|
دمشق لينتج عنها مخرجات إصلاحية وضعت الاقتصاد في بداية الطريق الذي يضمن له الاستمرار في ظل الشروط الجديدةالتي تفرضها المتغيرات العالمية بجوانبها السلبية والإيجابية ، حيث تحول العالم في عصر العولمة والشركات المتعددة الجنسية إلى سوق واحدة تنتقل فيها رؤوس الأموال والمنتجات والخدمات بحرية وسهولة كبيرتين. ويرى مدير الإفصاح في هيئة الأوراق المالية مصعب موسى أنه من بين مختلف مكونات الاقتصاد السوري كان القطاع المالي من أبرز القطاعات التي انعكست عليها آثار الإصلاح بوضوح . حيث كانت البداية بإصدار حزمة التشريعات المنظمة كخطوةأولى منطقية لخلق البيئة القانونية المحفزة في مرحلة التحول لكافة فروع هذا القطاع من تأمين ومصارف وصيرفة وأخيراً جاءت التشريعات التي اختصت بالسوق المالية ومتطلباتها التي لم يعد يخفى على أحد أهميتها الحيوية في عملية تجميع رؤوس الأموال وفي عمليات الادخار والاستثمار التي تعد محور دفع عملية التنمية المنشودة . وأضاف موسى في بحث قدمه لنيل درجة الماجستير من جامعة دمشق بعنوان تسويق الإصدارات االأولية بأن السوق المالية تميزت بتغيبها التام عن الساحة الاقتصادية لفترة طويلة من قيادة الاقتصاد المركزي لعمليات التنمية ، على العكس من باقي مكونات القطاع المالي التي كان لها ملامــــح ولو بســـيطة ساعدت على انطلاقتها بقوة فيما بعد . ومن هنا نجد أن هذه التجربة ما زالت في بداياتها الأولى وخصوصاً فيما يخص السوق الثانوية (البورصة) ، أما فيما يتعلق بالسوق الأولية فإن التجربة قد قطعت شوطاً جيداً لوجود العديد من الشركات المساهمة التي استمرت لما يقارب خمسة عقود بين مد وجزر الأنظمة والسياسات الحكومية وبين تطور الوعي الاستثماري لدى المواطنين. وفي خضم التطورات الدولية والمحلية ، تجد الشركات السورية نفسها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتوسع لتجنب المنافسة ولاكتساب مزايا تحرير الأسواق والحصول على مستويات تمويل تتعدى إمكانات مصادر التمويل التقليدية وذلك تلافياً للآثار السلبية الناتجة عن عدم قدرتها على جذب هذا التمويل . وهذا ما ينطوي عليه استخدام الإصدار العام الأولي كواحدة من أهم طرق التمويل في الشركات المساهمة والذي يعد الخطوة الأساسية والرافد الأهم للسوق الثانوية ، إضافة إلى وجود مزايا تتعلق بالمستثمر والشركة بآن واحد ، حيث تساهم في توظيف مدخرات المستثمرين مع كونها وسيلة تمويل بديلة عن المصارف تتميز بانخفاض تكلفتها . وبرأي موسى بأنه انطلاقاً من أهمية الشركات المساهمة في تجميع رؤوس الأموال وتوجيهها إلى الاستثمارات الضخمة التي تتطلبها التنمية ، فإنه لا بد لها من أن تعمل على إنجاح عملية الاكتتاب العام على إصداراتها الأولية للحصول على التمويل اللازم لدعم مشاريعها . إلا أن عدم إقبال الجمهورعلى الاكتتاب من شأنه إعاقة استثمارات الشركة وخططها للتطور ، وهنا تظهر مشكلة البحث من خلال الإجابة على الإشكالية التالية : ما العوامل التي تؤثر على إقبال الجمهور على الاكتتاب في الإصدارات العامة الأولية في سورية ، وكيف يمكن للشركة أن توظف هذه المتغيرات لتؤثر في قرار المستثمر ولتغطية ما تطرحه من أوراق مالية. لذلك أوصى البحث بضرورة نشر التوعية حول أهمية الشركات المساهمة والاستثمار فيها عبر الاكتتاب بالإصدارات وذلك من خلال : - التركيز على الحملات التوعوية التي تستهدف المستثمرين والجمهور حول أهمية الاستثمار في الشركات المساهمة وأسس اتخاذ القرار الاستثماري ومقارنة هذا النوع من الاستثمار مع غيره من الاستثمارات الأخرى المتاحة . -التركيز على نشر التوعية لدى مجتمع الأعمال بما فيها كوادر الشركات المساهمة نفسها حول فاعلية استخدام الإصدارات الأولية كوسيلة من وسائل التمويل ، وكذلك مدى أهميةالسوق المالي للشركات . - تفعيل التنسيق ما بين وسائل الإعلام والجهات الرقابية والشركات لتأخذ دورها كاملاً في نشر هذه الثقافة الحديثةنسبياً لدى الجمهور . كما أوصى بتوفير الظروف المناسبة لتأسيس مصارف الاستثمار الأمر الذي من شأنه تطوير آليات الإصدار العام للأوراق المالية وخاصة بعد صدور المرسوم رقم /56/ لعام 2010 الناظم لعملية تأسيسها حيث إن حجم الشركات المساهمة حالياً والسوق المالية بشكل عام لا تلبي المتطلبات الاقتصادية لتأسيس أي من هذه المصارف. وتطوير سوق الإصدارات الحكوميةليشمل كافة شرائح المجتمع لتحقيق فاعلية استخدام الأوراق الحكومية كأداة من أدوات السياسة المالية في البلد . وتوفير البيئة المحفزة لتأسيس الشركات المساهمة العامة وكذلك لتحويل الشركات الفردية والعائلية لشركات مساهمة وذلك من خلال تسهيل إجراءات التأسيس وتوحيد الجهة الرقابية المسؤولة عن الشركات المساهمةالعامة الأمر الذي من شأنه زيادة فاعلية الإجراءات الرقابية.ومناقشة الإجراءات التحفيزية لذلك ضمن خطط الدولة وتوجهاتهاالاقتصادية . بالنسبة للجهات الرقابية (هيئة الأوراق المالية) ضرورة اعتماد الآليات الحديثة في إصدارالأوراق المالية : وتسهيل اعتماد الشركات لخطط تمويل طويلة الأجل عبر الإصدارات العامة. واعتماد طرق التسعير الحديثة للإصدارات الأمر الذي من شأنه إلغاء الجدل الدائم حول القيمة العادلة للأوراق المالية الجديدة . أضف إلى ذلك تشجيع عمليات التخصيص التي تراعي القاعدة العريضة من صغار المساهمين ما يؤدي إلى تحقيق أهداف الشركات المساهمة في توزيع الثروة ودفع عمليات التنمية ويترتب على مدير الإصدار : - استخدام الأساليب التسويقية الحديثة في الإصدارات العامة الأولية وخاصة اللقاءات التسويقيةالتي تستهدف كبار المستثمرين وبالتالي تساهم في تصريف الإصدار. -الحملات الترويجية التي تستهدف الجمهور من خلال اللقاءات والندوات وخاصة ًفي المحافظات الأخرى خارج المحافظات الرئيسية للاستفادة من الفوائض المالية الموجودة فيها وللإسهام في نشر هذه المفاهيم الجديدة في هذه المناطق. والتركيز على تقديم المشورة والنصح للجهة المصدرة فيما يتعلق بتوقيت الإصدار في الظروف المناسبة لتحقيق أهداف الإصدار . والتركيز على شمولية معلومات نشرة الإصدار لتحقيق الإفصاح الأمثل في محتوياتها إضافة إلى استخدام التصاميم الجاذبة والسهلة الفهم في مكوناتها المختلفة . تفعيل نشاط الاستشارات المالية من خلال مؤسسات ومكاتب متخصصة مستقلة تقوم بنشر المعلومات الضرورية حول الإصدارات وتقييمها ومتابعتهابطرق علمية وحيادية . |
|