تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما ذنبهم إن تجاوزوا الثلاثين؟

شباب
23 / 5 / 2011
غانم محمد

يعتقد البعض أن سقف الوضوح قد ارتفع قليلاً في حواراتنا المختلفة، ويعتقد آخرون أن الوقت أصبح مناسباً للحديث بشفافية حول كل شيء وينسى الجميع أن هذا الأمر متاح منذ زمن بعيد

وأن السيد الرئيس بشار الأسد هو من طرح شعار الشفافية منذ خطاب القسم الأول أي منذ اليوم الأول لتولّيه مسؤولية رئاسة الجمهورية وكان يطالبنا على الدوام كمواطنين أن نكون إيجابيين وأن نكون فاعلين في هذا الوطن وأن نسمّي الأشياء بمسمياتها...‏‏

السيد الرئيس ومن خلال لقاءاته مع مختلف أطياف السوريين ومن مختلف المحافظات وكما قال من كان له‏

شرف لقاء السيد رئيس الجمهورية أكد على هذا الأمر وكان على الدوام يعتبر المواطن هو بوصلة الحكومة والقيادة وعلى هذا الأساس فإن الطرح – أياً كان – هناك من سيسمعه ويتفاعل معه...‏‏

لدينا في طرطوس تجربة أراها جيدة متمثلة بمكتب المتابعة في محافظة طرطوس فكلّ شكوى أو طلب يُقدّم إلى ديوان المحافظة سيكون عليه ردّ خلال فترة قصيرة سواء أكان الردّ سلبياً أم إيجابياً معللاً بأسباب الرفض أو القبول وهذه حالة جيدة من الحوار بين المواطن والمسؤول فإن عُممت هذه التجربة على مستوى الوزارات يمكن اختصار المسافة التي اعتدناها كبيرة بين المواطن والسادة الوزراء وحسب ما نتابع فإن هذا ما سيكون خلال الفترة القادمة..‏‏

لا ينكر أحد أهمية التوجهات الحكومية الحالية نحو استيعاب الخريجين الجامعيين وزجّهم في ساحة العمل محققة مردوداً طيباً على طرفي المعادلة (الدولة والمواطن) ولكن هناك ما يعكّر صفو هذه التوجهات كشرط العمر الذي توقف عند الثلاثين سنة وكأن الذين تجاوزوا سنّ الثلاثين من العمر رفضوا الوظيفة مرّات ومرّات فحُرموا من حقّهم بالتقدّم للوظائف المعلن عنها!‏‏

لم نكن لنطرح هذا الأمر في هذا الوقت بالذات لولا أن الأسئلة حاصرتنا والاستفسارات لاحقتنا وأمانة المهنة فرضت علينا نقل هذا الواقع ووضعه على طاولة أصحاب القرار علّهم يعيدون النظر بهذا الموضوع الذي يحمل معه الكثير من الظلم للخريجين الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم دون أن يجدوا فرصة عمل!‏‏

من يحمل إجازة جامعية في أي اختصاص لماذا يكون مضطراً للخضوع إلى اختباري اللغة والمعلوماتية كشرط للتقدّم لأي مسابقة تعيين؟‏‏

لا نطرح هذا السؤال لولا علمنا بـ (هشاشة) هذين الاختبارين وشكليتهما، ولولا علمنا بأن الأمية في مجال الحاسوب لم تعد متفشيّة وخاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد، وإذا كان لا بد من هذا الأمر فلماذا لا يكون ذلك ضمن مقررات السنة الأخيرة في الجامعة؟‏‏

وصلتنا أكثر من شكوى تطالب بإلغاء هذين الشرطين عند التقدم لشغر الوظائف الحكومية واعتبار كل خريج جامعي متحرراً من الأمية في مجال الحاسوب واللغة الأجنبية...‏‏

هذه مسألة، أما الأخرى فتتعلق بالعمر، فهل يُعقل أن يكون هناك سن يأس وظيفي؟‏‏

في أكثر من تصريح رسمي وعلى لسان أكثر من معني فإن شرط العمر (ألا يتجاوز صاحب طالب العمل الثلاثين من عمره عند تقديم الطلب) مازال ساري المفعول مستنداً إلى البند الأول من المادة السابعة من القانون الأساسي للعاملين في الدولة لعام 2004 وفي هذا كما قلنا إجحاف كبير لأن هذا الذي تجاوز الثلاثين من عمره دون وظيفة لم يكن الأمر بيده وبالتالي فإنه من الإنصاف إلغاء هذا الشرط أو رفع سقفه قليلاً..‏‏

التخرّج من الجامعة يكون عند عمر الـ 23 أو 24 سنة، ومن ثم هناك خدمة العلم بالنسبة للذكور أي أن العمر وصل بهم إلى 26 أو 27 سنة، ولنكن موضوعيين فإن الفترة الماضية كانت (عجاف) وخاصة على الخريجين حيث لم يجد الكثيرون منهم فرصة عمل، والآن مع التوجيهات الجديدة والحكيمة من السيد الرئيس بشار الأسد للحكومة الجديدة بضرورة العمل على استيعاب العدد الأكبر من خريجي الجامعات والمعاهد المتوسطة فإن كثيرين ممن فاتهم قطار الثلاثين يندبون حظّهم لأن هذه المكرمة لن تشملهم فهل سيستمرون بندب حظّهم أم أنّ حكومتنا الموقرة ستنجح بإيجاد مخرج لهذا الأمر وترفع شرط العمر إلى (35) سنة خلال الخطة الخمسية الحالية (الحادية عشرة) بحيث تستوعب أكبر قدر من الخريجين ثم تعود إلى شرط الثلاثين سنة؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية