تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرئيس الأسد : الدور الأميركي في عملية السلام أساسي .. والأوروبي ضروري.. الرئيس ساركوزي: علاقات جديدة وهيكلية استراتيجية.. الشيخ حمد : التقارب السوري الفرنسي يخدم السلام ..الرئيس سليمان: نتطلع لأفضل العلاقات مع سورية

باريس
سانا
الصفحة الاولى
الأحد 13/7/2008
عقدت في قصر الالزيه مساء أمس قمة رباعية بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسمو امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان . وفي ختام القمة عقد الرؤساء الأسد و ساركوزي و سليمان والشيخ حمد مؤتمراً صحفياً مشتركاً اكد الرئيس الأسد خلاله ان عملية السلام من اهم القضايا في الشرق الاوسط مشيرا الى ان هدف الوساطة التركية هو استعادة الثقة بين سورية واسرائيل.

واكد السيد الرئيس ان المطلوب في مرحلة المباحثات المباشرة هو دور الراعي وليس الوسيط والدور الاميركي والاوروبي في عملية السلام كلاهما مكمل للاخر.‏

***‏

الرئيس الأسد: اللقاء الرباعي مهم جداً بمضمونه وتوقيته‏

باريس - سانا:‏

عقدت في قصر الاليزيه مساء أمس قمة رباعية بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسمو امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان .‏

وفي ختام القمة عقد الرؤساء الأسد و ساركوزي و سليمان والشيخ حمد مؤتمراً صحفياً مشتركاً قال الرئيس الأسد خلاله:‏

أشكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدعوته لي اليوم ولدعوته لعقد هذه القمة الرباعية المصغرة المهمة جدا واشكره لانه كان دقيقا في الالتزام الحرفي في كل ما تم الاتفاق عليه في لقاءاتنا اليوم سواء بالنسبة لمضمون اللقاء او بالنسبة لما اتفقنا عليه حول ما سنقوم بالتصريح به في هذا المؤتمر الصحفي.‏

وأضاف الرئيس الأسد .. في الحقيقة سأجمل اللقاءين.. اللقاء الثنائي بيني وبين الرئيس ساركوزي .. ولاحقا مع الوفد السوري والفرنسي.. ومن ثم القمة الرباعية.. تحدثنا في مواضيع مختلفة.. اعتقد بان هذا اللقاء الرباعي هو لقاء مهم جدا بمضمونه وبتوقيته فنحن اليوم في مرحلة نستطيع ان نشبهها اما بطفل صغير ولد فان لم نغذه سوف يموت او بطائرة تقلع فان لم نبق المحركات على اقصى قوتها فسوف تسقط هذه الطائرة ويموت كل من فيها.. هذا هو وضع عملية السلام الان وهذا هو الوضع في لبنان.‏

وقال الرئيس الأسد .. لو بدأنا في موضوع لبنان.. تحدثنا عن ما تم انجازه في المرحلة الماضية خاصة ما بين اتفاق الدوحة واليوم.. وما تم هو مهم جدا برعاية من دولة قطر ومن سمو الأمير شخصيا.. كان انجازا كبيرا ولكنه لا يكفي.. هو بحاجة للمزيد من الدعم.. تم انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة.. الان هناك قانون الانتخاب.. وهناك الانتخابات.. ولاحقا هناك الحوار الوطني بين اللبنانيين لكي نطمئن الى ان التاريخ اللبناني الذي يمتد لقرون وفيه الكثير من الصدامات لن يتكرر في المستقبل اي نوع من الصدام.‏

وأضاف الرئيس الأسد .. ان اتفاق الدوحة وضع لبنان على الطريق الصحيح ونقل لبنان من حافة الحرب الاهلية الى مرحلة يتمكن فيها اللبنانيون من الحوار مع بعضهم بشكل سياسي حول مستقبل بلدهم الذي لهم الحق فقط في ان يحددوا ما هو هذا المستقبل.. وواجبنا نحن وبمبادرة من الرئيس ساركوزي والاخ الأمير حمد بن خليفة آل ثاني وطبعا بوجود الرئيس الاخ العماد ميشال سليمان الذي سيكون له الدور الاساسي في رعاية هذا الحوار.. مهمتنا دعم لبنان بالنسبة لهذه المرحلة سواء المرحلة القريبة التي تمتد من اليوم حتى الانتخابات او المرحلة المتوسطة والبعيدة والتي تأتي مباشرة بعد هذه الانتخابات.‏

وقال الرئيس الأسد .. بالنسبة لموضوع السفارات وقد ذكره الرئيس ساركوزي وسمو الأمير حمد فهذا الموضوع انا اكرره كموقف منذ ثلاث سنوات منذ عام 2005 وتحديدا في شهر اذار موقفنا من حيث المبدأ لا توجد اي مشكلة بفتح سفارات بين سورية ولبنان.. طبعا البعض يفسر هذا الموضوع بانه عدم اعتراف.. اي عدم فتح السفارات عدم اعتراف.. سورية لديها في العالم حوالي خمسين سفارة فقط.. يعني هناك مئة وواحد وثلاثون بلدا لا نعترف بهم سياسيا فهذا الكلام غير منطقي وانما اذا كان هناك رغبة من لبنان بفتح سفارة.. فسورية لا يوجد لديها اي مانع بالقيام بهذا الشيء.. هذا الكلام أكدته في اكثر من مناسبة في لقاءاتي الاخيرة مع الصحافة الفرنسية والاعلام الفرنسي واليوم تحدثنا في هذا الموضوع وقلنا هناك خطوات قانونية طبعا بمبادرة من الرئيس ميشال سليمان ومن الحكومة اللبنانية التي لم تبدأ اتصالاتنا معها بعد.. سنحدد ما هي الخطوات الضرورية والمطلوبة للقيام بمثل هذه الخطوات.‏

وأضاف الرئيس الأسد .. الموضوع الثاني الذي تطرقنا اليه هو موضوع عملية السلام واعتقد انها من اهم القضايا بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط.. اليوم هناك مفاوضات غير مباشرة بين سورية واسرائيل عبر الوسيط التركي.. هدف هذه الوساطة التركية هو اولا.. استعادة الثقة بين الاطراف.. اي سورية واسرائيل وهذه الثقة اليوم غير موجودة بسبب توقف عملية السلام لثماني سنوات والاعتداءات المتكررة على سورية ولبنان من قبل اسرائيل والهدف الثاني هو ايجاد ارضية مشتركة لعملية السلام.. عندما تتأمن هذه الشروط ننتقل في المرحلة الثانية الى المحادثات المباشرة.. فإذا في مرحلة المفاوضات غير المباشرة الدور هو دور وسيط وبالتالي انا اعرف ما تساءل عنه الرئيس ساركوزي حول الدور المطلوب في مرحلة المحادثات المباشرة هو دور راع وليس وسيط في المرحلة المباشرة.. وقلت للرئيس ساركوزي ان الدور الأميركي هو دور اساسي في عملية السلام ولكن الدور الاوروبي هو ضروري جدا.. لا يمكن للدور الأميركي ان يستبدل الدور الاوروبي وتحديدا الان الفرنسي ولا يمكن لاي دور ان يستبدل الدور الأميركي كلاهما مكمل للاخر.. فانا دعوت الرئيس ساركوزي للعب دور مباشر عندما ننتقل للمرحلة الثانية وهي مرحلة المحادثات المباشرة والتي تهيىء في نهايتها للتوصل لاتفاق سلام.. لمست حماسا كبيرا من الرئيس ساركوزي للعب دور في عملية السلام وهو يدعمها الان في مرحلة المفاوضات غير المباشرة وبكل تأكيد سيدعمها في مرحلة المحادثات المباشرة.. اتفقنا على ان يكون هناك تواصل او تنسيق وتعاون بيننا وبين الحكومة الفرنسية حول تفاصيل عملية السلام وعندما ننتقل للمرحلة الثانية تكون الامور جاهزة للعب هذا الدور بشكل مباشر.. طبعا من جانب اخر هناك علاقة بين عملية السلام والموضوع اللبناني في هذا اللقاء لان لبنان ايضا هو طرف في عملية السلام.‏

وأضاف الرئيس الأسد .. بالنسبة للحديث عن موضوع ايران او الملف النووي الايراني بالنسبة لنا لا يمكن ان نحكم على اشياء لا نراها وانا كنت صريحا مع الرئيس ساركوزي حول هذه النقطة وحول كل النقاط الاخرى..‏

نحن اولا نرى الحل سياسيا فقط ولا يمكن ان نفكر باي حل غير سياسي لان تداعياته ستكون خطيرة.. والنقطة الثانية الموقف السوري يقوم على اخلاء منطقة الشرق الاوسط من كل اسلحة الدمار الشامل. وأضاف الرئيس الأسد .. هناك مقترح سوري في مجلس الامن في عام 2003 عندما كانت سورية عضوا مؤقتا فيه لنزع اسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الاوسط.. ولكن لم يتم التصويت على ذلك القرار لاسباب كثيرة لسنا بصدد ذكرها الان.‏

وقال الرئيس الأسد .. طلب منا الرئيس ساركوزي لعب دور في هذا الموضوع.. وعادة يطلب منا رأي.. ولكن في هذه المرة هناك حديث في اتجاه اخر سوف ننقل هذا الموضوع للمسؤولين الايرانيين.. وبحسب معلوماتنا لا يوجد اي مشروع عسكري ولكن نحن ضد اي وجود نووي او اسلحة دمار شامل في منطقة الشرق الاوسط.‏

وأضاف الرئيس الأسد .. مرة اخرى اشكر الرئيس ساركوزي على صراحته في اللقاءات التي تمت وانا كنت معه بنفس المقدار من الصراحة بعيدا عن اي مجاملات او تجميل للامور.. هذه المبادرة مهمة واشكر ايضا اخي سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني على مشاركته اليوم.. واشكر ايضا الرئيس العماد ميشال سليمان وشكرا لكم.‏

***‏

الرئيس الأسد : إذا أعيدت الأراضي المحتلة فمن الطبيعي أن نوقع اتفاقية السلام‏

وردا على سؤال حول المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل قال الرئيس الأسد انه بالنسبة للانتقال من المرحلة الاولى اي المفاوضات غير المباشرة الى المحادثات المباشرة فهذا يعتمد على مدى جدية سورية واسرائيل وحتى الان.. عقدنا ثلاث جولات اخرها كان منذ حوالي ثلاثة ايام في تركيا ونحن الان نبحث مبادىء لم يتم الاتفاق بشكل كامل حولها ومن الصعب ان نحدد ما اذا كان الزمن سيطول بالنسبة لنا.. المواضيع ليست كبيرة بالنسبة للمرحلة الاولى.. هذا اولا. وثانيا.. طالما اننا نتحدث عن ضرورة وجود الادارة الامريكية وبكل وضوح هذه الادارة غير مهتمة بعملية السلام ولن نبدأ بهذا الموضوع قبل ستة اشهر اي قبل مجيء ادارة امريكية مقبلة.‏

وأضاف الرئيس الأسد .. نحن الان نبحث بقضايا لها علاقة بتطبيق قرار مجلس الامن وخاصة القرار 242 وهذا القرار ينص على انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في العام 1967 ومن سيناقش هذا الموضوع هم المختصون في الجانبين السوري والاسرائيلي.. ولو جلست مع رئيس الوزراء الاسرائيلي فلست انا الخبير ولا هو الخبير الذي يستطيع ان يناقش هذا الموضوع فالموضوع الان تقني وليس سياسيا وعلينا ان نركز على الموضوع التقني لحل هذا الموضوع تقنيا.. وعندما تتوفر الارضية التقنية نستطيع ان نبحث عن الغطاء السياسي.. اي غطاء يكون.. وعلينا الا نتحدث عن اشياء لا تحقق شيئا على الواقع بالنسبة لعملية السلام والواقع يقول علينا ان ننهي المرحلة الاولى وننتقل الى المرحلة الثانية.‏

وردا على سؤال حول هل ان اتفاق السلام مع اسرائيل هو من اجل الانسحاب الاسرائيلي من الجولان او الانسحاب من الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 .. قال الرئيس الأسد .. ان هذا السؤال مهم جدا وكل مسؤول في اوروبا مهتم بعملية السلام يجب ان يعرف الاجابة عن هذا الموضوع.. فهناك اتفاقية سلام.. وهناك سلام.. الاتفاقية هي ما يوقع بين الحكومات على الورق.. اما السلام فهو ما يتحقق بين الشعوب.. وان تتم اتفاقية سلام بالنسبة لنا في سورية هذا يعتمد على عودة الحقوق السورية.. اذا اعيدت الاراضي المحتلة فمن الطبيعي ان نوقع اتفاقية السلام ولكن نحن نتحدث دائما عن سلام عادل وشامل.. شامل اي على كل المسارات.. السوري واللبناني والفلسطيني.. هذا السلام على هذه المسارات هو الذي يحقق السلام الحقيقي بين الشعوب بعد توقيع الاتفاقية.. والان نحن لا بد ان نصل الى اتفاقية سلام ولكن كيف نصل الى السلام.. واتمنى ان يكون العمل والاهتمام الاوروبي ليس فقط فيما يتعلق بالمسار السوري.. هو مهم بالنسبة لنا ولكن ان يكون الاهتمام بالمسار اللبناني والرئيس ميشال سليمان موجود معنا وتحدثنا في هذه النقطة ولكن المسار الفلسطيني مهم جدا ايضا ولذلك نحن الان نبذل جهودا مهمة لتوحيد الفلسطينيين لانه اذا لم يتوحد الفلسطينيون من الصعب ان يتحقق السلام على المسار الفلسطيني.. اذا هناك علاقة بين هذه المسارات اذا اردنا ان نحقق السلام.‏

وردا على سؤال حول المعنى السياسي لزيارته الى فرنسا قال الرئيس الأسد .. نحن دول ونتحدث عن مصالح هذا هو الشيء البديهي اذا كنا نبحث عن مصالح منعزلة.. فرنسا تفكر فقط في اوروبا ونحن نفكر فقط في منطقتنا فلا داعي لمثل هذا اللقاء.. ولكن نحن نفكر بشكل مشترك فرنسا لها مصلحة في الاستقرار بالشرق الاوسط ونحن لنا مصلحة في ان يكون لدينا دعم في قضايانا وفي حل مشاكلنا من قبل دولة مهمة كفرنسا ومن قبل اوروبا وخاصة اننا غدا سوف نلتقي في قمة الاتحاد من اجل المتوسط حيث سيكون هناك عدد كبير من القادة الاوروبيين والعرب فالمغزى البديهي هو ان نبحث عن هذه المصالح المشتركة سياسيا واقتصاديا.. هذه القضايا التي ناقشناها اليوم.‏

وردا على سؤال حول امكانية اجراء مفاوضات اسرائيلية لبنانية قريبا قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان اشرنا في كلمتنا الى تنفيذ التزامات القرارات الدولية ونحن ننتظر تطبيق القرار 1701 الذي مضت سنتان على اقراره وحتى الان لم تنسحب اسرائيل من الغجر ولا من تلال كفر شوبا ومزارع شبعا.. وننتظر ايضا رفع الظلم عن الفلسطينيين المهجرين الذين يعيشون حالةبؤس في وطننا ولا يمكن تركهم في هذه الحالة وكذلك تحديد او تعليم ما اتفقنا على تسميته بالخط الازرق فهو متعثر جدا ولا تؤمن اسرائيل هذه التسهيلات ونحن ننتظر هذه الالتزامات حتى نرى فيما بعد قضية السلام ونحن جاهزون للسلام.‏

وردا على سؤال يتعلق بدور فرنسا والاتحاد الاوروبي بعملية السلام في الشرق الاوسط قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان دعوته للرئيس الأسد لزيارة فرنسا هي خيار سياسي مهم وان فرنسا تود ان تكون مخلصة لذاتها وان تكون رسولا للسلام وهذا يعني ان تكون لديها امكانية التحدث مع الجميع.‏

***‏

الرئيس ساركوزي : سورية تلعب دوراً أساسياً في شؤون المنطقة‏

من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المؤتمر الصحفي.. انه بعد انتخاب الرئيس سليمان ستسنح لي الفرصة لزيارة بيروت.. وانه من المهم جدا لفرنسا ان تكون اول سفرة للرئيس سليمان خارج لبنان الى باريس.‏

وأضاف ساركوزي .. اقول للرئيس بشار الأسد انه من المهم للغاية ان تلعب سورية دورا كاملا في شؤون المنطقة.. ومن المهم لفرنسا الحوار الذي اخترنا ان نقوم به فيما بيننا.. وهو حوار واضح وصريح ونزيه. وقال.. ان سورية تلعب دورا اساسيا في ذلك وعلى هذه القاعدة تطرقنا الى مواضيع مهمة جدا وانني قد خولت من قبل الرئيس الأسد ان اقدمه لانه بعد محادثاتي معه اتفقنا على هذه الطريقة للتقديم.. وأود ان أبين انه بالنسبة لفرنسا هذا يعتبر تقدما تاريخيا وان ارادة الرئيس بشار الأسد في ان يفتح تمثيلا دبلوماسيا لسورية في لبنان وان تفتح لبنان تمثيلا دبلوماسيا في سورية.. وربما هذا يبدو لكم غريبا ان اكون انا من يعلن ذلك ولكن اتفقنا مع الرئيس الأسد على ان اقدم انا الموضوع بهذه الطريقة وهذا حدث تاريخي لانه لم يحصل سابقا.‏

ورأى ساركوزي ان هناك عددا من القضايا والمسائل القانونية التي ينبغي حلها والتي سيتطرق لها الرئيس الأسد .. والمسألة على طريق التطبيع وطبعا ذلك سيكون ضمن ارادة الرئيس سليمان الذي سيتحدث عن ذلك. وأضاف ساركوزي .. بالنسبة لفرنسا ان هذا الاعلان والتأكيد وهذه الارادة تعتبر تاريخية ونبأ عظيماً بالنسبة للكثيرين في فرنسا.‏

وقال ساركوزي اننا تحدثنا مع الرئيس الأسد ايضا عن السلام وان فرنسا تشجع تطور المفاوضات الحالية غير المباشرة بين سورية واسرائيل وان هذه مبادرة مفيدة للسوريين والاسرائيليين.. ولكنها مبادرة ايجابية في منطقة من العالم تنتظر منذ سنوات مثل هذه الانباء السعيدة.‏

واشار ساركوزي الى ان فرنسا عبرت لسورية عن مدى سعادتها بان تتحول هذه المفاوضات الى مباشرة.. والرئيس الأسد سيعبر لكم عن رأيه حول هذا الموضوع.. ولكنني استطيع ان اعلن انه طلب ان تكون فرنسا طرفا وأؤكد انه يوم تبدأ المحادثات المباشرة بينهما ستكون فرنسا الى جانب الولايات المتحدة كراع للمحادثات مضيفا ان كل ما سيجري في الولايات المتحدة في الاشهر القادمة سيكون لصالح هذه العملية.‏

وقال ساركوزي انه و برنار كوشنير سيزوران دمشق في شهر أيلول المقبل للبدء بعلاقات جديدة وهيكلية استراتيجية وان سرعة تطور هذه العلاقات ستعتمد على الادلة والوقائع من الجانبين.‏

وأضاف ساركوزي انه طلب من سورية ان تساعد في حل المشكلة الايرانية وان الرئيس الأسد يعرف تصريح السلطات الايرانية بانهم لا يريدون الحصول على سلاح نووي ولذلك طلبنا من سورية المساعدة في ذلك. وختم ساركوزي بالقول.. لقد كنا صريحين في مناقشاتنا الشاملة والكل يعلم ان هناك عناصر اخرى جرت مناقشتها على طريق السلام والثقة وانه ما زال امامنا عمل كثير مضيفا.. ما ترونه هنا.. الدول الاربع مجتمعة على طاولة واحدة وهذا يعد انعطافا كبيرا في هذه المنطقة من العالم وكذلك بالنسبة لتأثير فرنسا ومكانها وتأثير اوروبا.. وانني امل المصلحة والفائدة للجميع.‏

***‏

الشيخ حمد : لفرنسا دور مهم في المنطقة‏

من جهته قال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في المؤتمر الصحفي المشترك ان المحادثات كانت بناءة واهم ما في هذه العلاقات هو التقارب السوري الفرنسي الذي اصبح واضحا والذي يصب في خدمة السلام في منطقتنا.‏

وأضاف الشيخ حمد ان لفرنسا دورا مهما في منطقة الشرق الاوسط بحكم التقارب الجغرافي وكذلك الثقافي الذي امتد لعصور طويلة.‏

واشار الشيخ حمد الى الوضع في لبنان وتعقيداته ودور الجيش بقيادة العماد ميشال سليمان في حماية لبنان من التفكك معربا عن تقدير الدول العربية لهذا الدور ومؤكدا وقوف قطر الدائم الى جانب لبنان.‏

***‏

الرئيس سليمان : نشجع كل خطوة تحقق السلام العادل والشامل‏

بدوره قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان في المؤتمر الصحفي المشترك ان اللقاء اتاح التداول في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتوقفنا خصوصا عند مستقبل العلاقات الثنائية اللبنانية السورية التي أكدت في اكثر من مناسبة ان لبنان يتطلع الى قيام افضل العلاقات بين البلدين الشقيقين وهذا الامر سبق ان بحثته مع اخي سيادة الرئيس بشار الأسد من خلال اتصالاتنا المستمرة وتوافقنا خلاها على اهمية اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهذا ما اشرت اليه في خطاب القسم في 25 ايار الماضي.‏

واشار سليمان الى انه انطلاقا من هذه الرغبة المشتركة سيتم التنسيق بين سورية ولبنان لاتخاذ الترتيبات القانونية والادارية اللازمة لوضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ بأسرع وقت.. واننا نتطلع الى معالجة موضوع الحدود بين البلدين من خلال الاليات اللازمة انطلاقا من العلاقات الاخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.‏

وأضاف سليمان .. ان لبنان الذي تمسك باستعادة سيادته الكاملة على مزارع شبعا وتلال كفر شوبا يشجع كل خطوة من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط انطلاقا من مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت في العام 2002 والقرارات الدولية ذات الصلة ولاسيما القرارين 425 و1701 والقرار 194 الذي يضمن حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه لافتا الى انه وحده هذا السلام العادل والشامل يؤمن العدالة والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها.‏

وتوجه سليمان بالشكر الكبير الى الرئيس بشار الأسد الذي ابدى استعدادا كاملا لدعم لبنان في مسيرته التوحيدية واستقلاليته واستقراره.‏

كما جدد شكره للرئيس ساركوزي وامير قطر الذي بذل جهدا كبيرا في مساعدة لبنان للوصول الى اتفاق الدوحة ومن ثم الى متابعة تطبيقه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية