تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معرض تحية إلى الوطن

ثقافة
الثلاثاء 8-10-2013
متابعة: علاء الدين محمد

لوحات فنية تشكيلية مستقاة من المعاني السامية لحرب تشرين التحريرية ومن بطولات رجالاتها الشجعان الذين أثبتوا بالفعل والواقع أنهم خير من اؤتمن على حماية الأرض والعرض والكرامة الوطنية،

ومعرض تحية إلى الوطن يفوح بعبق تشرين النصر وتشرين الأنفة، واللوحة تجسد مفرداته بالخط واللون، وتؤرخها كي تبقى شاهداً حياً على إنجازات وإعجازات جيشنا البطل، أقيم المعرض في ثقافي أبو رمانة وحضر افتتاحه رئيس فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور جمال القادري ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين د. حيدر يازجي ومجموعة من الصحفيين والكتاب وجمهور الفن التشكيلي. ضم المعرض مايزيد على الأربعين عملاً فنياً نفذ بأسلوب واقعي وتقنيات متنوعة. على هامش المعرض كانت لنا وقفة مع الدكتور جمال القادري رئيس فرع دمشق لحزب البعث.‏

في كل لوحة حكاية مقاتل وأنفة شعب‏

حيث جيّر عنوان المعرض بالتحية إلى أبطال الجيش العربي السوري الذين يصلون الليل بالنهار لدحر المؤامرة التي يتعرض لها الوطن، وللفنانين التشكيليين الذين أبدعت أناملهم هذه اللوحات التي تحاكي المتلقي وتداعب مشاعره وأحاسيسه.. فنانون استطاعوا بذوقهم الرفيع ونظرتهم الثاقبة وثقافتهم البصرية الواسعة أن يجسدوا حرب تشرين التحريرية بكل ما احتوته من نصر مبين ومن مآثر ومفاخر تحلى بها المقاتل العربي السوري في تشرين عبر لوحات فنية تشكيلية تغري عين المتلقي وتجذبه لمتابعة تفاصيل وحكايا وقصص تلك اللوحات وبالتالي تخلق الحافز والحماسة لكل أبناء الشعب، وتعلي قيم الدفاع عن الوطن والتضحية في سبيله، وأضاف القادري: إن هذه الأعمال ستبقى خالدة عبر الأجيال لأنها مملوءة بمفردات ومعاني النضال التي تثبت أن المقاومة متأصلة في وجدان الشعب ومتجذرة في عقله وقلبه، وكما انتصرنا في تشرين على العدو الإسرائيلي سننتصر اليوم على هؤلاء المرتزقة ومموليهم وداعميهم إن شاء الله.‏

مهمتنا التوثيق والبحث عن الجديد‏

أما الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين فقد بيّن أنه منذ تأسيس معرض تحية لتشرين، المعرض الملتزم الوحيد الذي كانت تقيمه سنوياً وزارة الداخلية، هو معرض تميز بمشاركة الفنانين التشكيليين من مختلف المحافظات السورية والجدير بالذكر أن أول لوحة كبيرة جدارية رسمت لتشرين مساحتها 64 متراً مربعاً موجودة الآن في قاسيون الدكتور اليازجي والتي عكست سقوط أسطورة التفوق العسكري للكيان الإسرائيلي وعكست بسالة وجسارة المقاتل العربي السوري.‏

وأوضح اليازجي أن تشرين ليس موقعة واحدة وأن مجمل الأحداث التي حدثت والانتصار على العدو الإسرائيلي انعكس في لوحات جميلة جداً.. أربعون عاماً مضت على حرب تشرين والأبطال الذين قضوا في تشرين وضحوا من أجل أن تبقى سورية عزيزة شامخة نصرهم مستمر حتى يومنا هذا، بالتالي اليوم يشعر المواطن السوري أنه لا يبعد عن تشرين لابل يعيش أجواءها ومضامينها، ولذلك الفنان التشكيلي يستقي مفرداته من البيئة المحيطة به، ومن مهارات وإبداعات الجيش العربي السوري لذا الفنان التشكيلي يؤرخ وتاريخنا درسناه من خلال لوحات تشكيلية رسمها الفنانون، سابقاً والفنان دائماً يبحث عن المعارك البطولية، ففي أيامنا هذه كل يوم لدينا معركة جديدة وانتصار جديد، فالشهيد والمقاتل والقائد هم المادة الأساسية للوحات هذا المعرض، ولكل منا دوره والفنان يقوم بهذا الدور تجاه وطنه وشعبه، والجندي العربي السوري كذلك، فمهمة الفنان توثيق هذه المشاهد في عمل فني لتطلع عليه الأجيال اللاحقة، وترى فنون المقاومة بأنواعها عبر العمل الفني، فالانتصارات مستمرة من تشرين إلى يومنا هذا وستستمر بإذن الله.‏

اللوحة تفيض بمشاعر الدفء‏

والفنانة الجميلة كاترينا شاركت بلوحة واحدة جسدت من خلالها أماً قدمت اثنين من أبنائها قرباناً للوطن كي يبقى موحداً ومعافى، فلوحة أم حنا تفيض بمشاعر الدفء والحنان والحب وتعتبر هذه اللوحة استمرارية لحرب تشرين التحريرية ألوانها حارة، استخدمت اللون الأحمر.. لون الحب لون دم الشهداء لون إشراقة الشمس وأيضاً استخدمت اللون الأسود المعبر عن الحداد، لكن هناك بيضاء واسعة في فضاءات اللوحة تشي بغد مشرق وخال من الدم.‏

وأما الفنانة نداء الدروبي التي تعتبر مشاركتها في معرض تحية إلى الوطن هو واجب على الفنان التشكيلي لأنه نوع من أنواع المقاومة والصمود في وجه الطامعين والمعتدين أعداء هذا الشعب الصابر أعمالها مستمدة من وحي تشرين وأبطال تشرين، وقائد تشرين ففيها جسدت ثنائية الحياة المرأة والرجل اللذان يقفان جنباً إلى جنب في التصدي للعدو الغادر، فبهما ومن خلالهما يتحقق النصر والاستقرار ومجمل أعمالها تقدم للجندي العربي السوري على أنه قديس وأي مكان تطؤه قدماه يخضر ويورق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية