|
شؤون ثقا فية كيف نحصّنها ونحافظ علي هويتنا القومية , ونواجه الآثار السلبية للعولمة ....? أسئلة أجاب عليها الأستاذ شحادة الخوري في محاضرته التي ألقاها في المنتدى الاجتماعي بدمشق . اللغة وطن ثانٍ بداية تحدث عن أهمية اللغة ونشأتها معتبراً إياها وطناً ثانياً بها يُعرف ويّعرف , وبها يكون الأنا وبغيرها يصبح الآخر. وعاد الخوري إلى الدراسات التاريخية والبحوث الأثرية التي تدل على أن اللغات التي أطلق عليها بعض المستشرقين اسم اللغات السامية , إنما هي عروبية قديمة ....ويكفينا فخراً أن القرآن الكريم تنزل بلغة قريش فدعم سيادتها وأغناها بلاغة وبياناًَ ,وفسح لها سبيل الانتشار في أصقاع الأرض ....فغدت ....لغة السياسة والإدارة والثقافة , ونقلت بعدئذ إلى علوم الإغريق والفرس والسريان والهنود, فاستوعبت ماكان لديها من معارف ,وأضافت إليها حتى غدت لغة علمية وعالمية من تخوم الصين إلى ربوع الأندلس. ذاكرة الأمة في لغتها وبيّن الخوري أن اللغة ذاكرة الأمة , فيها تختزن تراثها ومفاهيمها وقيمها ,وخصوصيتها تأتي من أنها نسيج متميز ومتفرد , فهي أهم مقومات الهوية القومية , وثقافة امتزج فيها الخاص والعام , والذاتي بالموضوعي , فالعروبة أو الشعور بالانتماء إلى أمة واحدة , إنما هو عماد اللغة والثقافة فليست اللغة القومية وسيلة تعبير فحسب , بل رابطة اجتماعية فكرية وأداة تلقي المعرفة والتفكير , إنها الفكر في حالة العمل فلاتفكير إلا بالألفاظ وهي الأساس في حركة المجتمع ونموه وتطوره المستقبلي, وصورته في سكونه وحراكه. وأشار الخوري إلى رأي محمد عابد الجابري في العولمة وآثارها السلبية بصورة خاصة في مجال الثقافة ,وذكر قوله : (العولمة طموح , بل ارادة اختراق الآخر وسلبه خصوصيته وبالتالي نفيه من العالم , وهذا مايجعلها خطراً ويهدد ثقافات العالم الثاني ويعطل فاعليتها العقلية , فهدفها النهائي على - حد قوله- إخضاع النفوس وتعطيل فاعلية العقل والتشويش على نظام القيم وتوجيه الخيال وتنميط الذوق وقولبة السلوك , و تكريس نوع من المعارف والسلع والبضائع ,إنها ثقافة الاختراق , وهدف الاختراق هوالتطبيع مع الهيمنة وتكريس الاستتباع الحضاري....).. كيف نحمي ونحصّن لغتنا ? تساؤل يسوغه الهجوم الشرس الذي تشنه العولمة على الكيانات القومية والثقافات الوطنية لتجعل الإنسان قيمة مضافة إلى الآلة ,لكن ما الحل ? يرى الأستاذ الخوري أنه ثمة وسيلتان لحماية اللغة وتحصين هويتها القومية , الأولى تقوم على حصانتها الذاتية ,ولتحقيق ذلك يقترح أن نتصل بالمجتمع , لأنها -أي اللغة - صورته المنبثة في تراثنا والماثلة في حاضرنا , والعربية كائن ينمو , وهي بالفعل نمت قديما ولاتزال تنمو اليوم استجابة لمتطلبات المعرفة والعلوم ,إنها لغة حية ولود لاتعجز عن استيعاب أي مصطلحات حديثة, وهي اللغة السادسة من حيث عدد الناطقين بها في العالم , والسادسة في هيئة الأمم ومنظماتها. والثانية : التنمية والرعاية ....وأهم مايجب عمله كمايرى الخوري في هذا السبيل , هو العمل على معالجة الازدواجية اللغوية التي تقوم على مزاحمة اللهجات العامية للغة العربية , وكذلك الثنائية اللغوي , ويقصد بها حلول اللغة الاجنبية محلها. لافتات لاتسر الناظر ومن الوسائل التي تمكننا من تحصين لغتنا والحد من الاختراق اللغوي منع الإعلانات التي نراها على واجهات المحال التجارية والفنادق والمؤسسات والشركات , وفي شوارع المدينة العريقة , والتي تكتب أسماؤها بالانكليزية , وقد تذيل كتابتها بلفظها الاجنبي بحرف عربي , ناهيك عن سيل التزييف في العبارات والمعاني الذي يروجه أهل العولمة والصهيونية كعبارة : الشرق الأوسط بدلاً من الوطن العربي, والدول الناطقة باللغة العربية , بدلاً من الدول العربية , ويهوذا والسامرا عوضاً عن فلسطين , وأورشليم بدلاً من القدس الشريف ,والإرهاب الذي حل محل المقاومة , إلى ماهنالك من مصطلحات لاتعد ولاتحصى . وطالب الخوري في نهاية محاضرته بنص دستوري تشريعي يحمي اللغة العربية لتبقى قارب النجاة وسلم الرقي والتقدم وطريق العزة والكرامة . كلام بكلام > انتهت المحاضرة بعاصفة من التصفيق للمحاضر وهو يستحق لكننا مللنا من التصفيق والخطب ,فالتقصير والإهمال والرطانة والعجمة في ازدياد ....فلاالمحاضرات ولا الندوات والمؤتمرات باتت تجدي نفعاً في الحد من الانتشار السرطاني للإعلانات الطرقية لأن هناك إيماناً شبه غائب بأن اللغة العربية يجب أن تكون الرائد. وقرارات المجتمع غير ملزمة ,فحتى الآن لانعرف هل نكتب سورية- وهي اسم وطننا الذي نعتز به - بالتاء المربوطة أم الألف الطويلة ,ولم يصدر أي تعميم بشأن هذه الكلمة أوغيرها ,ثم إن الترجمة ضعيفة وتفتقد إلى الأمانة العلمية , هذا ماأكدته إحدى السيدات والتي تعمل بالترجمة منذ خمسين عاماً , وذكرت أن قصة (الأمير الصغير) لسانت أوكزوبري , تبناها اتحاد الكتّاب ونشرها وقامت بترجمتها إحداهن إلا أنها زادت على الأًصل تسعة وستين سطراً على من تقع المسؤولية هنا إذاً ?!.. > الأستاذ شحادة الخوري قال: إن اتحاد الكتاب أعطوه ترجمة كتاب ليجيزه , أو يرفضه ولم يرسلوا له النسخة الأصلية - فماوصله كان باللغة العربية فقط , وعندما نخله ووضع قائمة بالأخطاء كان آخر ماترجمه ولم يكلف بعدها بترجمة قط . > أحد الحضور قال : إن الطلاب الجامعيين يتخرجون من كلياتهم ولايستطيعون كتابة رسالة دون خطأ. > د.شوقي المعري يرى أن المشكلة تكمن في إلغاء تدريس اللغة العربية لغير المختصين ....لكن الحقيقة المشكلة هي أن الطالب ينال شهادته الثانوية وهو غير متقن للغته. ثم إن المناهج التي تدرس للطلاب سيئة ولطالما سمعنا بأن هناك جهوداً تبذل من قبل وزارة التربية لوضع مناهج جديدة , لكنها لم تثمر حتى الآن , أحدهم شبه متعهد الكتاب في وزارة التربية لمتعهد الأرصفة في بلادنا التي تغير أكثر من خمسة مرات في العام ولايصلح حالها. > التعليم المستمر قيمته صفر في بلادنا فأقل من 1% من الأطباء الذين يتخرجون يتابعون مايجري في العالم . > هناك جمعيات في بعض البلاد تعمل لحماية لغتها... يبقى السؤال من يحمي لغتنا ,وقانون حمايتها لايزال حبيس الأدراج?!.. |
|