تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لإسقاط ذيول المؤامرة

منوعات
الجمعة 20-5-2011م
أحمد ضوا

يخطئ من يعتقد ان المؤامرة على سورية تستهدف فقط دورها المحوري على مستوى المنطقة ومحيطها الاقليمي اضافة لامنها واستقرارها واهميتها في الحفاظ على الاستقرار الجيوسياسي للمنطقة

فهذان الجانبان امران اساسيان ومركزيان في عملية الاستهداف القائمة ولكنهما ليسا الوحيدين بالتأكيد.‏

فمع مرور الايام اتضح ان من اهم اهداف المؤامرة ايضا ضرب صيغة العيش المشترك والحوار والتآخي بين ابناء الشعب الواحد ولذلك يتم تركيز الحرب الاعلامية على اسس استقرار سورية وفتح قضايا غير متداولة على الاطلاق في المجتمع السوري ومحاولة استثمارها في تعويض الفشل الذي منيت به ادوات المؤامرة على غير صعيد.‏

ان اختيار يوم الجمعة برمزيته المتعددة الجوانب على صعيد التواصل الاجتماعي والحوار بين اطياف المجتمع السوري من قبل ادوات المؤامرة لم يكن من قبيل المصادفة او محاولة فقط لاستغلال يوم عطلة عامة وتاليا واجبات دينية للتغطية على محدودية هذه الادوات التخريبية بل له اهدافه المرسومة مسبقا والتي على رأسها الحد قدر الامكان من التواصل و الحوار بين ابناء الوطن الواحد ودفعهم للانزواء في منازلهم املا بمتابعة قنوات التضليل الاعلامي التي لم يعد في برامجها واجنداتها اليومية الا بث الاكاذيب والفبركات الاعلامية المركزة على مايقسم المجتمع ويزعزع ترابطه الاجتماعي وعناصر قوته مضافا اليها كل وسائل التحريض والضغط السياسي الاقليمي والدولي التي تأخذ زخما تصاعديا من يوم الثلاثاء في كل اسبوع بهدف ضرب صيغة العيش وتاليا ايصال هذا المتجمع الى حال الصدام الداخلي بما يحمله من مخاطر شديدة الخطورة على الوجود العربي الحضاري والسياسي.‏

فالقائمون على المؤامرة والحرب على سورية حللوا جيدا مصدر قوتها وصمودها وعملوا في السر والعلن واستخدموا كل الوسائل والتقنيات الاعلامية الجديدة لزعزعة مقومات صيغتها الوطنية والاجتماعية وركزوا حملاتهم الشرسة على قطوع من تاريخ الوطن وتناولوا التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي تفرق ابناءه وتلعب على العواطف والغرائز وقضايا الخلافات المنسية.‏

ولكن الشعب السوري الذي يعي تماما جوهرية صيغته الوطنية في وحدته واستقراره وتقدمه كان لهم بالمرصاد ورفض جره الى ساحاتهم بل دفعهم لكشف المزيد من ادواتهم القذرة بدلا من يوم الجمعة حول كامل ايام الاسبوع الى ايام جمعة وعمل وتسوق وحوار وتعاون واستطاع بعثرة اوراقهم وكشف ادواتهم وما زال لديه الكثير من الاساليب والمفاجآت للمواجهة وارباك وهزيمة المؤامرة.‏

وانطلاقا من هذه الوقائع ووصولا الى اسقاط ذيول المؤامرة بسرعة والعودة الى الحياة الطبيعية الكاملة لابدمن ضخ المزيد من الدماء في عروق الحوار والتلاقي بين افراد المجتمع السوري واستثمار كل الوسائل والقنوات والامكانيات المعززة لهذا الاتجاه فالاولوية في هذه المرحلة لحماية الصيغة الاجتماعية والوطنية لسورية لاخوفا عليها بل لكونها هدفا للاستهداف الخارجي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية