تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاهد الفجور

شؤون سياسية
الأحد 4/3/2007
رياض درويش

استدعاءات أخرى لعدوان جديد على الخصوم بسبب ما أسماه عدم القدرة على التعايش معهم.

إعلان عن نية التسلح لمحاربة المقاومة والتخلص مما أطلق عليه (احتلال حزب الله).‏

من واشنطن طالب زائرها بالدعم السياسي والعسكري انتزاعا من المجتمع الأمريكي لمشروعية استهداف حزب الله.‏

هذا الزائر هو الذي ناشد أميركا قبل مدة القيام بغزو سورية وهو الذي أعلن أن قرار غزو العراق كان صائبا وهو الذي فقد البوصلة الوطنية وأتقن ثقافة المراهنة على الرياح.‏

هذا الزائر المعتصم وفريقه بحبل الدعم الأميركي يتاجر بأغلى ما عنده (لبنان) ويقود الفتنة من خلال خطاب يحول الصراع السياسي إلى مذهبي.وليس هناك من لا يسأل:( لمصلحة من يستخدم البعض صواعق التفجير بين أبناء الشعب الواحد ? ولماذا الإصرار اليومي على زيادة منسوب توتير الأجواء وانتاج الأزمات, وتجييش آلة الحرب الأميركية ضد قوى الممانعة للمشروع الأميركي- الإسرائيلي في المنطقة?).‏

لكأن اللون الأحمر مهما اتسعت مساحة حضوره لا يشبع المتعطشين لرؤية الدم.لا حرمة للحياة لديهم ولهذا راحوا يباركون الموت المتنقل في فلسطين والعراق ويستدعون (ديمقراطية) توزع الخراب والدمار والتقسيم والقهر والإذلال.أي مواقف تلك التي تنتقل أفكارا لا تستطيع وسائل إعلام الأرض تلميعها?‏

من واشنطن يعلنون وقوفهم في الصف الآخر المعادي لأمتهم ويستخدمون (العمالة) جوازا للوصول إلى بلاد العم سام.أحد هؤلاء دعاه قبل أيام النائب البريطاني جورج غالوي للعيش في ولاية فلوريدا حتى آخر عمره.‏

ومع أن - هدفا نبيلا- يكمن خلف هذه الدعوة.. فإنها مرفوضة لا شك انطلاقا من أن دور الفتنة مسرحه لبنان وليس فلوريدا أو شواطىء ميامي.‏

واعترافا بأهمية هذا الدور بل خطورته تجيء استقبالات كبار المسؤولين الأميركيين لوفود الرابع عشر من شباط اللبنانية.‏

لقد تغيرت المبادىء في السياسة.‏

هاهي شاشات التلفزة تنقل استقبال من يسمون (زعماء العالم الحر) للعابثين بمستقبل أوطانهم, وربما تعبت عدسات التصوير من مشاهد الفجور السياسي التي لا يخفي فيها المتآمرون وجوههم.وتستعيد الذاكرة هنا قصة رفض القائد الفرنسي نابليون مصافحة عميل تجسس على وطنه خدمة لمصلحة فرنسا.‏

وعلل نابليون هذا الرفض بعدم قدرته على احترام أو منح الثقة لمن يتاجرون بأوطانهم.‏

وبالمقارنة بين هذا القائد وحكام البيت الأبيض نجد أن الفارق في مقدمات التعامل لا بنتائجه, فالأميركيون بالمحصلة يرمون العلكة بعد امتصاصها ويقطعون جسور التواصل مع عملائهم فور انتهاء صلاحيتهم.وهؤلاء (المنتج) الفاقد لصلاحيته بعد حين هو من يطرح شعار الحرية والسيادة والاستقلال!!‏

ويبقى ثمة سؤال: ألا يخاف المراهنون على نجاح المشروع الأميركي- الصهيوني في المنطقة ما سيكتب عنهم التاريخ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية