تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أهواء تربوية

شؤون محلية
الأحد 4/3/2007
غصون سليمان

ثمة مفارقات متباينة تشهدها مدارسنا بشكل عام فيما يتعلق بموضوع النظافة هذا العنوان العريض لايزال يندرج تحت بند الاهمال ولا سيما دورات المياه بالدرجة الاولى ومن ثم الصفوف والباحات.

فكثير من الطلبة يشكون هذه الظاهرة وحتى الطاقم التدريسي في هذه الاماكن ولكن دون جدوى على ما يبدو..?!‏

صحيح أن الامهات يضعن لأولادهن في مرحلة التعليم الاساسي ( مطرات صغيرة للشرب) في حقائب المدرسة أثناء الدوام... ولكن هؤلاء الاطفال يحتاجون لدخول الحمامات مرات في اليوم.‏

وعلى سبيل المثال لا الحصر أكد لي عدد من الطالبات في إحدى مدارس (مزة فيلات) كيف شهدت أحد أيام المدرسة حملة نظافة غير اعتيادية شملت الممرات والادراج وغرف الادارة والتوجيه ودخول الاذنة لاول مرة لتنظيف الصفوف ( حيث هذا الامر يقع على عاتق الطلبة كل يومين),لاضير في ذلك بل واجب.‏

إلا أن اللافت في هذه الحملة المستغربة أن إدارة المدرسة كانت على موعد لتصوير درس تشريح علوم لطلاب الصف التاسع وعند نزول الطلاب إلى قاعة المخبر تدخل مزاج المدرسة المشرفة في عمليات انتقاء الطالبات اللواتي تعرفهن للجلوس في الصفوف الاولى دون أي مراعاة لطول أو قصر قامة الطالبات...ما أثار حفيظة وحساسية البعض من الطالبات وخلق حالة من التشنج من هذا التمييز الواضح, وعند الاعتراض على هذا الاسلوب كانت العقوبة بحرمان الطالبات المعترضات من الاستراحة.‏

إن عرض هكذا حالة ليس من باب التجريح أو التشهير بل من باب الانتباه إلى قضايا قد تبدو صغيرة جداً لكنها تترك أثراً عميقاً في النفس يحتاج زمناً طويلاً ربما كي ينسى أو يندمل فالتربية الاجتماعية النفسية في المدارس يجب ألا تخضع للمعايير الخاصة والامزجة.‏

أما الظاهرة الاخرى المثيرة للانتباه والواجب معالجتها من قبل المعنيين اعتياد بعض المعلمات على أن يصطحبن أولادهن إلى قاعة التدريس... وإذا كانت ابنة أو ابن المعلمة بنفس صف الام فإنهم يمارسون تصرفات متعالية على زملائهم, ما يثير الحساسية والاستهجان وبدل من أن يهاب الطالب معلمته القدوة أصبح يهاب ابنها أو ابنتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية