تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في الصحافة الإسرائيلية... القمة الثلاثية... يديعوت أحرونوت : لقاء اليائسين في الأجواء العرجاء!... هاآرتس : بوش ورايس أسيران لإسرائيل!

ترجمة
الأحد 4/3/2007
* قراءة أحمد أبو هدبة

تسفي بارئيل: أميركا تتمسك بخارطة الطريق ولا تلتزم بها ..مع الديمقراطية وتتنصل من نتائجها .. ضد المستوطنات وتقبل بوجودها!!...

ألوف بن:من الجيد لرايس أن تبتعد عن مصائب العراق وتظهر هنا بصورة من يعقد السلام!‏

( قمة الفاشلين) .. (قمة اليائسين) ..( قمة التشاؤم ) بعض من العناوين الكثيرة التي عجت بها الصحف الإسرائيلية في وصف القمة الثلاثية التي عقدت بين (ابومازن- أولمرت- رايس )إذ اتفقت معظم تحليلات الصحف العبرية حول عدم توفر أي من مقومات النجاح لهذه القمة لان الرئيس بوش قد حدد سلفا بأنه لن يتعامل مع أية حكومة تنتج عن اتفاق مكة دون الاعتراف بشروط الرباعية وأصبح هذا الموقف هو موقف أولمرت بشكل اتوماتيكي.وكما يقول تسفي بارئيل في هاآرتس:كم هو سهل على الولايات المتحدة أن تعالج الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دون نتائج.‏

هي تتمسك بخارطة الطريق وفي نفس الوقت لا تلتزم بها, وهي تريد الديمقراطية ومع ذلك يمكنها أن تتنصل من نتائجها, هي ضد المستوطنات وخصوصا البؤر الاستيطانية ولكنها قد قبلتها كحقيقة راسخة, هي مع التسوية النهائية ولكنها قد وضعت من الناحية الأخرى شروطها المسبقة.باختصار, ليس هناك صراع مُترف بالنسبة لواشنطن مثل ذلك الذي تأتي كونداليزا رايس للسيطرة عليه, صراع يُطبق فيه مبدأ الديك الرومي - هذا المبدأ الذي يقول انه إذا كانت لك أجنحة فذلك لا يعني أنك تستطيع الطيران, ومع ذلك يمكنك أن تشعر بأنك حر في نفض هذه الأجنحة وإثارة الضجيج.فتحت عنوان : أولمرت جُر إلى القمة; ولا يمكنه تقديم شيء.. كتب ألوف بن ,في هآرتس يقول:يمكن تشبيه تدحرج القمة الثلاثية التي انعقدت في القدس, بفيلم بوليسي بعدة حلقات مع حبكة مبتذلة تتورط في مفارقات غير متوقعة نهايتها ضبابية.الصورة الأولى: وصل إيهود أولمرت إلى إفلاس سياسي بعد فشله في حرب لبنان وهبوط شعبيته في استطلاعات الرأي. وقُبرت الأجندة التي روج لها عند انتخابه, انسحاب أحادي الجانب من معظم أراضي الضفة الغربية. واكتشف أولمرت في ضيقته, متأخرا, جاره, محمود عباس واقترح عليه صفقة: تعال نلتقي ونعرض أمام العالم مفاوضات سياسية, تخدم مصلحة كلينا. وكي يغري عباس للقدوم إلى مسكنه والحصول هناك على قبلة على وجنته, رشاه أولمرت ب 100 مليون دولار وبوعود ب (تسهيلات) لسكان الضفة. صورة القبلة نشرت في كل العالم, ولكن تأييد أولمرت بقي في الحضيض. فالجمهور مهتم أكثر بالتقارير عن خلافاته مع وزير الأمن وعن الفضائح في قمة هرم السلطة.الصورة الثانية: في الوقت الذي كان يعد أولمرت للقاء مع عباس, كانت النساء الحديديات, تسيبي ليفني وكونداليزا رايس, تنسجان مكيدة لزملائهما من الرجال. ليفني تريد تعزيز مكانتها بصفتها السياسية الأكثر شعبية في إسرائيل التي تهدد بوراثة رئيس الوزراء.ورايس تبحث عن إنجاز سياسي ينأى بها عن الحرب الفاشلة في العراق. مكيدة وزيرتي الخارجية تبدو تقريبا بالشكل التالي: نذيب الجمود في العملية السياسية ونبدأ الحديث عن شكل وطبيعة الدولة الفلسطينية المستقبلية .الصورة الثالثة: أولمرت جالس في مكتبه مع يورام طوربوفيتش وشالوم ترجمان, مبعوثيه للحوار مع الأمريكيين والفلسطينيين. هما يؤكدان له أن مبادرة رايس وليفني لن تخرج إلى النور, وأن رجلهم في البيت الأبيض إليوت أبرا مز, يطمئنهم أن لا شيء يدعو إلى القلق. ولكن أولمرت يجد صعوبة في أن يهدأ.من جهته وصف نداف ايال في معاريف القمة( بقمة اليائسين) يقول فيه :هذه قمة يلهث الجميع للوصول إليها بتباطؤ يعرجون مقطوعي الأنفاس. لا يوجد هنا هواء القمم, وحتى محاولة إضفاء طابع احتفالي عليها ستمنى بالفشل. اللقاء بين رئيس الوزراء ورئيس السلطة الفلسطينية ووزيرة الخارجية الأمريكية هو لقاء قادة ضعفاء يأتون من أنظمة ضعيفة واستطلاعات رأي تبشر بالشؤم. هذه ليست قمة الأمل, هذه قمة اليائسين.ولهذا السبب بالتحديد كان هناك تفاؤل معين أولي وحذر لدى من يمكن أن نطلق عليهم (جهات رفيعة في القدس). الجهاز السياسي غص بالإشاعات حول تقدم ملموس حدث في المحادثات التحضيرية لهذه القمة, تلك المحادثات التي أجراها شالوم ترجمان ويورام توربوفيتش. الاتجاه الأساسي كان محاولة التوصل إلى مسار واضح يتم الإعلان عنه خلال القمة من اجل التفاوض حول التسوية الدائمة, مسار هادىء جدا وليس علنيا بدرجة تثير الغضب, إلا أنه ليس سريا أيضا.ما الذي يمكن أن ينقذ أولمرت من التحقيقات ومن فينوغراد ?, سأل طرف من كديما في هذا الأسبوع. وأبو مازن الذي قد تكون لديه فرصة تاريخية أخيرة لرفع رأسه فوق سطح الماء قبل لحظة من قيام حماس بتدمير كل شيء له, ناهيك عن إدارة بوش الملزمة جدا بتحقيق إنجاز معين ما في الشرق الأوسط. هناك فرصة الآن بلا شك... بتابع ايال قائلا :(هدف الإسرائيليين والأمريكيين الأولي سيكون دفع أبو مازن لتقديم توضيحات حول الاتفاقات المعقودة مع حماس بحيث تضعه مرة أخرى في جانب الأخيار. مثلا, مسألة كيف يستطيع أبو مازن حتى في ظل حكومة الوحدة طرح التسوية الدائمة على الاستفتاء الشعبي في الشارع الفلسطيني. هذه كانت الخلاصة التي توصلوا إليها قبل أن تبدأ قصة الغرام الملتهبة مع حماس.الإسرائيليون يلتزمون بهذه القمة رغم خيبة الأمل من مكة لان قادة كديما يأملون في أحلامهم الوردية بأن يحدث تقدم دراماتيكي يؤدي إلى اتفاق تاريخي حول خطوة سياسية شجاعة وتتضمن تنازلات مؤلمة, وما إلى ذلك من التطورات التي تُطيل عمر حكومتهم. فجأة ودفعة واحدة تنجو السفينة الغارقة من الوحل والقاذورات والنعي المبكر وقضايا الفساد والاستطلاعات الفظيعة من اجل كلمتين اثنتين تمثلان وسيلة وحيدة لإنقاذها الآن: التسوية السياسية.‏

قمة في أجواء عرجاءمقال افتتاحي في يديعوت أحرنوت تصف فيه الأجواء التي انعقدت فيها القمة:رئيس الوزراء أولمرت ووزيرة الخارجية رايس سيوضحان لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بان أمامه خياران: مواصلة تأييد حماس في ظل تآكل مكانته الدولية أو الإصرار على شروط الرباعية الأمر الذي سيؤدي بشعبه إلى إقامة دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل.لقاء القمة الثلاثي, الذي كان يفترض به أن يكون بداية احتفالية للمحادثات على إقامة دولة فلسطينية, تنعقد في القدس هذا الصباح في أجواء عرجاء من الغموض وانعدام اليقين. ويصل أولمرت وأبو مازن هذا الصباح إلى فندق قلعة داود في وسط القدس ليحلان ضيفين على رايس التي تنزل في المكان. وحسب الاتفاقات المسبقة, فان كبار المسؤولين الثلاثة لن يدلوا بتصريحات قبل اللقاء بل سيكتفون بصورة مشتركة فقط.وبعد ذلك سيغلق الثلاثة على أنفسهم الباب في غرفة داخلية, فيما أن الإطار الزمني المقرر هو ساعتين. وبعد ذلك ينتقل الثلاثة إلى غرفة مجاورة لتناول الغداء, والتي سيدعى إليها مسؤولون كبار آخرون من الجانبين. وقرر أولمرت أن يجلس على جانبيه وزيرة الخارجية تسيبي لفني, النائب الأول لرئيس الوزراء بيرس ووزير الدفاع عمير بيرتس. وفي ختام الوليمة سيتفرق المشاركون كل إلى طريقه, دون عقد مؤتمر صحفي.ويعكس السلوك التشاؤم الشديد لدى الأطراف. حتى نهاية اللقاء سيحاول أولمرت ورايس نقل الرسالة القاطعة لابي مازن, والذي من جانبه سيحاول أن ينتزع منهم ما هو معاكس تماما - اعتراف بحكومته, رغم أنها لا تعترف بإسرائيل بسبب عناد حماس.وقال مصدر سياسي كبير أن اللقاء سيحاول الاستيضاح هل يمكن في الأسابيع القريبة القادمة إنقاذ عربة السلام من الوحل أم لا. الأطراف الثلاثة يصلون إلى اللقاء ومعروف تماما ماذا سيقول ثلاثتهم.‏

ألوف بن في هاآرتس ويعود لينصح رايس بعد فشل القمة في مقال له في هاآرتس تحت عنوان كلمة طيبة لكونداليسا ويقول :من تحدث مع كونداليسا رايس في هذا الأسبوع في القدس تأثر من عزمها على تركيز ما تبقى من فترة ولايتها في وزارة الخارجية على الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. المصافحة الثلاثية التي أخرجتها مع أولمرت ومحمود عباس مُذكرة بمراسيم السلام القديمة في البيت الأبيض, تشير إلى حجم تطلعاتها. رايس وقعت مثل أسلافها أسيرة سحر الدبلوماسية الشرق أوسطية الغريبة وهي كما يقول من يعرفونها محبطة من الفجوة السحيقة بين الحل البديهي وبين الصعوبة الكبيرة في الوصول إليه.ما من شك أن لرايس مصالح شخصية وسياسية واستراتيجية من هذه الرحلات المكوكية للشرق الأوسط. هي تريد إنجازا يسجل على اسمها. من الجيد لها أن تبتعد عن مصائب العراق, وأن تظهر بصورة من يعقد السلام بينما يغوص رفاقها في الإدارة الأمريكية في وحل الحرب. منتقدو جورج بوش يشتاقون إلى سلفه بيل كلينتون الذي كان يعرف ويحفظ كل زقاق في القدس. إلا أن كلينتون رغم كل مساعيه لم يحقق شيئا, والقمة التي عقدها في كامب ديفيد أدت إلى كارثة. الواقع الدموي الذي خلفه لبوش ترك هامش مناورة ضئيلاً جدا للمبادرات الدبلوماسية...رسالة بوش الصادرة في نيسان 2004 حققت خطوطا أساسية للتسوية المستقبلية في اثنتين من ثلاث قضايا مركزية في الصراع: الحدود ستكون مطابقة للجدار الفاصل تقريبا مع تبادل للأراضي, واللاجئون سيُستوعبون في فلسطين وليس في إسرائيل. إيقاف الضغوط ضد الجدار وضد البناء في الكتل الاستيطانية ترجم لغة رسالة بوش المبهمة إلى واقع مادي.فشل بوش ورايس الأكبر كان في تسويق سياستهما في العالم الذي ظهرا فيه كأسيرين فاقدين للبصر لإسرائيل وكوسيطين غير نزيهين. هما فشلا أيضا في محاولة إقناع إسرائيل بأن تخفف حصارها الاقتصادي المضروب على الفلسطينيين, وفي الضغط لإجراء الانتخابات الفلسطينية التي أوصلت حماس إلى الحكم. رايس تعتقد أن المشاركة السياسية على المدى الأبعد ستخفف من مواقف حماس وتعزز القاعدة الشعبية للحكم الفلسطيني. ولكن الواقع الحالي يُظهر أن نتائج الانتخابات قد عرقلت كل تقدم محتمل.‏

من جهته يرى شمعون شيفر في يديعوت أحرنوت أن فشل القمة قد حدد سلفا : أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس - في ختام اللقاء الثلاثي مع رئيس الوزراء ومع رئيس السلطة الفلسطينية - عن استمرار المحادثات بين الولايات المتحدة, إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول الأفق السياسي الذي في إطاره ستقام في المستقبل الدولة الفلسطينية التي تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. كما أن رايس ستعيد التشديد على أن الولايات المتحدة لن تعترف بالحكومة الفلسطينية التي ستقوم إذا لم تعترف بإسرائيل ويستخلص الكاتب نفسه ويقول :وفي هذه الأثناء, تحولت القمة الثلاثية التي انعقدت إلى مهزلة زائدة لا داعي لها. فكل الخطط الأمريكية - الفلسطينية التي تبلورت بالهام وإسناد وزيرتي الخارجية كونداليزا رايس وتسيبي لفني في الشروع في رسم مسار التسوية الدائمة, دون الحديث عن تطبيقه على الأرض, نالت حماما باردا من اتفاق الوحدة الذي تحقق في مكة. وتحولت القمة, في واقع الأمر إلى زيارة صيانة هامشية فقط.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية