تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإعلان .. نعيش فيه ونشتمه ? !

ثمَّ إنَّ
الأحد 4/3/2007
أسعد عبود

السيد المدير العام لمؤسسة الاعلان , عفواً .. لاتسرع لقراءة هذه المقالة فهي لاتعني المؤسسة التي تديرها .. لكنها بشكل ما تخدمها دون مقابل .. وأرجو ألا ترتبوا علي رسوماً بحجة أنني أقدم دعاية لمؤسستكم ..

الاعلان بشكل عام بمفهومه الواسع , هو أحد أهم ما يميز النشاطات البشرية عن غير البشرية . كل منا يمارس الاعلان منذ صباحه حتى مسائه .. كل ما تحرص عليه ليظهر كياستك هو إعلان واضح صريح , دفعت العمولة للمؤسسة أم لم تدفعها .. اعترفت بذلك أم لم تعترف . ويحتل الاعلان جزءاً مهماً من الانتصار الكبير الذي حققه الاعلام في الحياة المعاصرة .. فكلاهما - وهما شقيقان - يستفيد , أكثر من يستفيد ,من انتصارات البشرية المذهلة في الاتصالات .‏

ذات مرة حضرت عرضاً لاينسى من عظمته في عالم والت دزني في( أورلندو) بالولايات المتحدة .. واخترت من بين الكثير جولة على تاريخ الاتصالات .. ياللروعة لقد مضينا في رحلة مذهلة بدأت مع الانسان البدائي في كهوفه وانتهت مع الزراعة خارج التربة .. وتزداد الروعة أن الاهتمام في هذا العرض قلما كان حول تطوير الأسلحة .‏

لن يجرفني حديث الذكريات أكثر من ذلك .. وإلى الآن لم أقدم العنوان الذي أتوجه به من خلال هذه الرسالة ! تصوروا أنني أتوجه إلى وزارة الزراعة والاصلاح الزارعي !?‏

أنا أحب هذه الوزارة .. فهي بما فيها - ويا لكثرة ما فيها - تمثل أحد معاقل النشاط الانتاجي العملي كبير الأهمية في سورية .ورغم أنني لم أزر الوزارة الا لمرات قليلة , ثلاث مرات تقريباً خلال السنوات الخمس الماضية , إلا أنني دائماً أجد لي فيها أصدقاء وشيئاً من حظوة .. ودائماً تتوتر اعصابي وأنا أسمع عن خطوط للفساد تمر عبرها مثل غيرها.‏

الان علي أن أربط الخطوط لكم .. ما علاقة رسالة إلى وزارة الزراعة بما أسلفته عن الإعلان ?!‏

وسأقول لكم : منذ بضعة أيام , حادثني أحد أقربائي وطلب مني أن أساعده إن كان لي طريق للحصول على غراس التفاح الجولاني فسألته : هل لديك فكرة عن أصناف التفاح التي تجري مكاثرتها في وزارة الزراعة ? ! فقال : لا ..لا.. أنا أريد غراس تفاح جولاني .‏

معلوماتي بحكم علاقتي التاريخية بوزارة الزراعة .. أن الوزارة تقوم بصورة مستمرة بمكاثرة وتطوير سلالات من كافة الاشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية .. وتقدمها للمزارعين بأسعار اقتصادية .. وانطباعي كإعلامي من استقصاء آراء كثيرة .. أن كل الغراس والبذار التي تؤخذ عن طريق الدولة - وزارة الزراعة- أفضل بكثير من الذي يأتي من مصادر أخرى .. بل أكثر من ذلك ان ما يرد من مصادر أخرى قد يعرض مستخدميه لكارثة بعد الزراعة .. وقد جرب كثيرون ونقلوا هذه المعلومة .. طبعاً هذا لايعني أن لا إشكال في غراس وبذار توزعه الدولة لكنه يعني تماماً :‏

1- تجد لديها مالا تجده لدى غيرها .. من أصناف وسلالات محدثة مطورة ...‏

2- تجد لديها سلامة في الغراس والبذار لاتجده لدى غيرها ..‏

والأهم من ذلك كله أن لديها مالايعرف به الكثيرون ممن يحتاجونه .. وهذا يعود بصورة رئيسية لافتقاد الوزارة تماماً للدعاية والإعلان عن جديدها وتوفره وأسعاره وأماكن وجوده ..?!‏

يضاف إلى ذلك البيروقراطية والروتين الذي يجعل المزارع يهرب من التعامل مع مراكز الوزارة ويغامر مع غراس وبذار لايعرف مصدرها .. ويدفع أكثر فقط من أجل السهولة ..?!‏

وعلى صعيد التفاح مثلاً لدي انطباع أن لدى الوزارة أصنافاً جديدة مطورة ومتميزة من التفاح والتفاحيات وقد يكون لديها الصنف نفسه الجولاني .. لكن .. لاأحد يعلم وأكثر ما أخشاه أن تكون الوزارة لاتريد لأحد أن يعلم ?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية