|
شؤون سياسية لأنّ الحرية الجديدة الكاذبة لا تتحقق، في رأيهم، إلاّ بالقتل ونشر الرعب وزلزلة الأمن. فأي حرّية من دون أمن؟ وأي ديمقراطية عنوانها الأساس إلغاء الآخر؟ وهل من عنوان لكل ما يحدث في سورية اليوم إلا نشر الرعب، والمبالغة والتنكيل والتدمير؟ وهل من هدف إلا القضاء على الطمأنينة، واغتيال الإنسانيّة التي جعلها مستكبرو العالم مفرغة من معناها الحقيقي...؟ ما هذه الديمقراطية التي ينادي بها متآمرون على وحدة سورية وأمنها وموقعها القوميّ الممانع..؟ هل تقضي قوانين حقوق الإنسان أن يقتل الأبرياء وتشوّه جثثهم؟ وأي حقوق إنسانية استنسابية يطبقونها؟ إنها لجريمة بحق التاريخ السياسي المعاصر، وإنّ ما تبثّه وسائل الإعلام من تزوير للحقائق لوصمة عار على جبين الاعلام العربيّ وعلى جبين المنظمات الإنسانية الدوليّة التي تتبنى ما يبث من تزوير وخداع وكذب، فهل أصيب القيمون على هذه المنظمات بعمى البصيرة، فلا يستطيعون التمييز بين الصدق والكذب أم صار الكذب إلهاً جديداً لهم؟ كيف تنادي دولة كبرى بالديمقراطية وتحارب الإرهاب وهي تسعى إلى عبودية الشعوب وإلغاء حقها في حياة حرة كريمة؟ كيف يسمح للدول الكبرى أن تقتل باسم مكافحة الارهاب ولا يحق لدولة ذات سيادة أن تقمع حركات مشبوهة تتسم بالإرهاب؟ ومن أعطى لهذه الدول حقّ التدخل في شؤون غيرها واللعب بمصير الشعوب؟ من منحها صك تمليك برقاب العباد وبمقاليد السياسات العالمية؟ من خوّلها لتدين وتصدر عقوبات بحق شخصيات سياسيّة وعسكريّة في بلاد حرة مستقلة؟ وبأيّ لغة تحرّض دويلات حفنة من الشعب السوريّ على القتل باسم الديمقراطية وهي تجسد الصورة الأكثر تعبيراً عن الظلم والعبوديّة؟ ألا يخجل مسؤولو هذه الدويلات من أنفسهم ومن أدوارهم المشبوهة؟ حقاً إنّ ما نسمعه يثير الضحك والسخرية والاشمئزاز في الوقت نفسه، ويؤكد انقلاب المفاهيم والمعايير التي جعلت من أشباه الرجال رجالاً على ما يبدو أنّ العالم اليوم يعيش استعماراً فكريّاً وسياسيّاً أكثر بشاعة من استعمار الأرض، لأنّ استعمار الإرادات ما هو إلا الشكل الأكثر قبحاً لاستعمار، غايته الأساس وضع اليد على ممتلكات العالم وثرواته برضى شعوب فقدت إراداتها وحرية تفكيرها واغتيل طموح أبنائها، فتختزل الأماني في شعارات جوفاء صنعها قاتل أرواح وسوّق لها خبثاء وعملاء نعم هذه هي حقيقة المصطلحات التي يستخدمها مأجورون رفضوا الإصغاء إلا لرنات دنانير ملوثة بالغدر والخيانة. دنانير تركت اليتم والثكل في معظم شرائح المجتمع السوريّ الأبي، وبخاصة في أشرف مؤسسة عسكرية افتدى عناصرها وحدة الوطن برسالة السلاح، فرووا تراب الوطن بعطر الشهادة وطيب الوفاء، لتمتزج دماؤهم بدموع العزة التي انهمرت من عيون تقرأ فجر الغد من همهمات شقائق النعمان وصهيل أنات الجراح، إنّها دموع ألم الشوق ودموع الولاء للوطن وسيّد الوطن، وحاشا أن تذرف الدموع على قرار تافه لا يليق بدولة عظمى خرقت البرتوكول الدبلوماسيّ، فإذا كانت ليلة التاسع والعشرين وعدت باستعباد شاشات العالم، فهي بالنسبة إلى الشعب السوري ليلة الكرامة السورية، فيها تلتقي القلوب حول محبة الوطن، وتحتضن العيون أبطالاً ستشرق دماؤهم عزيمة وإقداماً وعزة، فينبلج فجر يرسّخ دور سورية الحضاري والتاريخي والإقليمي والإنسانيّ، لأنّ شعباً حضاريّاً كهذا الشعب المؤمن بأرضه وحكمة قائده لا يعنيه بلايين من بطاقات الدعوات ما دام الوطن بخير، ولن ترهبه تهديدات وعقوبات مفرغة من القيمة، ولن يزعزع إيمانه ملايين المحطات الإعلامية التي فقدت مصداقيتها، ولن يحيد عن مبادئه، وكل ما يمكن أن يقوله السوريون الأحرار: يا بئس ما يحاك من مؤتمرات! وياخجل الكرامة الإنسانية مما يحدث في هذه الحقبة من التاريخ! كاتبة لبنانية |
|