تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للإرهاب ثمن سيدفع

نافذة على حدث
الثلاثاء 8-10-2013
عبد الحليم سعود

ربما لم يستفد عثمانيو تركيا الجدد «أردوغان وفريقه الحكومي» من عبر التاريخ ودروسه الكثيرة ما يساعدهم على تلمس الصواب والحكمة في قيادة بلد مهم كتركيا،

والأصح أنهم لم يقرؤوا حتى التاريخ القريب للمنطقة ولم يتعظوا من دروسه لأنهم غرقوا أكثر مما ينبغي في أوهام استرجاع الأمجاد العثمانية البائدة في عصر لا مكان فيه لعثمانية جديدة متخلفة.‏

فسياق الأزمة في سورية وتطوراتها كشفت المستور من النوايا العدوانية لأردوغان وحزبه الاخواني المتغطرس، وأسقطت ورقة التوت الأخيرة عن عورات حكومته المتطرفة سواء في عدائها غير المبرر لسورية أو في دعمها اللامحدود للإرهاب الذي يستهدف السوريين انطلاقا من الأراضي التركية، فالذين يقتلون الشعب السوري ويمارسون الإرهاب والفوضى والتخريب في سورية يجدون لدى أردوغان وحكومته الملاذ الآمن والحضن الدافئ لممارسة إجرامهم خلافاً لمصالح الشعب التركي، الأمر الذي أشعل الشارع التركي احتجاجاً وغضباً ورفضاً لهذه السياسة الحمقاء في الأشهر الماضية.‏

وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلته الأخيرة مع الإعلام التركي: «فإن الإرهاب ليس ورقة تضعها في جيبك، هو كالعقرب عند أول فرصة سوف يلدغك»، فقد سبق للسعودية والولايات المتحدة الأميركية أن أنشأتا ودعمتا وسلحتا تنظيم القاعدة الإرهابي في ثمانينات القرن الماضي ليقاتل السوفييت في أفغانستان فإذا به يتحول إلى عدو لهما ويضرب في نيويورك وواشنطن والرياض ويقتل الأميركيين والسعوديين على السواء.‏

ولأن سورية بصمودها وحكمتها نجحت في مواجهة مشروع الإرهاب وتعريته وإسقاط أهدافه فقد بدأ أصحابه في الاحتراب والاقتتال والاندحار، ومن البديهي أن يعودوا أدراجهم نحو من أرسلهم، وتركيا هي المرشحة الأقرب بحكم الجغرافيا أولاً والسياسة الأردوغانية الحمقاء ثانياً لتكون الساحة التالية لإرهابهم، ما يعني أن أردوغان سيشرب من ذات الكأس التي أذاقها للسوريين، وقد يكون سقوطه وسقوط حزبه وحكومته أول أثمان هذا الإرهاب..والشعب التركي أدرى بمصالحه التي أساء إليها أردوغان؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية