|
شؤون سياسية متابعة للحملة التي قام بها الديمقراطيون ومؤيدوهم أثناء الانتخابات النصفية في تشرين الثاني ,2006 بهذه المناسبة يذكر أنه في مطلع العام الماضي قامت السيدة الأميركية سيندي شيهان التي فقدت ابنها منذ أكثر من عامين في إحدى معارك الحرب في العراق بإطلاق مظاهرات ضد الحرب . لقد تحولت مبررات هذه الحرب من أسلحة الدمار الشامل المزعومة إلى مواجهة الإرهاب الدولي, بل إلى استباق خططه وأهدافه, وأخيرا تحولت لإقرار الديمقراطية في العراق, ليكون أنموذجا للديمقراطيات المراد بناؤها في (الشرق الأوسط), ورغم تدرج التحولات في الأهداف العدوانية على العراق, إلا أنها جميعها جاءت كاذبة مخادعة لا أساس لمصداقيتها وشرعيتها لقد تبين الآن للسيدة سندي شيهان, كما تبين للعالم أجمع أنه لا حقيقة لتلك المزاعم, ومن ثم بدأت هذه السيدة تتساءل عن الغاية التي من أجلها يشتعل لهيب الحرب دون انقطاع في العراق, حيث احترق بنيرانها ابنها الوحيد, ويعتصرها الحزن والأسى على ذلك الشاب الذي راح ضحية لأهداف جنونية لا مبرر لها وليست لمصلحة أميركية أو عالمية لذلك قررت منذ أكثر من سنة أن تقيم في خيمة على شارع جانبي بجوار مزرعة الرئيس بوش في كروفورد ( بولاية تكساس) وأصرت على ألا تترك خيمتها إلا بعد أن يأتي الرئيس اليها ويبرر لها أي هدف نبيل قتل ابنها من أجله لكنه لم يعر احتجاجها اهتماما, وظلت في خيمتها وتوافدت عليها جموع من النساء والرجال, وتوالت الرسائل والتعليقات في الصحف. يقول الدكتور حامد عمار شيخ التربويين العرب ما يلي عن قصة هذه الأم الثكلى: مما قرأته, تعليقا على ما تفعله سندي, في صحيفة ( نيويورك تايمز) من أقوال المؤيدين لها ومن أصحاب الرسائل, مقاطع جاء فيها: إن سندي أصبحت تعتبر مثالا للبطولة الجريئة والتصميم القاطع بخلاف كثير من الساسة, إننا مدينون لها بإعلام الشعب الأميركي عن حقيقة بوش الذي لا يعنيه أن يعرف الحقائق, إنها ( الأم النجمة الذهبية) إننا نريد ألفا من الأمهات يعسكرن مع سندي وقد حدث ذلك فعلا إنها تقوم باحتجاج على حرب دبرت بليل بكثير من الخداع وتزييف الحقائق واليوم تتحدى سندي خطرا أميركيا على السفر إلى كوبا ووصلت إلى هافانا للانضمام للمطالبين بإغلاق سجن غوانتانامو ورافق شيهان أربعة ناشطين آخرين أميركيين من دعاة السلام إلى هافانا منضمين إلى عشرة آخرين في مسيرة ستتوجه صوب القاعدة الأميركية البحرية في شرق كوبا حيث يحتجز نحو 395 مشتبها به ضمن احتجاجات دولية نظمت ضد احتجازهم وقالت شيهان للصحفيين عند وصولها إلى كوبا( لست خائفة أهم شيء هو الأعمال غير الإنسانية التي ترتكبها بلادي في غوانتانامو) مضيفة:(إذا شعرت بالقلق من ردود الفعل, لن أفعل أي شيء وأعتقد أن الوقت قد حان لكي ينهض الناس ويحاولونا وقف ما يحدث) أصبحت شيهان التي قتل ابنها في الحرب في العراق شخصية رئيسية في الحركة الأميركية المناهضة للحرب خلال العامين المنصرمين وألقى القبض عليها ثلاث مرات على الأقل خلال احتجاجات منتظمة ومتواصلة. * سفير سابق |
|