تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العيب فينا أم في لغتنا?

شؤون ثقا فية
الأحد 4/3/2007
سوزان ابراهيم

رغم التباين الكبير في أنشطة المراكز الثقافية بشكل عام, ثمة قاسم مشترك بينها جميعاً - إلا في حالات خاصة -

ألا وهو قلة عدد الحضور من المهتمين والمتابعين, وفي مركز ثقافي اليرموك وفي قاعة مديره ألقى الدكتور أحمد عمار الرفاعي محاضرته حول ضعف اللغة العربية في أوساط المجتمع العربي بعد أن كان قد ناقش دارسين كثر من شرائح مختلفة حول ما يلقى عليهم من دروس لمعرفة المفيد منها وتعميقه والوقوف على غير ذلك وحذفه حيث جمع لهذه التجربة كما قال: الكتب المتداولة, المذكرات المطبوعة مع بعض الدارسين, ممارسة التجربة في جهات مختلفة, مناقشة الدارسين فيما قدم لهم من دروس ومن خلال تلك العناصر رأى أنها تصب في بوتقة واحدة هي: ضعف اللغة العربية لدى أوساط عربية في مجتمعنا العربي .‏

أسباب ضعف اللغة العربية‏

يخلص المحاضر إلى عدد من الأسباب التي تقف وراء ما اعترى اللغة العربية من وهن ويأتي في مقدمتها ضعف الطالب وضعف المدرّس أيضاً, فما بالكم بطالب ينتسب إلى قسم اللغة العربية في الجامعة فقط لأن مجموع درجات نجاحه لا تخوله لغير ذلك! ويتساءل: ما هو مستوى لغة هذا الطالب? كم ستكون درجة إعماله ضميره في التدريس? ولا يخفى على أحد ما للغة العربية من تأثير على مستوى المواد الأخرى,فالتدريس خبرة من الخبرات الحيوية تستند إلى أصول معينة وليس عملاً ارتجالياً , ثم يشير إلى الإطلالة على اللغات الأخرى عن طريق الترجمة والتي تستلزم إتقاناً للغة الأم واللغة الثانية . ومن الأسباب أيضاً انعدام التذوق اللغوي فوظيفة اللغة التعبير عما يجيش في نفس الفرد من مشاعر وأفكار وهي وسيلة اتصال بالآخرين تهيئ له الاطلاع على النتاج الفكري والأدبي من خلال القراءة وهي بالتالي الوسيلة الأهم في نشر الثقافة بين أفراد الأمة ونقلها من السلف إلى الخلف,( حصة القارئ العربي من القراءة سنوياً 3 دقائق فقط مقابل 117 ساعة للقارئ غير العربي وأمة ) اقرأ ) أول كلمة في القرآن الكريم لا تقرأ ) كما يرى المحاضر أن كثرة استخدام الأخطاء الشائعة سبب في ضعف العربية ( وقال: على مدى 34 سنة لم تقع عيني على كتاب خالٍ من الأخطاء اللغوية!) مشيراً إلى ما فعله الاستعمار من محاولات للقضاء على لغتنا وتشجيعه الدخلاء على أدبنا بغية تحطيم القواعد والأصول, ثم يضيف للأسباب استهانة البعض بمقومات بلدهم وعلى رأسها اللغة فضعف الأمة يولد ضعف تقديرها حق قدرها فنرى العربي لا يتردد في التخلي عن لغته الأم في مخاطبة الآخر الذي يصر في الوقت ذاته على استخدام لغته القومية إيماناً منه بقوميته ولغته. أما أهم أسباب الضعف, فهو غياب توجه عام في المجتمع لتنمية اللغة العربية مما ساهم بشكل فعال في تقويض أركان لغتنا ويسوق المحاضر مثالاً عن الاهتمام الكبير للدولة بالحاسب والمعلوماتية فلو تم هذا الأمر للغة لوصلنا إلى ما نريد لها من تطور ونماء.‏

حوار على الهامش‏

رغم قلة عدد الحضور إلا أن مادة المحاضرة أثارت نقاشاً وجدلاً مرده ربما نظرتنا لأمر اللغة بين من يطالب بالحفاظ عليها كما هي - وبعضهم لم ير في حكم العثمانيين احتلالاً! - وبين من يرى وجوب مجاراة اللغة العربية لتطورات العصر واستنباط تراكيب وتعابير جديدة وهؤلاء يرون أن اللغة روح وعلى الإنسان تطويرها فاللغة تتراكم كمياً وتتغير نوعياً ولا خشية عليها من الاستنباط والتكاثر والتوالد لتكون قادرة على العيش في كل عصر ويسأل أحدهم: هل العيب في اللغة أم فينا?! بينما روى آخر أن مجمع اللغة العربية وقبل مدة وضع مفردة ) الشابكة ) كبديل عن لفظة ) الانترنيت ) فمن ترى سيستخدمها?! المحاضر أكد أنه وجد في معجم الفيصل وحده 146 اسماً للأسد فقال أحدهم: اليوم نحن بحاجة لنعرف اسماً واحداً له فقط!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية