|
شباب .فهل من الضروري وجود أشخاص حزينين على الضفة الأخرى من النهر حين نكون سعداء؟ولكن حين تُبنى سعادتنا على تعاسة الآخرين وحزنهم هل هذا هو حق مشروع أم إنه قدر محتوم؟ هل هو قانون للطبيعة أم إنه تمرد على الإنسانية؟. في هذا الريبورتاج إجابات عن تلك الأسئلة: البقاء للأقوى بحسب أرام العوكي (17 سنة)) طالب
ثانوي فإن السعادة التي يبنيها (البعض) وليس الجميع تكون على حساب الأشخاص الأبرياء في هذا المجتمع وهناك جواب مقنع لهذا وهو الأنانية التي يكتسبها هؤلاء الأشخاص وعدم اكتراثهم بما يحل ببعض الناس المتضررين من سعادتهم ولكن بعض الأشخاص الخيّرين يمكنهم أن يكونوا سعداء من غير أن يؤذوا أو يلحقوا الضرر بأحد ونسبتهم قليلة جدا، وأريد أن أقول شيئا مهما: في الغابة القوي يأكل الضعيف, ويجب علينا أن نكون أقوياء لكي نصمد ونبقى في هذه الحياة,: فالحياة لها طريق واحد ومسار واحد وهي نظرية ((البقاء للأقوى)). معانٍ سامية للتضحية أسامة العلي ((28سنة)) مدير معهد لغات يرى أن سعادة الشخص لا تتوقف بالضرورة دائماً على تعاسة أو حزن أناس آخرين، إذ ربما ما يصطلح عليه شقاء أو تعاسة هو ليس كذلك بنظر من يضحي أو يعطي بل هو شيء طبيعي وفي بعض الأحيان مصدر سعادة له فنرى الأب يتملكه شعور من الراحة والغبطة عندما يرى ابتسامة على محيا ابنه رسمها كد والده وتعبه أوقاتاً طويلة ليؤمن له مستلزماً ما من مستلزمات الحياة أو ذاك الشعور الرائع للمعلم الذي أمضى حولا كاملا من الجد والتفاني ليرى لذة النجاح في عيون تلاميذه أو صبر الزوجة المخلصة وعذاباتها في ليليها الطويل وحيدة بانتظار شريك عمرها من سفر بعيد ليأتي محملا بالبشرى لأولاد يحلمون بسعادة دفع ثمنها أم صابرة و والد كادح في الغربة لينقلب إحساس الشقاء والتعاسة لدى الوالدين بالفرح عندما يجدونه في عيون الأولاد. الغاية تبرر الوسيلة نجدت قاسم (36 سنة) محامٍ يقول: أحب أن أبدأ موضوعي من نافذة فكرية فالبراغماتية تبرر هذا القول بأن الشيء جيد وصالح إذا كان نافعاً, وهو سيئ إذا كان ضاراً. يعني لا ضير إذا كانت فائدتك من تعاسة الآخرين والسؤال هنا هو من يقرر الفائدة والضرر إنه الشخص المعني معتمداً على معاييره الخاصة كأداة لتقييم الأعمال والأشياء, ومن ثم يفقد الشيء خصائصه الموضوعية, " مثلاً الحق يصبح نسبياً, حسب الشخص المتعامل معه, وليس حالة تحددها عوامل موضوعية", ويصبح عرضة لثقافة ومزاج ومصالح ونوعية قيم الشخص ذاته! ويبرر ميكيافلي هذا القول (الغاية تبرر الوسيلة) بنفس الطريقة حيث يقول (التبرير في الواقع المنحرف للأكثرية من الناس إلى اللاعدل واللاأخلاق) وأيضا إذا أخذنا في الحسبان الصدمات الحضارية التي أصابت الإنسان والضعف الاجتماعي الذي أصابه بسبب ثورة الاتصالات فأصبح الإنسان قليل الخبرة بشعور الغير والخوف من الخسارة. كل هذه الأسباب بررت لضعفاء الشعور الإنساني وهم صراحة أكثرية, بأنهم يستطيعون بناء سعادتهم على حساب تعاسة الآخرين ولكن مازال هناك وجدانيون يخالفون هذا القول وأنا من الميالين لهم وأصحاب هذا المبدأ في الحياة يسعون لتدمير المشاعر الإنسانية والأخلاقية للبشر فالإنسان يجب أن يبني سعادته من سعادة الآخرين ويكون متضامنا لرفع التعاسة عن الآخرين وهذا هو الإنسان. أنانية جوان حزام (31 سنة) صحفي يقول: السعادة التي تبنى على تعاسة الآخرين ليست سعادة بالمطلق وإن كان هناك أناس يستخدمون هذه الطريقة فبرأيي هذه أنانية، ومن الممكن أن هناك من يعتبر أن سعادته هي في الأنانية التي يميز ويفضل بها نفسه على الآخرين، لذلك لا يمكن أن نبني سعادتنا على شقاء وحزن الآخرين الآن ،السعادة شعور داخلي يبعث إحساس ،بالرضا والأمان والاطمئنان وحب الجميع، ويجب أن يكون هناك دائما إحساس للشعور بشعور الآخرين ومحاولة الابتعاد عن كل ما يمكن أن يسبب الضجر والحزن لهم، وعدم محاولة استغلالهم لتحقيق السعادة. هي العطاء وأكمل الصحافي جوان حزام بأنه يجب أن تكون هناك قناعة ورضى من قبل الشخص الذي يبحث عن السعادة، ولابد من الابتعاد عن السعادة المؤقتة القصيرة التي يخلفها الم وعذاب له وللآخرين في محيطه الذي يعيش فيه، فالسعادة الحقيقية هي في إدخال الفرحة والراحة إلى قلوب من حولنا، فأنا حين أقدم مساعدة لشخص ما أكون في قمة السعادة والراحة وليس العكس لأنني استطعت أن أقدم خدمة لهذا الشخص ودون أي مقابل فالشعور لا يوصف، في النهاية السعادة وإدخال الفرحة لحياة الغير هي في تحقيق توازن منطقي وايجابي بالتحديد بين علاقة الإنسان بنفسه أولا و علاقته مع المحيط الذي يعيش بداخله من جهة أخرى، والتعاسة تتسرب إلى الفرد من خلال اضطراب العلاقة بين الفرد ونفسه وبينها وبين المحيط الذي يعيش فيه. |
|