|
شباب سؤالٌ يتعرض له الكثير من الشباب، وعليهم أن يجدوا جواباً لنموذجٍ حقيقيٍّ يمثل قدوتهم، ويعبر عن طموحاتهم، و باعتبار أن شخصية الانسان مجموعة تراكمات، أحداث، ومواقف، وتنشئته منذ الطفولة تتأثر بعوامل وأشخاص يمرون في حياته يتأثر بهم سلباً أو إيجاباً بأفكار ومفاهيم من الممكن أن تشكل عند بعض الشباب محطةً مهمةً في حياتهم، وتخلق صورةً لحياةٍ أو مستقبل، يختاروه قدوةً في الإيديولوجية والسلوك هي التي تضع انعكاساً للمستقبل وفق ضوابطَ محددةً تختلف باختلاف طريقة تفكير الشاب وأخلاقياته والهدف منها الوصول إلى ماحققه صاحبها.... ...ولكن بالمقابل الكثير من الشباب يحاولون تقليد أشخاص، والتقرب من تصرفاتهم البعيدة عن أخلاقيات المجتمع، و التقاليد التي تربوا عليها مما يعكس مفهوم القدوة سلباً عليهم فيصبحون عبارةً عن مقلدين، لايعبرون عن أنفسهم. هذه النقاط قادتنا لنسأل أنفسنا نحن الشباب عن قدوتنا في الحياة، وعن حاجتنا لها لنجد وعياً كافياً لما يراه الشباب ويسمعوه، وقدرة على التمييز بين التأثر بقدوة حقيقية وبين التقليد الأعمى .الأفضل أن يكون الشاب قدوة نفسه، ولايضع سقفاً لطموحاته.. هديل سلوم 20 سنة: أنا لم ألتق حتى الآن بشخص يمكن أن يكون قدوة في حياتي،فالتقيت بأشخاص أعطوني أفكاراً ومفاهيم أثرت في شخصيتي واستفدت منهم في مجالات متعددة، وعملوا على تغذية أفكاري وتنميتها، ولكن برأيي أنه من غير المهم للشاب أن يأخذ غيره كقدوة فمن الممكن أن يكون هو قدوة نفسه، عن طريق تجاربه، والخبرات التي اكتسبها خلال حياته، فيأخذ كل مايعود عليه بالنفع والفائدة من الأشخاص الذين يقابلهم ويصقلها جميعها لتشكل شخصيته المستقلة، وهو بالنتيجة ينجح في حياته ومن الممكن أن يكون قدوة لغيره. وعندما الشاب يأخذ شخصاً معيناً قدوة له، ويفشل هذا الشخص في مرحلة معينة، فسينعكس بشكل سلبي عليه ويمكن أن تتحطم شخصيته وتمحى بمجرد ذهاب هذه القدوة. فالأصح أن يأخذ الانسان الصفات الإيجابية من كل شخص وينمي من خلالها شخصيته ، فالقدوة برأيي تضع لي سقفاً محدداً أتوقف عنده بمجرد أني وصلت لمرتبة هذا الشخص القدوة، ومن المحتمل أن يكون لدي قدرات وطاقات تفوق هذا السقف أو الحد الذي وضعته لنفسي، وبالنتيجة أكون حَجّمت طاقاتي، وقولبتها على شخص يمكن أن أصبح أفضل منه، فعلينا أن نعمل على تنمية شخصيتنا من خلال علاقاتنا وخبراتنا المكتسبة من الآخرين. تجارب وخبرات حكمت الحبال، طالبة في كلية الاعلام: الكثيرون يسألوني عن قدوتي في الحياة، ولكن لاأعتبر أن لدي قدوة في حياتي ففكرت كثيراً في قدوة حقيقية، وعدت إلى رموز قديمة بالتاريخ اتخذوها كقدوة ولكني لم أستطع أن أسمي واحدة أحتذي بها، فلدي شخصيتي المستقلة التي أطورها من خلال أشخاص قابلتهم واحترمت أفكارهم،وفعلاً أثروا بي، وبتكوين شخصيتي لكن لم يصلوا لمرحلة أن أعتبرهم قدوة، فالقدوة شيء كبير وواسع، وأنا لا أريد أن أفرض على نفسي مثالاً أو قدوة، أطمح أن أكون مثلها. ومن غير الضروري وجود قدوة في حياة كل شخص، لاسيما إذا كانت شخصيته قوية، ولديه قدرات حينها هو بحاجة إلى تشجيع فقط، وعند سؤالها عن إتخاذ الفتيات بعض النجمات كقدوة لهن، أجابت: بالنسبة لي لا أتخذهن كقدوة أو أقلدهن في هذا المجال، أعتقد أنه على الشباب ألا يقلدوا غيرهم بالأمور السطحية بل يأخذوا مايناسبهم ويحسنون اختيار قدوتهم إن أرادوا بتمعن، وذلك للحفاظ على هويتنا. التميز ضياء حسن 27سنة، موظف: لايمكننا أن نعمم شخصية القدوة أو نتقمص شخصية المقتدى به، لأنه مختلف باختلاف المجالات، فكل مجال له قدوته، وكل إنسان متميز يشكل قدوة في مجاله، أنا على سبيل المثال أقتدي بخطوات والدي، فقد أثر بي منذ صغري، وأخذت منه الكثير من الصفات وهذا أعتبره شيئاً إيجابياً، كما انه من الطبيعي أن يكون لي قدوة في عملي وهو مديري، عندما تكون تصرفاته وسلوكياته صحيحة، فهو قدوتي، فآخذ مايناسبني منه، وما يتفق مع شخصيتي، ومع هدفي دون أن يؤثر على شخصيتي المستقلة، وعندما نريد اختيار القدوة يجب أن يكون شخصاً متميزاً في مجاله أياً كان..إن بعض الشباب يأخذون فناناً أو لاعب كرة قدم مثالاً وقدوة لهم فيتبعونه، ويقلدونه في كل الأمور، وهذا خطأ لأنه لايمثل نفسه، ولا يعبر عن شخصيته. للسير نحـو مستقبلٍ واعــــد دعاء المحمد، طالبة بكالوريا: منذ صغري، وانا متأثرة بشكل كبير بوالدتي التي أعتبرها قدوة لي في حياتي، تعلمت منها الكثير، وهي التي تقدم لي الدعم والأفكار البناءة لتساعدني في تكوين شخصيتي حتى أصل إلى هدفي، وحتى أكون شابة فاعلة، أسير في الخط الصحيح، ومن ثم أساتذتي، فهم جميعاً أشخاص لديهم الخبرة، وعلى دراية بالامور الحياتية، وانا أتعلم منهم كيف أستفيد من دراستي في الحياة العملية، وأحاول دائماً ان أسير على نهجهم. وأضافت المرشدة الاجتماعية والنفسية يسرا محمود عند سؤالنا لها عن الموضوع نفسه: من الطبيعي أن الفرد يسعى دائماً لتحقيق المكانة الاجتماعية وتقبل الآخرين له، وفي سعيه هذا يستخدم كل مايملك من مقدرات وكفاءات وماتوفر له البيئة من عوامل تحفزه وتساعده، وأهم هذه العوامل هي محاكاة الناجحين والمتميزين والاقتداء بهم، ومن البديهي أن يقتدي الفرد بمن سبقه في طريقة النجاح. وتختلف القدوة أو المثل الاعلى في حياة كل فرد حسب اختلاف الثقافات والانماط الإجتماعية والمعتقدات وغيرها.. يمكن أن تكون القدوة مفكراً في مجال انساني أو مبدعاً في احدى مجالات الاداب أو الفنون او حتى رياضياً لامعاً. وفي نهاية الأمر القدوة نموذج نرغب في محاكاته، وممكن أن يحقق الفرد مايفوق نجاح قدوته او قد يفشل في محاذاتها، ولكن هي عامل مساعد في الحياة..وقد تكون اقوى محفز للنجاح. |
|