|
واشنطن وأكد أوباما في كلمة أمام مؤتمر اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية/إيباك/أمس إن قوة إسرائيل وأمنها يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة مشيرا إلى أن بلاده اعترفت بإسرائيل بعد دقائق من إنشائها ولديها التزام ببقائها واستمرارها كدولة قوية وآمنة للشعب اليهودي. وأشار أوباما إلى أن الولايات المتحدة زادت التعاون العسكري مع إسرائيل على مستويات لم يسبق لها مثيل كما سخرت آخر مستجدات التكنولوجيا لديها لتكون متاحة بأيدي حلفائها الإسرائيليين وزادت التمويل والمساعدات لإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة لتبقى متفوقة عسكريا كما ونوعا. واعتبر أوباما أن الاتفاق الأخير بين فتح وحماس يضع عراقيل كثيرة أمام عملية السلام لافتا إلى أن بلاده ستواصل مطالبة حماس بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف والالتزام بكل الاتفاقيات السابقة. وأضاف أوباما إن هناك حقائق لابد من مواجهتها للإسراع في إنجاز عملية السلام دون مماطلة فأعداد الفلسطينيين بازدياد وهذا يعيد تشكيل الوقائع الديموغرافية لكل من إسرائيل والمناطق الفلسطينية كما أن التقنية ستجعل من الصعب على إسرائيل أن تدافع عن نفسها وهناك جيل جديد من العرب يعيد تشكيل المنطقة وبالتالي صياغة سلام عادل ودائم سيجعل الملايين من العرب يرون أن السلام من الممكن أن يبقى قائما. وأكد أوباما إن أي تصويت بالأمم المتحدة لن يخلق دولة فلسطينية مستقلة لأن الولايات المتحدة ستقف ضد الجهود التي تسعى لعزل إسرائيل في الأمم المتحدة أو في أي محفل دولي آخر. ولفت أوباما إلى أن المفاوضات يجب أن تؤدي إلى قيام دولتين والحدود بين إسرائيل وفلسطين يجب أن تكون قائمة على حدود 1967 مع تبادلات للأراضي متفق عليها بين الطرفين أي ان الحدود الجديدة تختلف عن الحدود عام 1967. واشترط أوباما أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح لافتا إلى أن لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها ضد أي تهديد. في غضون ذلك تباينت الصحف الاسرائيلية الصادرة أمس في تقييمها للقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما و بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية فبعضها ضخم في تقديراته للخلافات بين ادارة اوباما والحكومة الاسرائيلية حول القضايا المتعلقة بالعودة الى حدود عام 1967 متجاهلة اعلان الرئيس اوباما التزام الولايات المتحدة الذي لا يتزعزع بأمن اسرائيل ودعمه لمواقف نتنياهو الرافضة لطرح مسألة الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة اضافة للقضايا التفصيلية المرتبطة بالمفاوضات والاستيطان وتبادل الاراضي وغيرها فيما ذهبت أخرى الى تحميل نتنياهو مسؤولية التوتر في علاقات الجانبين منتقدة طريقة تخاطب نتنياهو ورفضه لبعض طروحات ومقترحات اوباما. فصحيفة يديعوت احرنوت التي اعتبرت حالة التوتر التي بدت على وجهي اوباما ونتنياهو بعد لقائهما لعبة مقصودة من الرجلين لم تخف محاور الخلاف مناقضة في سياق تحليلها للمباحثات ما استنتجته بقولها ان اوباما ونتنياهو على حد سواء يعرفان كيف يدهنا العسل على التوتر عندما كان هذا مهما لهما ولكن في هذا اللقاء كانت لهما مصلحة في اظهار التوتر. اما صحيفة هارتس فاختلفت في تقييمها عن يديعوت ورأت ان اللقاء بين الرجلين لم ينجح في أن يبني جسرا من التوافق بين اسرائيل والولايات المتحدة لدرجة انه من الصعب القول: اي الخلافات أكبر تلك التي بين اسرائيل والفلسطينيين ام بين اسرائيل والولايات المتحدة معتبرة ان قرار نتنياهو السير باسرائيل في مسار الصدام مع اوباما لا يؤدي فقط الى طريق مسدود بل من شأنه ان يحرمها من السور الواقي الوحيد المتبقي لها والتضحية بمستقبلها. من جهتها رأت صحيفة اسرائيل اليوم ان اميركا ستستعمل الفيتو لمعارضة اعلان دولة فلسطينية من طرف واحد في ايلول لكن يجب على الاسرائيليين الا يتوقعوا من الادارة الامريكية أكثر من ذلك. |
|