|
فضائيات أم أن تقييم البرامج من الغير ليس في أولويات من يعدها ويخرجها ويقدمها وفي ذلك أيضاً عدم اكتراث برأي الجمهور...وهذا يقودنا لاستنتاج أن بعض ما يصنعه الإعلام مزاجي و شخصي وترويجي لقيم شخصية فاقدة للقيمة والمحتوى وهذا في حد ذاته كارثة إعلامية فادحة مصيرها الفشل على صعيد البرامج والقائمين عليها .
برنامج عرب أيدول (Arab Idol ) والذي تطلقه MBC بنسخته العربية هو عبارة عن نسخة طبق الأصل عن برنامج أميركان أيدل (المعجزة الأميركية ) ،وهو بالطبع يقلد بامتياز النسخة الأميركية بلجنة تحكيم وصفها الكثير من المتابعين و الجمهور والاختصاصيين بغير المؤهلة لإصدار الأحكام على المتسابقين فمن المفروض أن يكون فيها موسيقار يحكم على الأداء وليس من يطلب الطلبات التعجيزية التي تبتعد كثيراً عن جوهر البرنامج الذي يعنى بالغناء والأصوات المميزة والجميلة . ومع ذلك فإن القائمين على البرنامج يعتبرونه من أشهر البرامج الغنائية في العالم ، حيث يتم اختيار المواهب الغنائية من بين آلاف المتقدمين من جميع أنحاء العالم العربي للخوض في رحلة يعتبرونها مشوقة على مدار أسابيع عدة، بعدما حصلت مجموعة MBC على كل حقوقه الفنية والقانونية لإطلاقه وتصويره.حيث تم تقديم البرنامج بأكثر من نسخة في بلدان مختلفة كانت البداية من بريطانيا عام 2001 تحت اسم (Pop Idol) والولايات المتحدة وأستراليا والهند وفنلندا والسويد وسلوفاكيا. وتبدأ مراحل السباق باختيار المشاركين من ضمن آلاف المتقدمين للبرنامج للوقوف أمام المطربة أحلام والمطرب راغب علامة للغناء، حيث يقوم الفنانان، بالإضافة إلى الملحن المصري حسن الشافعي عضو لجنة التحكيم الثالث بقبول أو رفض المتقدمين للمشاركة في المسابقة في كل عاصمة عربية يزورونها ، ويقدم البرنامج الإعلامي الكويتي عبدالله الطليحي والذي عرفه الجمهور من قبل من خلال تقديمه برنامج المسابقات (للزمن ثمن) على MBC. ويتم تصفية الناجحين في اختبار الأداء مرورا بعدة مراحل، تعتمد المراحل الأولى على رأي الحكام، إلى أن تصل في المراحل النهائية إلى تصويت المشاهدين عبر الهاتف، ويحظى الفائز بفرصة لمن يهوى الشهرة في عالم الغناء، وتضع النجم الشاب على أولى خطوات الفن مختصرا مراحل عديدة يمر بها الفنانون عادة لنيل الشهرة وحب الناس. ويعلق الكثير من المشاهدين على طريقة التعامل مع المتسابقين ويقولون إن فيها من الاستفزاز والفظاظة وعدم الاحترام والاستهتار الشي الكثير، ناهيك أن التقييم الذي يتم اختيار المتسابق على أساسه بعيد في كثير من الأحيان عن جمال الصوت ويكون التعليق فيه على الشكل الخارجي الذي قد يكون السبب في استبعاد العديد من المتسابقين ممن يملكون الأصوات العذبة .
اللافت في البرنامج أن الفنان راغب علامة يحذر المتسابقين من تقليده لأنه من الفنانين الذين يصعب تقليدهم، ومن حاولوا تقليده سقطوا وضاعوا،وعلق علامة على التونسي حسن الخرباش وهو أحد المشتركين الشباب في منافسات الجولة الثالثة من (عرب أيدول ) حينما غنى (آخد من عمري وأعطيها)، بقوله: هو التلميذ وأنا الأستاذ....سأترك التعليق هنا للقارئ . والأمر الأخر كيف عرف راغب علامة أن (عرب أيدول )هو الأكثر مشاهدة في الوطن العربي الآن، وانه سجل أكثر نسبة مشاهدة بين البرامج العربية إلى اليوم، وأن قرارات اللجنة صائبة، 95% وأن المشاهدين يشاطرونه الرأي...لاشك أن كل ذلك فيه مبالغة على ضوء التعليقات السلبية الكثيرة التي صدحت بها حناجر جمهور عريض من المتابعين . نحن نريد لبرامجنا العربية الارتقاء والتقدم والابتعاد عن الأخطاء الفنية والسلوكية ،لتكون مصدر جذب وفائدة للمتلقي العربي الذي لايمكن الاستهتار به كمشاهد يملك القلب الواعي والعين الناقدة التي تراقب وتنتخب الايجابي وتقصي السلبي مهما كان صغيراً . |
|