|
منوعات فالسيد رافي مادايان ابن الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني (جورج حاوي) يطالعنا من حين لاخر بمواقف متناقضة, وفق اتجاهات المؤشر العام لبورصة الاتجار السياسي المتفشية اليوم في لبنان. فحين اعلن انتفاضته المشهودة على قوى 14 شباط متهماً اياها بكل وضوح باستغلال دم والده, وبأنها عاملته كشهيد من الدرجة الثانية, معلناً لحظة المساءلة والمحاسبة والانتفاضة على فئة وطبقة سياسية صادرت أحلام اللبنانيين وباعت واشترت على حساب دماء الشهداء فيه, حين أعلن ذلك وجد فيها الكثيرون, محاولة لعودة الرشد, خصوصاً بعد أن لمس ارتياحاً من قوى 14 شباط لغياب والده المفجع, ليرتاحوا من صراحته, واعتقدوا أنه عاد الى جادة الصواب بعد موسم من الاتهامات العشوائية لأطراف وقوى لبنانية واقليمية. لكن هذه الانتفاضة المشهودة لم تطل كثيراً,بل لم يلبث السيد مادايان أن انقلب عليها, في عودة سريعة للغة الاتهام, والى المواقف المعادية لسورية, وكأنها محاولة تكفير عن صحوة ضميره في لحظة حضرت فيه المساومات وبيع الضمائر. مايهمنا أن نذكره هنا, وأن نذكر الرأي العام اللبناني بالعلاقات الأخوية والرفاقية التي كانت تربطنا بالشهيد تاريخياً, ولاسيما في مجال النضال القومي المشترك ضد العدو الصهيوني, ودعم المقاومة اللبنانية والتي كان للحزب الشيوعي وللراحل شرف المبادرة الى اطلاقها. يبدو أن السيد مادايان نسي أو تناسى عن عمد بأن سورية أدانت منذ اللحظة الأولى جريمة اغتيال الشهيد جورج حاوي وسائر الشهداء اللبنانيين الاخرين وعلى رأسهم الرئيس رفيق الحريري واعتبرت ان العدو الاسرائيلي هو المستفيد الوحيد من هذه الاغتيالات الآثمة. بقي أن نقول أن دخوله في هذا البازار يتناقض مع أخلاق الراحل, ويسيء الى تاريخه النضالي, خصوصاً حين تكون بورصة الاتجار بالدم في لبنان قد وصلت الى هذا الحد من الإسفاف والدونية, وأن تتحول دماء الشهداء الى بورصة للمزايدات والابتزاز السياسي الوضيع...! واسوأ أنواع التجارة... التجارة بدم الأب!! |
|