|
جون افريك ولم تحقق أهدافها المعلنة, وهو القضاء على قوة حزب الله, وكذلك الحؤول دون إطلاق الصواريخ على أراضيها. حيث إن لكل مقام مقالاً, ثم إلصاق تهمة الفشل وتحميل المسؤولية الأعظم بقائد أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس. وتسلطت الأضواء أكثر على هذا القائد الأعلى لسلاح الطيران سابقاً, والذي دغدغ أحلام الطبقة السياسية نتيجة تبجحه واختياره استراتيجية ترجح سلاح الطيران. واستقالته التي جاءت متأخرة, في منتصف كانون الثاني المنصرم أعادته إلى قلب الحدث, بيد أنه وإن كان دوره أساسياً, هذا لا يعني تحميله كامل المسؤولية في إخفاق الجيش, إنه ليس سوى الرأس الظاهر من الجبل الجليدي. منذ بداية الحرب كان واضحاً, وهذا ما أقرت به الأوساط العسكرية والرسمية الإسرائيلية المفاجأة التي أحدثتها مقاومة حزب الله العنيدة والتي لم تعرف القيادة العسكرية السبيل للرد عليها. الأمر الذي وقع كافة المراتب العسكرية الإسرائيلية فريسة للتردد والارتباك طيلة فترة الحرب. في بداية عملية اختطاف الجنديين الإسرائىليين,كما أوردت صحيفة هاآرتس اقترح مسؤولا العمليات الأرضية موشيه كابلنسكي وغادي ايزنكوت على حالوتس شن هجوم واسع, ونصح كابلنسكي بضرب كامل لبنان بالمدفعية والطيران,تتبعها عملية تدعى (المد العالي). يتم التحضير لها جيداً,الى جانب استبعاد خوض مناوشات تضعف من فعاليتها في الأيام الأولى من الحرب,لم يرفض حالوتس مبدأ الهجوم الأرضي, قائلاً :( ليس لدي نية الشروع بذلك,وإنما أفضل ممارسة أقصى الضغوط في كافة الاتجاهات علينا خلق تهديد بهجوم أرضي والاعداد له). وخلال اجتماع ثان,هنأت قيادة الأركان نفسها بالنتائج التي أحرزتها العمليات الجوية,والتي ادعوا أنها دمرت جزءاً من بطاريات صواريخ فجر ذات المدى المتوسط. ومن نشوة الانتصار أسهب حالوتس في الحديث عن جدوى الطيران,ولا سيما أنه كان طياراً (لقد دمرنا بيروت,والآن سوف نجمع كل قوتنا للتركيز على الكاتيوشا,وإن سمحت الحالة الجوية فسوف يدمر طيراننا جنوب لبنان غداً). وطالب ايزنكوت بشن عمليات أرضية محدودة,ومن ثم طرح موضوع شن هجوم أرضي على بنت جبيل واختيار تلك المدينة جاء بسبب اعلان نصر الله منها في 20 أيار عام 2000 تحريرها من إسرائىل وأن إسرائىل أوهى من بيت العنكبوت. ولذلك (يجب مسح هذا الموقع عن الخريطة) ختم الجنرال بيني غانتر قائد المشاة فيما ركز الجنرال موشيه يعانون على الرمز (ينبغي ضرب الروح عند الاعداء). وعارض تلك العملية العديد من الجنرالات منهم المسؤول العسكري عن الشمال عودي آدم ومساعده أيالين روفن, وتمت العملية في 26 تموز لتخلف ثمانية قتلى في صفوف لواء النخبة غولاني. وبعد دراسة عدة احتمالات, خلصت رئاسة الأركان الى أن رئيسها لا يرى ضرورة في شن عملية أرضية واسعة. وبعدما دخلت الحرب اسبوعها الثالث,وأنباء الأخبار السيئة عن كارثة بنت جبيل,كثف حالوتس من العمليات الأرضية,ونصح الجنرال ينهوشتان باعلام الحكومة أنه لا يمكن اقصاء الصواريخ دون هجوم أرضي, وفي حال معارضتها ينبغي ايقاف الحرب لأن الحرب مع حزب الله,من جهة نظره كانت متعادلة, بالاضافة الى صعوب الاخفاق. آباؤنا ركعوا كل الدول العربية في ستة أيام,ونحن عاجزون عن الهجوم بفرقتين, وتنظيف جنوب لبنان ولنترك الآن الكلمة الأخيرة للسيد حسن نصر الله, وقد أعلن في 30 كانون الثاني أمام الآلاف من أنصاره أن حزب الله انتصر على جيش إسرائىل المسلح والمجهز لتكبيد هزيمة بكافة الجيوش وعلى كافة الجبهات. |
|