|
مجتمع الجامعة خاصة وأنهم أصبحوا يعرفون مدى تأثيرها السيىء على الصحة, ولكن ما فاجأني أني عندما دخلت مقصف الطب الذي هو عبارة عن قبو دون أية تهوية وبه ما هب ودب من الطلاب المدخنين, ومع الأسف لكثافة الدخان من الممكن ألا ترى إصبعك, فأي علم يتعلمه هؤلاء الطلاب... أطباء المستقبل?? محاضرات الأكشاك أهم من الكتب! وبما أني ذهبت لكلية الطب, كان لابد لي من الالتقاء ببعض الطلاب للتعرف على مشاكلهم, فوجدت أن أهم مشكلة يواجهها الطلاب قضية الكتب. إذ إنه مثلاً في السنة الثانية طب بشري يوجد كتابان مفقودان (تشريح - وعملي نسيج) والملفت للنظر أكثر أن الطلاب يشترون الكتب ورغم أن المؤلفين هم نفس الدكاترة الذين يدرسون المواد ومع ذلك في الامتحان قدم طلاب السنة الثالثة (كمثال) سبع مواد في امتحان الفصل الأول, والأسئلة جميعها جاءت من محاضرات موزعة بالأكشاك. أما عن توزيع المنهاج أثناء العام الدراسي فهو موزع بين العملي والنظري, هناك ثغرة كبيرة أن الطلاب يأتون صباحاً لحضور النظري لمدة أربع ساعات وبعد استراحة لمدة ثلاث أو أربع ساعات يبدأ العملي, هذا الوقت المستقطع بين العملي والنظري يضيع فيه الطالب الجهد والوقت.. لماذا? أماكن غير منارة في كلية الصيدلة أردت التوجه لكلية الصيدلة. فدلني الطلاب على ممر بين كلية الطب والصيدلة يؤدي إلى مقصف الصيدلة وبعده إلى الكلية, أول ما لفت انتباهي في هذا الممر حفرة طولها نصف متر, نظرت فيها فوجدت أوساخاً في قعرها, ترى لو أني أتيت ليلاً ولم أنتبه لهذه الحفرة أما كنت وقعت? خاصة وأني غريبة عن الكلية, أما الطلاب والطالبات فربما حفظوها عن ظهر قلب, وكما قالت بعض الطالبات إن هناك بعض الأماكن غير المنارة ليلاً.. لماذا? لا أصلحوها ولا تركوها والمضحك المبكي أني عندما دخلت بالكوريدور المؤدي لكلية الصيدلة وجدت خزائن حديدية كثيرة جميعها مقلوبة للوراء, سألت الطلاب عنها فقالوا: منذ بداية العام وعدتنا الكلية أن تصلح الخزائن, أو تأتي بخزائن جديدة, فنحن نحتاجها كثيراً لنضع فيها المراييل, وأدوات التشريح والكفوف وأدوات التعقيم, لكن حتى الآن لا صلحوها ولا تركوها! وأنا أتحدث مع الطلاب جاء شاب ومعه بعض الورود ويريد أن يبيعني وردة غصباً عني, أكثر من عشر دقائق وأنا أقول له: لا أريد.. وهو يقول: من شان الله خدي وردة, وظل يفعل هذا مع عدد من الطلاب والطالبات, يقول للطالبات: ورد ياوردة وللشباب: اشتري لحبيبتك وردة ... تراه كيف دخل إلى الجامعة? خطة جديدة وكادر غير مؤهل * في السنة الرابعة 6 مواد حديثة حسب خطة جديدة للكلية وفي السنة الخامسة أربع مواد, لكن مع الأسف لا يوجد كادر مؤهل لتدريس هذه المواد ولا حتى مخابر جيدة, فكيف إذن توضع الخطة وتقرر المواد دون تأهيل للكوادر? * وفي السنة الثانية يقول الطلاب إنهم رؤوا أستاذ الثقافة مرة واحدة فقط, أتى وحدد مايريد في الكتاب وذهب ولم يعد1 * مادة الإحصاء سنة ثالثة, إحدى عشر سؤالاً خطأ في الامتحان, وبما أن المادة مؤتمتة فيوجد خمسون سؤالاً, على كل سؤال علامتان, هناك أربعة طلاب من الراسبين علاماتهم فردية, فكيف حدث هذا? مخابر غير مجهزة * في مخبر العقاقير, المجاهر والإضاءة غير جيدة, خاصة وأن العملي يبقى حتى الساعة الثامنة ليلاً. * في مخبر الدمويات , عدد الطلاب أربعون طالباً وعدد الطاولات ست, على كل طاولة يقف خمسة طلاب, يبقى عشرة لاداعي لأن يتعلموا... * في مادة الجراثيم وأثناء حصة العملي, لا يوجد علب بيتري لزراعة الجراثيم لذلك اضطر الطلاب والذين عددهم أربعون أن يزرعوا في علبة واحدة فقط والحمد لله أنها وجدت. مناوبات على لباس التخرج قبل حفل التخرج في كلية الصيدلة والطب تحديداً: علينا أن نستبق الأحداث لكي لا يتكرر ما يحدث كل عام.. هناك لباس خاص بالتخرج, عدد المراييل الخاصة الموجودة مئة فقط مع أن عدد الطلاب الخريجين 300 في الصيدلة و600 في الطب على الأقل, يتناوب الطلاب اللباس ليظهروا أمام الكاميرات والأهالي وليتسلموا الدرع, وكم من الأمور المضحكة تحدث... إذن لماذا لا نتلافى هذا النقص? أم أنه لا توجد ميزانية? |
|