد التابعة لجامعة الفرات بدير الزور‏‏‏ يقول: إن ارتياد معظم الشباب في المحافظة للمقاهي يعود لعدة أشباب تنقسم‏‏‏ تلك الأسباب إلى ثلاث مجموعات الأولى تتعلق بالعادات والتقاليد التي‏‏‏ كرست مثل هذه العادة لفترة طويلة من الزمن حيث تعد المقاهي في ذاكرة‏‏‏ أهالي دير الزور مكاناً للتجمع ورؤية الأصدقاء وتبادل الأفكار وفي بعض‏‏‏‏

الأحيان ممارسة بعض الألعاب التي تقدمها المقاهي حتى أنه‏‏‏ في بعض الأحيان نلاحظ أن هناك شريحة من الشباب التي ترتاد المقاهي‏‏‏ وكأنها تعلن دخولها في مجتمع الرجال.‏‏‏‏

أما المجموعة الثانية فتتعلق بالأسباب الاقتصادية وأهمها البطالة والتي تدفع‏‏‏ بالشباب إلى قضاء أوقاتهم في تلك المقاهي وقضاء أوقات كان من الممكن أن‏‏‏‏

تستثمر في اكتساب مهارات مهنية وعملية تساعد على تجاوز أخطر مشكلة‏‏‏ اقتصادية واجتماعية وهي البطالة.‏‏‏‏

في حين أن المجموعة الثالثة تعود لعدم توفر بديل أخر أكثر فائدة من المقهى‏‏‏ في مجتمع دير الزور ويستطيع أن يستوعب هذه الطاقات أي أندية ثقافية‏‏‏ واجتماعية يمكن أن توجه هذه الطاقات باتجاه أنشطة اجتماعية وثقافية‏‏‏ تساهم في إعداد هؤلاء الشباب بما يتناسب مع إمكاناتهم وهواياتهم.‏‏‏‏

وبين عميد الكلية عدداً من النقاط لمعالجة هذه الحالة الاجتماعية لدى‏‏‏ الشباب وهي تكريس ثقافة العمل واستثمار الطاقات بأعمال أو مشاريع‏‏‏ صغيرة وعدم الاعتماد فقط على الوظيفة الحكومية بالإضافة إلى إقامة‏‏‏‏

العديد من الندوات التي تركز على أهمية جانب الوقت واستثماره في حياة‏‏‏ الإنسان بقضايا مهمة ذات هدف على مستوى الشخص والمجتمع.‏‏‏‏

وكذلك تكثيف العمل من قبل الحكومة لوضع برامج من أجل مكافحة‏‏‏ والتخفيف من ظاهرة البطالة وخاصة عند الشباب كتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى إقامة مسابقات لتمويل بعض المشاريع‏‏‏‏

الخلاقة عند الشباب بمزايا تفضيلية وهذا يحقق هدفين في نفس الوقت وهما‏‏‏ :الأول تنمية أفكار المبدع تماشيا مع مشروع الإصلاح الاقتصادي في‏‏‏ سورية والهدف الثاني تأمين فرص عمل مهمة.‏‏‏‏

كما لابد من العمل على تأسيس نوادٍ علمية وثقافية واجتماعية وتفعيل برامج المؤسسات الثقافية وحض الشباب على متابعتها وهذا مدخل هام‏‏‏ لتغيير بعض العادات السلبية ما يساهم في تكريس ثقافة تطوير رأس المال‏‏‏ البشري الذي نفتقده في مجتمعاتنا مثل تكريس قيمة العمل وإتقانه.‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية