تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قصة تفاحة نيوتن ليست مصادفة

استراحة
الجمعة 20-5-2011
من القصص الشائعة أن نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية، توصل إلى اكتشافه بالمصادفة عندما كان جالساً في ظل شجرة تفاح ورأى تفاحة تسقط، ما دعاه إلى القول إن جاذبية ما شدتها إلى الأرض،

ولم ترتفع إلى الأعلى بسبب تلك الجاذبية، لكن الحقيقة أن نيوتن توصل إلى اكتشافاته العلمية نتيجة أبحاث معمقة لقوانين الحركة وطبعا استعان بمشاهداته الطبيعية.‏

ولد نيوتن في عام 1643وتوفي في عام 1727 وهو عالم طبيعة انجليزي، مؤسس الميكانيكا التقليدية، وصاغ قانون الجاذبية الكلية، وكان له تأثير كبير على تطور المادية الآلية.‏

وأصبح في عام 1669 أستاذا بجامعة كامبردج، وفي عام 1703 أصبح رئيساً للجمعية الملكية. ويتضمن مؤلف نيوتن الرئيسي «المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية» الذي كتبه عام 1687 ثلاثة قوانين للحركة وهي قانون القصور الذاتي، وقانون تناسب القوة والسرعة، وقانون تساوي الفعل ورد الفعل المضاد، وهي قوانين استنبطت منها نتائج كثيرة تشكل أساس الميكانيكا التقليدية والفيزيقيا التقليدية. ويضم كتاب «المبادئ» البراهين على مفاهيم الحركة المطلقة التي لا تتعلق بأجسام مادية وإنما بخواء، بمكان مطلق وزمان مطلق.‏

وقد استنبط نيوتن في «المبادئ» من الجاذبية المتبدلة للأجسام، بما يتناسب مع كتلتها ويتناسب تناسباً عكسياً مع مربع المسافة بينهما، قوانين حركة الكواكب التي وضعها كبلر.‏

وقد أكمل قانون الجاذبية الكلية مفهوم المجموعة الشمسية القائمة على القول بمركزية الشمس للكون، ووضع إضافة إلى هذا أساسا علميا لتفسير كثير من العمليات في العالم كله، ومنها العمليات الفيزيقية والكيماوية، وأصبح هذا هو الأساس لصورة فيزيقية متكاملة للعالم.‏

ولكن نظرية نيوتن في الجاذبية واجهت اعتراضات لأنها سلمت بأن للجسم تأثيراً، وهو تأثير متأن أيضاً، على الجسم الآخر دون ما بيئة مادية وسيطة تحمل هذا التأثير.‏

وأثبت نيوتن في كتابه «البصريات» أن الضوء عندما ينكسر ينقسم إلى أشعة ذات ألوان مختلفة، ووضع النظرية الجسيمية في الضوء، أي مفهوم الضوء كجسيمات خاصة، أما في الرياضيات فقد وضع نيوتن منهج التفاضلات الذي يتفق أساساً مع مناهج التفاضل والتكامل التي اكتشفها لايبنتز في الفترة نفسها، ووضع الأساس لتحليل اللامتناهي في الصغر.‏

ومن الناحية الفلسفية كان نيوتن متمسكا بموقفي الاعتراف بالواقع الموضوعي وقابلية العالم للمعرفة، ولكنه جمع بين هذين الموقفين والدفاع عن الدين.‏

وفي مذهبه يفسر القصور الذاتي والجاذبية التكرار اللانهائي للحركات الأهليجية للأجرام السماوية وقد صار قوله:إنني لا أضع فروضاً، شعار المذهب التجريبي في علم القرن الثامن عشر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية