تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ولادة صفحة جديدة

باريس
الصفحة الاولى
الأحد 13/7/2008
رئيس التحرير

عند الظهيرة كنا جميعا في المطار بباريس ننتظر الطائرة التي تقل السيد الرئيس بشار الأسد في زيارته المنتظرة لفرنسا... بعد الظهر بقليل حطت الطائرة ووصل السيد الرئيس والسيدة عقيلته... وبدأت احداث يوم في زيارة سيذكر التاريخ مدى أهميتها.

على طول الطريق إلى مكان اقامة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته من وسط باريس, عرفت الشوارع التي اخترقها الموكب وجود العشرات يتجمعون هنا وهناك يقفون ليشاهدوا تقدم الموكب وحركته... وفي شارع فسيح أمام ساحة »الانفاليد« في قلب العاصمة وقف عشرات يحملون الاعلام السورية والفرنسية ويهتفون لسورية والرئيس بشار الأسد... هتافاتهم العربية تجعلك متأكداً أنهم من أبناء الجالية السورية في باريس.‏

اللافت في الحضور كان الجمع الصحفي الكبير الذي جاء من مواقع شتى, يستقرئ الاخبار عن حركة الرئيس بشار الأسد ونشاطاته... لكن معظم المتابعين كانوا يظهرون تفاؤلهم بنجاح القمة... وهو تفاؤل مبني على معطيات وليس مجرد موقف ايجابي.‏

قبل الاتجاه الى الاليزيه, التقى الرئيس الأسد مع الأمير حمد بن خليفة آل ثاني... وكان ذلك النشاط الاول للسيد الرئيس غير المعلن عنه... وقد فاجأ كثيراً من الصحفيين, ثم إلى الإليزيه.‏

هناك تعددت الكاميرات وسواعدها الطويلة والقصيرة وكثر الصحفيون مما جعل المراسم الفرنسية داخل الاليزيه تمد أكثر من مرة حاجز الفصل بين الصحافة وميدان المراسم... ثم تتالت فقرات البرنامج بدقة مشهود لها في آلية عمل الاليزيه.‏

اجتماع الرئيسين الأسد وساركوزي محدد له ساعة كاملة يليه قمة رباعية يشارك فيها اضافة الى الرئيسين كل من الرئيس العماد ميشال سليمان والامير حمد بن خليفة آل ثاني.‏

الجمع الكبير من الصحفيين داخل القاعة الخاصة الجميلة المعدة لهم امتلأت بهم المقاعد بانتظار المؤتمر الصحفي للقادة الاربعة... لكن ... قبل ذلك جاءنا البيان المشترك لقمة الأسد ساركوزي صفحة واحدة بثلاث لغات... كان لها وقع مدهش للجميع... حتى الذين شككوا بنجاح الزيارة من صحفيين واعلاميين.‏

لقد كان الانطباع في هذا الجمع الاعلامي غير العادي أن الصفحة الجديدة بين سورية وفرنسا قد بدأت.. وسيكون من الصعب إن لم نقل من المستحيل العودة الى الوراء.‏

ثم... وبعد أن أعطى البيان المشترك للجمع الإعلامي فرصة تقديم الاخبار السريعة للوكالات والفضائيات والصحف والاذاعات.. أطل القادة الاربعة... وبدؤوا بياناتهم.‏

الرئيس ساركوزي كان واضحاً عليه شعوره بالنجاح.. تحدث طويلاً نسبياً عن لقاءات بالقادة الاربعة... وخص حديثه عن لقائه بالأسد بزمن أطول... وكان مجتهداً في الدقة والوضوح فكان له ذلك.‏

ثم تحدث الامير حمد على طريقته في الصراحة التي اعطت للشقيقة قطر فعلها الذي إن لم يكن يتناسب مع حجمها كدولة فهو متناسب مع وضوح مواقفها وجرأتها.‏

الرئيس سليمان أعدّ مايريد قوله وكان صريحاً بدبلوماسية جميلة..‏

أما الرئيس بشار الأسد فلعله كان المنتظر... فهو بطل هذه الجولة... وقد ذكر الرئيس ساركوزي في حديثه أكثر من نقطة ترك للرئيس الأسد أن يوضحها.‏

تحدث الأسد... بهدوء, بوضوح... بتفصيل يناسب الوضع... ولم يهمل أي كلام... فدخل على أمور عديدة حساسة:‏

قضية السلام...‏

العلاقات الديبلوماسية مع لبنان...‏

أوروبا والمتوسط...‏

اسلحة التدمير الشامل ودعوة سورية المستمرة لإزالتها من المنطقة.‏

الملف الايراني.‏

كل شيء... ومالم يوضحه السيد الرئيس في بيانه, أوضحه في أجوبته على أسئلة الصحفيين حيث كان صاحب النصيب الأكبر منها.‏

كنا جميعاً »الصحفيون« في حالة من الرضى عن كل ما يجري ... كانت الحقائق تتلى أمامنا دون ستار...‏

أحسسنا من حديث القادة بالأجواء الصريحة التي سادت اللقاءات ... وخرجنا بجعبٍ مليئة...‏

وكان بحق يوم ذو شأن في حياتنا المهنية... إنها زيارة تاريخية ولحظات تاريخية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية