تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشريط الإخباري يقترب من الستين عاماً

استراحة
الجمعة 20-5-2011
ياسر حمزة

بدأت اغلب القنوات الفضائية الإخبارية والمنوعة تقوم ببث شريط أخباري في أسفل الشاشة والتي تطورت فيما بعد إلى بث رسائل قصيرة صادرة من الهواتف الخليوية.

وتدعي بعض الفضائيات إحراز قصب السبق في بث الشريط الإخباري، لكن من يبحث في هذا الأمر سيرى أن التلفزيونات الأجنبية سبقتنا بنصف قرن في هذا الجانب حيث يحتفل في العام القادم بذكراه الستين.‏

إن الشريط الإخباري هو تلك المساحة التي تحتل جزءاً محدوداً من الشاشة، وتقدم في عرض متواصل ملخصاً لأهم الأخبار، وعلى الرغم من أن العمل بالشريط الإخباري الحديث لم ينتشر إلا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول2001م، فإن التاريخ يسجِّل لأحد البرامج الأميركية السبق في بلورة فكرته بشكلها البدائي.‏

فقد بثت الحلقة الأولى من «برنامج اليوم» على قناة «إن بي سي» الأميركية في صباح يوم الاثنين 14 كانون الثاني 1952، ومع البث كان الظهور الأول للشريط الإخباري الذي احتل وقتئذ الثلث الأخير من شاشة التلفزيون. فكانت فكرة الشريط تقوم آنذاك على وضع قطعة حقيقية من الورق كُتب عليها بالآلة الكاتبة أهم أخبار اليوم.‏

ولم تلق الفكرة نجاحاً كبيراً بصفتها أداة إعلامية، فأُزيل الشريط بعدئذ بوقت قصير، وأدار التاريخ ظهره لمن أتى بفكرته.‏

وفي ثمانينات القرن الماضي، عاد الشريط إلى الظهور من جديد ولكن بشكله الافتراضي المعتمد على التكنولوجيا لا الورق، وكان الشريط هنا مكرساً لبث المعلومات المحلية العاجلة، مثل أخبار إغلاق المدارس نتيجة لعاصفة ثلجية.‏

كانت قناة «سي إن إن» الإخبارية من أولى القنوات التي استخدمت الشريط الإخباري على نحو منتظم خلال النصف الأخير من الثمانينات وبداية عقد التسعينيات، وكان شريطها مخصصاً لعرض أسعار الأسهم خلال النهار، ونتائج المباريات الرياضية خلال المساء وعطلة نهاية الأسبوع. أما أول قناة استخدمت الشريط جزءاً دائماً من بثها فهي قناة «إي إس بي إن نيوز» عندما أُطلقت أول مرة عام 1996.‏

بقيت فكرة الأشرطة الإخبارية في الظل، تُستخدم في الأحداث وقتما تدعو الحاجة، حتى كانت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م، فأضحت هذه الأشرطة جزءاً لا يتجزأ من التجربة التلفزيونية الإخبارية.‏

وقد وضعت قناة «فوكس الإخبارية» شريطاً إخبارياً على شاشتها في مساء الحادي عشر من أيلول، وتحديداً الساعة العاشرة وتسع وأربعين دقيقة، تلتها قناة «سي إن إن» الساعة 11:11 صباح اليوم التالي، وبدأت قناة «إم إس إن بي» في بثه الساعة الثانية مساءً من اليوم نفسه.‏

وعلى الرغم من أن الحاجة إلى معلومات متعلقة بتلك الأحداث استمرت أسابيع قليلة ثم اختفت، إلا أن إدارة هذه القنوات رأت أن هذا الشريط أسهم في اتساع دائرة مشاهديها من الشباب والناشئة الذين يريدون معرفة أهم الأخبار، ولكن لا صبر لهم ولا طاقة لمتابعة نشرات الأخبار كاملة. ونتيجةً لهذا، أصبح الشريط الإخباري عنصراً دائماً على هذه القنوات الثلاث، ومنها انتقل إلى العالم أجمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية