|
يديعوت أحرونوت - بقلم: يرون لندن أغلبية كبيرة تعتقد أن اطلاق سراح شليت يفوق بأهميته الهدوء الذي يحظى به سكان غلاف غزة الان, ولا يعتقد أن التهدئة ستصمد زمنيا. مجمل هذه الآراء يدلنا على ان أغلبية كبيرة من الجمهور تؤيد استمرار القتال, ولكنها تعتقد ان من الواجب الاستجابة لمطلب حماس بإطلاق سراح 450 من أتباعها الموجودين في سجوننا ومن ضمنهم قتلة ذبحوا عشرات الأشخاص. هذا الاستنتاج كما يبدو ظاهريا يتناقض مع الرد الذي أعطي على السؤال الحاسم: هل أنت مع او ضد اتفاقية التهدئة التي تم التوصل اليها مع حماس. الأغلبية أيدت الاتفاق والفجوة لصالح المؤيدين واضحة: 56 في المائة مقابل 39 في المائة. التفسير لهذا التناقض يكمن في حالة الجمهور المزاجية الذي يشكك بنقاء الاعتبارات التي تحرك قادتهم. ولكن أيضا في الوهن الذي تفشى في نفوسنا وكذلك في اختيار الأسئلة وصياغتها. الخطأ الأكثر أهمية حدث في طرح السؤال حول درجة الموافقة على ادعاء والد المخطوف بان الدولة قد فرطت بابنه. التفريط مشتق من الجذر الذي اشتقت منه كلمة استباحة او إهدار وهذه تجتذب معها كلمات سيئة مثل عار و خزي . نوعام شليت استخدم هذه الكلمة من صميم قلبه والجمهور الذي يتألم بألم الأب رد من ورائه آمين. يجب الافتراض أن الرد كان ليكون مغايرا لو طرحت في الاستطلاع أسئلة تستوجب رؤية متعقلة. مثلا كان من الممكن ان يسألوا هل تعتقد أن تصعيد الحرب كان ليؤدي الى اطلاق سراح شليت هل تصدق ما تقوله الحكومة بان احتمالية اطلاق سراح شليت قد ازدادت بعد الاتفاق و هل تعتقد من الواجب إرسال الجيش الى داخل غزة لإنقاذ شاليط. تبني المصطلح الذي استخدمه شليت الأب يدفع بالرأي ضد القادة. يفهم منه ان في الحكومة أشخاصا بلا مسؤولية اي فاسدين. وليس لديهم عامودا فقريا يستندون اليه. من المريح للجمهور الذي لا يرضى بأداء الحكومة بان ينضم الى الجهة التي تنفذ الاستطلاع في الانقضاض على الحكومة من أن يشغل عقله في التفكير بالبدائل المطروحة أمامه. وما هو صحيح بصدد الأفكار المتنازع عليها والتي تتجسد في هذا الاستطلاع أيضا صحيح بصدد مواقف الجمهور من الحرب في بدايتها. الحكمة الجماعية تشوشت وغريزة الدفاع عن النفس ضمرت. |
|